حسونة الطيب (أبوظبي)
تمضي المنتجات المصنعة من غازات الاحتباس الحراري، نحو احتلال موقعها بين السلع التجارية الأكثر انتشاراً في الأسواق العالمية، للاستفادة من إيراداتها ولتقليل الانبعاثات التي تؤدي للاحترار العالمي.
وربما تزيد تكلفة احتجاز الغازات الدفيئة وتحويلها لمكونات تدخل في صناعة منتجات، بالمقارنة مع الخيارات الأخرى التي تعتمد في صناعتها، على مشتقات النفط، ما يشكل عقبات في طريق بناء بنية تحتية كافية، لعمليات احتجاز الانبعاثات.
ومع ذلك، لا تمانع الشركات الكبيرة، في دفع ما يسمى «بالعلاوة الخضراء»، للمنتجات التي تساهم في تقليل البصمة الكربونية، والبحث عن بدائل للبلاستيك والمواد الأخرى المصنوعة من النفط، وفقاً لموقع «وول ستريت جورنال».
وتحاول شركات مثل، أوريجين ماتيريالز ونيولايت تيكنولوجيز، مقابلة ذلك الطلب، عبر تشجيع المصانع التي تستخدم احتجاز الغازات، للدخول في خط التصنيع لإنتاج مواد تتضمن، الإطارات والملابس وعلب البلاستيك.
ووقعت الشركتان، اتفاقيات مع، فورد موتور وشركة تارجت وشركات أخرى، على أمل خفض الانبعاثات في سلاسل التوريد وفي تلك المنبثقة من منتجات هذه الشركات.
انخفاض التكاليف
ومن المتوقع، أن ينجم عن زيادة معدل التصنيع، انخفاض في التكاليف، خاصة أن أسعار منتجات حفظ الأطعمة، تنافس المنتجات الأخرى المستدامة. في حين، توجد العديد من مصادر الانبعاثات، من الضروري، توفر المزيد من البنية التحتية لاحتجاز تلك الانبعاثات.
وأنشأت نيولايت، أول مصنع لها في عام 2020 في مدينة هنت بيتش في كاليفورنيا، حيث تقوم بإنتاج مستلزمات موائد الطعام مثل، الصحون والمصاصات وأطقم الملاعق والسكاكين والشوك، التي يتجاوز عددها 50 مليون وحدة.
كما أمضت الشركة نحو 10 أعوام في تطوير عملية لاستخدام ميكروبات تقوم بامتصاص غاز الميثان أو ثاني أكسيد الكربون، لإنتاج مادة حيوية، يمكن استخدامها لصناعة مواد قابلة للتحلل وقادرة على حل محل البلاستيك. وتتحصل الشركة، على الغازات المحتجزة من، مزارع منتجات الألبان ومحطات الإيثانول ومكبات النفايات، مع توسعها في مناجم الفحم والتفكير في العمل مباشرة في احتجاز الكربون.
وتستهدف المؤسسات الناشئة، الكيماويات التي تشكل جزءاً أساسياً في معظم السلع الاستهلاكية. ويشكل قطاع الكيماويات، ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، وفي طريقه لإنتاج المزيد، في حال عدم انتشار استخدام تقنيات جديدة، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.
وتواجه عملية إعداد الكيماويات التي تساعد في احتجاز الغازات، اثنتين من العقبات، خفض التكاليف للدرجة التي يمكن أن تنافس صناعة الكيماويات التي تعتمد على النفط، وتوفير مصادر كافية للانبعاثات المُحتجزة أو المواد الخام. ويرى بعض خبراء القطاع، أن سوق الوقود المُستخرج من الكربون المُحتجز والمنتجات الأخرى، ما زالت محدودة نسبياً، نظراً لعدم توافر التقنية الملائمة والعقبات الناتجة عن التكلفة.
تصنيع الملبوسات
وتجري شركة نيولايت أيضاً، حواراً مع شركتي نايكي وسوميتومو للكيماويات، بغرض الاستفادة من موادها في تصنيع الملبوسات ومعدات المركبات.
وفي وقت سابق، أبرمت الشركة اتفاقيات مع كل من إيكيا وديل تكنولوجيز، بغرض تزويدهما بمستلزمات التغليف.
ومن المتوقع، بدء إنتاج مصنع شركة نيولايت القادم في عام 2025 في أوهايو، والذي يستهدف الحصول على غاز الميثان من أحد مناجم الفحم بالاتفاق مع شركة سي أن أكس ريسورسيز.
وبموجب الاتفاقية، يتم إنتاج ما بين مليون إلى 36 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. والمنجم واحد من خمسة فقط مزودة بنظام حجز الكربون ضمن ما يزيد على ألفي منجم في الولايات المتحدة الأميركية.
وتسلك أوريجين ماتيريالز نهجاً مختلفاً عن نظيراتها الأخريات، فيما يتعلق بحجز الانبعاثات، حيث تخطط لافتتاح مصنعها الأول في العام الحالي. ولدى الشركة طلبيات بالفعل تصل قيمتها لنحو 9 مليارات دولار من شركات، مثل بريمالوفت لإنتاج فراش وملابس وقطع غيار لشركة فورد، حيث تتوقع جني أرباح بحلول 2025 بعد افتتاح مصنعها الثاني.
وباستخدام عملية كيميائية، تتمكن أوريجين من تحويل مواد عضوية تختزن ثاني أكسيد الكربون أثناء فترة النمو، لاستخدامها في إنتاج نوع البلاستيك المُستخدم في أغراض التغليف، بجانب منتجات صناعية أخرى. ومن المنتظر منافسة منتجات هذه الشركة المنتجات الأخرى التي تعتمد على النفط في صناعتها، نظراً لرخص ووفرة المواد التي تستخدمها.