عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
فاجأ بنك «سيليكون فالي» العالم بخسائره الكبيرة في بيع السندات، فأمرت السلطات التنظيمية الأميركية بإغلاقه، وتحفظت على ودائع عملائه، لكن التبعات وصلت لأسواق الأسهم، ولم تقتصر على أسهم المؤسسات المالية، لتكتسي الأسواق باللون الأحمر، وتسجل المؤشرات الرئيسية أكبر نسبة خسارة تشهدها منذ شهر يونيو من العام الماضي.
وخسر سهم البنك المنهار 60% من قيمته في تعاملات يوم الخميس، ثم 60% مما تبقى في تعاملات يوم الجمعة، قبل أن يتم إيقاف التعامل عليه، حيث فشل في بيع أسهم لجمع ما يقرب من 2 مليار دولار، يعوض بها خسارته في بيع السندات.
وجاءت الخسارة بعد ارتفاع معدلات الفائدة، الذي مهد له جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، خلال شهادته هذا الأسبوع أمام الكونجرس.
وألقى انهيار سهم البنك بظلاله على أسهم المؤسسات المالية، التي وصلت الخسائر في بعضها إلى ما يقرب من نصف سعر السهم عند بداية تعاملات يوم الجمعة.
وتعد هذه أكبر أزمة لمؤسسة مالية، منذ وقت الأزمة المالية العالمية في 2009-2008.
وتأثرت أيضاً قطاعات أخرى في وول ستريت، بسبب ما يتوقع البعض أن تتعرض له شركات التكنولوجيا، وغيرها، مع خروج البنك المنهار من الخدمة، وهو المعروف بدعمه للشركات المدعومة من المشاريع Venture Capital.
وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، خسر مؤشر داو جونز الصناعي 1.07% من قيمته، مثلت 345 نقطة، في رابع يوم له على التوالي من الخسائر، وفقد مؤشر «إس آند بي 500» ما يقرب من 1.45% من قيمته، بينما بلغت الخسائر في مؤشر ناسداك نسبة 1.76%.
وشعر المتعاملون في «وول ستريت» بالراحة كون اليوم هو آخر أيام الأسبوع، على أمل أن يرتب أحد البنوك الكبرى أوراقه، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويتقدم بعرض لشراء البنك المنهار، قبل بدء تعاملات يوم الاثنين، حتى لا يستمر نزف الأسعار.
وخسرت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة الثلاثة، خلال الأسبوع المنتهي نسباً تدور حول 4.5%.
ووفقاً لبيانات صحفية عدة، فقد أغلقت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا البنك، وسلمته لمؤسسة التأمين الفيدرالية على الودائع، التي أسست بدورها بنك سانتا كلارا الوطني للتأمين على الودائع، ليحتفظ بالودائع المتبقية في البنك المنهار.
ويغطي التأمين المعتاد لمؤسسة التأمين الفيدرالية ما يصل إلى ربع مليون دولار لكل مودع، لكل بنك، لكل حساب. ومن غير الواضح بالضبط كيف ستتأثر الحسابات الكبيرة للأثرياء والشركات بإغلاق البنك.
وقالت مؤسسة التأمين الفيدرالية، إنها ستدفع للمودعين غير المؤمن عليهم أرباحاً مقدمة في غضون الأسبوع المقبل.
وقفزت ودائع العملاء والشركات لدى البنك من نحو 60 مليار دولار، في نهاية الربع الأول من عام 2020، إلى ما يقرب من 200 مليار دولار في نهاية الربع الأول من العام الماضي، اشترى بأكثر من ثلثيها سندات خزانة أميركية، مما يعتبره البعض «السندات الأكثر أماناً في العالم»!
