حسام عبدالنبي (دبي)
أكدت «هيتاشي إنرجي»، الشركة العالمية المتخصصة في تطوير حلول لمستقبل مستدام في مجال الطاقة، أن دولة الإمارات اتخذت مبادرات ونفذت مشاريع رائدة في مجال الاستدامة، لتحقيق مستهدفاتها في الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050، تماشياً مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ. وأكدت أن استضافة الإمارات فعاليات الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في دبي، يمثل فرصة للدولة لتسليط الضوء على طموحاتها للوصول إلى عالم محايد للكربون، مشيرة خلال مؤتمر صحفي عقد في دبي أمس، إلى أن النقل المستدام يشكل أحد العناصر الأساسية لتحقيق هذا الطموح، والذي يشتمل على الاستثمار في وسائل النقل العامة الكهربائية والترويج للتبني واسع النطاق للسيارات والحافلات الكهربائية، حيث إن قطاع النقل مسؤول عن 30% من الانبعاثات الكربونية عالمياً من خلال وسائل المواصلات المختلفة.
وخلال المؤتمر أعلن نيكلاس بيرسون، العضو المنتدب لأعمال دمج الشبكات لدى شركة «هيتاشي إنرجي» فوز الشركة بعقد من شركة «أدميرال جلوبال دي إم سي سي»، المتخصصة في توفير حلول التنقل الكهربائي والطاقة للقطاع الصناعي، والتي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لها، وذلك لتوريد أول بنية تحتية لشحن أساطيل الحافلات الكهربائية في دولة الإمارات. وقال: إن الشركة مستعدة للمساهمة في دعم مبادرات دولة الإمارات في رحلتها نحو تحقيق مستقبل مستدام للنقل من خلال توفير أول بنية تحتية على مستوى المنطقة لشحن أساطيل المركبات التجارية الكهربائية، حيث إن البنية التحتية لنظام «جريد إيموشن فليت» المبتكر من شأنها أن تمكّن مشغلي الأساطيل من التحول من المركبات العاملة بالديزل إلى المركبات الكهربائية منخفضة الانبعاثات ذات المدى الطويل، مشيراً إلى أن الشركة فازت خلال العام الماضي بعقد لإنشاء أول شبكة تحت سطح البحر في أبوظبي تربط عمليات حقول أدنوك البحرية بشبكة الكهرباء البرية في دولة الإمارات، والتي تملكها وتشغلها شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة).
وأوضح بيرسون، أن نظام الشحن السريع من «الشبكة إلى القابس» القابل للتوسعة سيجعل من الممكن إعادة شحن أساطيل الحافلات التجارية ضمن فئة منتصف المسافة في نفس الوقت وفي موقع واحد، حيث سيتم استخدام البنية التحتية للشحن، التي من المقرر أن تدخل حيز التشغيل بنهاية عام 2023، من قبل العديد من مشغلي الأساطيل الذين يؤجرون مركبات كهربائية من مجموعة محمد حارب العتيبة، في الإمارات، منبهاً أنه قبل ذلك، لم تتواجد في الإمارات سوى محطات شحن مستقلة يمكنها شحن مركبة واحدة أو اثنتين في وقت واحد.
ومن جهته، قال الدكتور مصطفى الجزيري، المدير التنفيذي في منطقة الخليج العربي والشرق الأدنى وباكستان، لشركة «هيتاشي إنرجي»: إن الطلب العالمي على الحافلات الكهربائية يشهد نمواً متسارعاً في مختلف أنحاء العالم، خاصة بين الشركات المتخصصة في تشغيل أساطيل كبيرة من مركبات التوصيل في المحطات الأخيرة أو في منتصف المسافة، منوهاً بأن البنية التحتية للشحن السريع والفعّال والاقتصادي للمركبات المتعددة في محطات الحافلات ونقاط التوصيل تعد من التقنيات المُمكنة للتحول نحو مركبات كهربائية أكثر مراعاة للبيئة.
وأشار الجزيري، إلى أن الشركة مستعدة لتوفير حلول البنية التحتية لشحن أساطيل الحافلات الكهربائية في دولة الإمارات بحيث تلبي متطلبات العملاء وتوفير حلول مبتكرة لدفع الجهود الرامية للوصول إلى مستقبل مستدام ومحايد للكربون، وأضاف: «بينما نتطلع بتفاؤل لانعقاد مؤتمر المناخ (كوب 28) في دبي، نحافظ على التزامنا نحو دعم المجتمع الدولي في مساعيه لمكافحة التغير المناخي وتحقيق مستقبل صفري الانبعاثات الكربونية، انطلاقاً من حرصنا الدائم على التأثير بشكل إيجابي في حياة الأجيال الحالية والقادمة»، كاشفاً عن وجود مناقشات مع عدد من الشركات الحكومية والشركات المشغلة لمحطات الوقود من أجل النظر في إمكانية توفير البنية التحتية لشحن أساطيل الحافلات الكهربائية.
وقال فينكات بي، العضو المنتدب لشركة «أدميرال جلوبال دي إم سي سي»: إن نظام «جريد إيموشن فليت» من«هيتاشي إنرجي» سيساعد شركاء الشركة بحلول تحتية للشحن فعالة ومدمجة، والتي ستشجع على استخدام طاقة أكثر نظافة في وسائل النقل الخالية من الانبعاثات الكربونية. كما ستضفي منصة النظام قيمة على محفظة حلول المركبات الكهربائية لدى «أدميرال جلوبال»، مما يوسع نطاق الاستدامة ضمن صناعة النقل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الأسواق الإقليمية والعالمية».