عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
تضم بين أسوارها تاريخاً عريقاً وحكايات غامرة من الماضي القريب وقصصاً تروي مآثر الآباء والأجداد، عبر لوحات فنية تتجسد في مرافق تراثية متنوعة كالسوق الشعبي والمتاحف والنماذج البيئية المختلفة، التي تشكل معاً معلماً سياحياً يجذب السياح من الداخل والخارج، ليستمتعوا بلحن الأصالة في فضاء القرية التراثية في أبوظبي، الوجهة السياحية والثقافية والتراثية التي تتميز بموقعها الفريد على كاسر الأمواج بأبوظبي.
وتشهد القرية في الموسم الحالي تدفق العديد من المجموعات السياحية، فالقرية تستقبل عادة مجموعة كبيرة من السياح من مختلف دول العالم، حيث يتم إعداد جولات ثقافية تراثية للزوار من قبل قسم خدمة الزوار بالقرية التراثية، إضافة إلى استقبال أعداد كبيرة من طلبة المؤسسات التعليمية بالدولة، وذلك للاستفادة من المرافق التراثية التعليمية بالقرية، ومن برامج الأكاديميات التراثية التي تشرف عليها إدارة الأنشطة بالنادي.
وافتُتحت القرية التراثية، التابعة لنادي تراث الإمارات رسمياً عام 2001 على مساحة 16800 متر مربع، وتشهد إقبالاً كبيراً من السياح من مختلف دول العالم للتعرف على التراث والثقافة الإماراتية، وتهدف القرية التراثية الحفاظ على تراث دولة الإمارات، وتعرض تراث الآباء والأجداد ليصبح نافذة للأجيال الحاضرة، إضافة إلى تقديم الدعم للجهات الخارجية والداخلية من خلال خدماتها التراثية.
تاريخ عريق
وفي أثناء جولة لـ «الاتحاد» في القرية التراثية، برزت علامات الفرح والسعادة على وجوه زوار القرية من السياح الأجانب، وكذلك من روادها من داخل القرية، ومدى استمتاعهم بالأجواء التراثية الأصيلة التي تروي تاريخاً عريقاً، وبما تضمه القرية من مزارات كالسوقَ الشعبي الذي يتكون من ثمانية محلات تراثية تعرض بضائع إماراتية وتراثية، كما تضم المتحف التراثي والمتحف الإسلامي، فضلاً عن معرضٍ للحرفيين، وهو عبارة عن ورش يدوية في النجارة وصناعة الجلود والزجاج والفخار والسيوف والنسيج وصناعة القوارب.
ويُعد المشغل النسائي من أهم النشاطات الموجودة في القرية التراثية، حيث تقوم عدد من النساء بممارسة النشاطات التراثية كالسَّدُو والتَلِّي وطبخ الأكلات الشعبية.
كما يطلع زوار القرية التراثية على ملامح الحياة القديمة، من خلال النماذج البيئية المختلفة كالحياة البرية، حيث يوضح قسم الحياة البرية طريقة الحياة التراثية السابقة في البر وكيفية العيش فيها، والبيئة الصحراوية والبيئة البحرية مثل بيوت البحر التي يسكنها أهل البحر في الماضي المصنوعة من العريش والبيئة الزراعية التي تحتوي على النخيل وبعض الخضراوات، كما أنها تحتوي على حيوانات، مثل الأغنام والثور، ويتعرف الزوار على نمط الحياة الاجتماعية، وثقافة الطعام، والحرف اليدوية، والفنون الشعبية، والمرافق المتعددة لهذه البيئات.
وتأتي أهمية دور المدربين التراثيين في القرية التراثية الذين يقومون بالدعم الكامل لإقامة الدورات التراثية للجهات الخارجية والمدارس ويرسخ ومبادئ القيم والتقاليد والتراث الإماراتي الأصيل في نفوس الطلاب.
معالم ثقافية
وتعد الثقافة والتراث جزءاً لا يتجزأ من النسيج السياحي لإمارة أبوظبي، فالعاصمة تضم معالم ثقافية وتراثية من متاحف وقصور جعلتها محط أنظار السياح من مختلف دول العالم.
واستقبلت فنادق أبوظبي العام الماضي 4.1 مليون نزيل بنمو 24% مقارنة بعام 2021، فيما سجلت متوسط إشغال 70% بنمو 0.2%، بحسب بيانات دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وأشارت البيانات، إلى أن إجمالي الإيرادات الفندقية بلغ العام الماضي 5.4 مليار درهم بنمو 23% مقارنة بعام 2021. وبحسب البيانات، بلغ متوسط سعر الغرفة الفندقية 373 درهماً بنمو 19%.
