بنوك دولية تستعد لأكبر موجة تسريحات منذ الأزمة المالية

شريف عادل (واشنطن)

مع تراجع أرباحها من نشاط عمليات الاستحواذ والاستثمار، ورغبتها في ترشيد النفقات، تستعد بنوك حول العالم لأكبر موجة تسريحات تشهدها منذ نهاية الأزمة المالية العالمية في 2009 -2008، ينتظر أن تطال عشرات الآلاف من العاملين في القطاع.
وبعد عدة أعوام من التعيينات القوية، بدأت خلال النصف الثاني من أطول انتعاش اقتصادي تشهده الولايات المتحدة بين عامي 2010 - 2021، جاءت الإشارات من مجموعة من أكبر البنوك في العالم، شملت بنوك كريدي سويس، وجولدمان ساكس، ومورجان ستانلي، وبنك أوف نيويورك ميلون، والتي تخلصت من نحو 15 ألف موظف لديها، مع وجود توقعات قوية بالاستغناء عن الآلاف خلال الأشهر القادمة.

التكاليف والأرباح 
وبينما كانت البداية في الولايات المتحدة، التي عادة ما يتميز مستثمروها بالعنف في المحاسبة على الربحية واتخاذ قرارات الإقالة، لا تبدو الدول الأوروبية بعيدة عن المسار الأميركي، خاصة مع تراجع أرباح البنوك فيها، وارتفاع تكلفة الأموال مع رفع معدلات الفائدة.
وقبل عشرة أيام، قالت وكالتا رويترز وبلومبيرج إن مجموعة جولدمان ساكس بدأت الشهر الحالي تنفيذ خطة للاستغناء عن نحو 3200 وظيفة، تمثل ما يقرب من 6.5 % من القوى العاملة لديها، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها، وهو نفس العدد تقريباً الذي استغنت عنه المجموعة في ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وفي حين اعتادت المجموعة الاستغناء عن نسبة تتراوح بين 1% - 5% من موظفيها، من متدني الأداء، سنويا، قال مسؤول من المجموعة في تصريحات إعلامية، إن عملية التسريح هذا العام ستكون «أقوى من المعتاد في ضوء عدم اليقين الذي يظلل التوقعات الاقتصادية وتنامي القوة العاملة لدينا في السنوات الأخيرة»، الأمر الذي توقع محللون أن يتسبب في تشجيع اتخاذ قرارات التسريح في العديد من البنوك الأخرى.

تغيير مسار
وبعد تكبده خسائر فادحة خلال الربع الثالث من العام الماضي، أعلن بنك كريدي سويس نيته اتخاذ سلسلة من الإجراءات تستهدف تغيير مساره، وتشمل تسريح ما يقرب من تسعة آلاف موظف. وتوقع البنك أن يكون لديه نحو 43 ألف موظف بنهاية عام 2025، مقارنة بأكثر من 52 ألفاً في نهاية سبتمبر الماضي. وفي ديسمبر الفائت، نقلت رويترز عن مصادر مطلعة استغناء بنك مورجان ستانلي عن 1800 وظيفة ممن يعتبرهم «فائضين عن الحاجة»، موضحةً أن معظمهم كانوا من موظفي الفرق التي تركز على الأعمال المرتبطة بالصين.
والأسبوع الماضي، نقلت وكالات عن مصادر مطلعة أن بنك أوف نيويورك ميلون يستعد لخفض عدد موظفيه بنسبة 3 % خلال النصف الأول من العام الجاري، وهو ما يؤثر على نحو 1500 وظيفة، من إجمالي 51.7 ألف موظف كانوا يعملون لدى البنك حتى نهاية العام الماضي.