يوسف العربي (أبوظبي)
بدأت شركات صناعية إماراتية توسعة مرافقها في إمارة أبوظبي انسجاماً مع استراتيجية أبوظبي الصناعية والاستراتيجية الوطنية للصناعة مشروع 300 مليار والتي تهدف إلى مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي بالدولة من 133 مليار درهم إلى 300 مليار درهم بحلول العام 2031، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن التوسعات المقررة تهدف إلى تلبية الطلب المحلي والعالمي المتزايد على المنتجات الإماراتية والذي ارتفع على نحو ملحوظ خلال الفترة الماضية.
ولفتوا إلى أن زيادة الطلب على المنتج المحلي من الأسواق الخارجية لاسيما في القارة الأوربية ومنطقة الشرق الأوسط يعود سببها لتطبيقه أعلى معايير الجودة.
وأشاروا إلى أن جميع الجهات الاتحادية والمحلية والخاصة تعمل بتناغم لدعم الشركات الصناعية في الدولة من خلال توفير بيئة الأعمال المثالية للعمل والتوسع.
وشملت قائمة الشركات التي تجري أو تخطط لتوسعات صناعية في إمارة أبوظبي شركة ستراتا التي أطلقت استراتيجيتها للدخول في قطاعات متقدمة مثل المواد المتقدمة، والأدوية والعلاجات والأتمتة والحلول الرقمية، وشركة حديد الإمارات -أركان وشركة الإمارات لألواح الزجاج المسطح، وشركة «بورسلان تايلز أبوظبي».
المواد المتقدمة
قال إسماعيل علي عبدالله الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا لـ«الاتحاد» إن دولة الإمارات نجحت خلال العقد الأخير في تأسيس بنية تحتية راسخة لقطاع صناعي مستدام، يواكب رؤيتها في دعم ممارسات وسياسات التنويع الاقتصادي وتعزيز مواردها بعيداً عن النفط.
وقال إن شركة ستراتا من اللاعبين الأساسيين في تطبيق خطة التنويع الاقتصادي لإمارة أبوظبي وأصبحت اليوم رائدة في المشاريع غير النفطية على صعيد الدولة، كما تعد تجربتها فريدة كونها واصلت تطوير إمكاناتها وقدراتها على مدى العقد الأخير لترسخ مكانة متميزة في سلاسل القيمة العالمية لقطاع صناعة الطيران كأحد الموردين الرئيسيين لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية.
وقال إن الشركة أطلقت استراتيجيتها الجديدة للصناعات المتقدمة لتحلق في مجالات تصنيع متطورة، تشمل قطاعات صناعية جديدة وحيوية مثل المواد المتقدمة، والأدوية والعلاجات والأتمتة والحلول الرقمية، بهدف أن تصبح الشركة الرائدة في مجال الصناعات المتقدمة في دولة الإمارات.
وفيما يتعلق بالاستثمار في قطاع الطيران بمصنع ستراتا لفت عبدالله إلى وصول عدد خطوط الإنتاج إلى 30 خط إنتاج للمرة الأولى من ضمنها أكبر خط إنتاج عربياً والخاص بالذيل العمودي للطائرة بوينج 787، كما تورد الشركة منتجاتها إلى مركز محمد بن راشد للفضاء وإلى عدد من شركات تصنيع طائرات رجال الأعمال.
وكشف عبدالله عن خطة شركة ستراتا لإضافة 5 خطوط إنتاج جديدة ليصل إجمالي عدد خطوط الإنتاج إلى 35 خطاً بنهاية العام 2023. وفي قطاع المواد المتقدمة أكد عبدالله بدء عملية الإنتاج بهدف الاعتماد في مصنع ستراتا سولفي للمواد المتقدمة في الربع الثالث من العام الحالي متوقعاً أن تستغرق عملية الاعتماد نحو 18 شهراً. وقال عبدالله إن الشركة ستطلق باكورة مشروعاتها في مجال الأدوية والعلاجات من خلال المشروع الأول من نوعه في المنطقة والذي ينتج مجموعة من العلاجات واللقاحات لأمراض السرطان والأمراض المناعية.
ولفت إلى أن الشركة بدأت في تصميم المبنى ومن المقرر بدء عملية الإنتاج خلال العام 2025.
مضاعفة الطاقة الإنتاجية
ومن جهته، قال أحمد الشارد مدير العمليات في شركة دبي للاستثمار المالكة لمصنع الإمارات لألواح الزجاج المسطح لـ«الاتحاد» إن الشركة تدعم الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
وأضاف أن شركة دبي للاستثمار تعمل عن قرب مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتطوير مصنع الإمارات لألواح الزجاج المسطح في أبوظبي ونقله لمراحل متقدمة وآفاق جديدة.
وأشار الشارد إلى أنه نظراً للطلب المتزايد على منتجات شركة الإمارات لألواح الزجاج المسطح فإن الشركة تدرس تأسيس الخط الثاني في إمارة أبوظبي لزيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 120%.
أسواق خارجية
ومن جانبه، أكد الدكتور هشام محمد الصديق، الرئيس التنفيذي لمصنع «بورسلان تايلز أبوظبي» أن الصناعة الإماراتية تحظى بمكانة عالمية متميزة مكنتها من دخول مختلف الأسواق حول العالم.
وقال إن استراتيجية أبوظبي الصناعية والاستراتيجية الوطنية للصناعة «مشروع 300» وبرنامج القيمة الوطنية المضافة شكلا محفزاً كبيراً للقطاع. وأشار الصديق إلى أن الطلب المحلي والعالمي على المنتج الإماراتي في تزايد مستمر ما دفع الشركات الصناعية إلى التخطيط لتوسعة مرافقها داخل الدولة لتلبية الطلب المتزايد.
ولفت إلى أن جميع الجهات الاتحادية والمحلية والخاصة تعمل بتناغم لدعم الشركات الصناعية في الدولة من خلال توفير بيئة الأعمال المثالية للعمل والتوسع.
وكشف أن شركة «بورسلان تايلز أبوظبي» تعتزم رفع الطاقة الإنتاجية للمصنع بنسبة 60% لتصل إلى 40 ألف متر مقابل 25 ألف متر. وقال: إن مصنع «بورسلان تايلز» استفاد من السمعة العالمية التي تحظى بها الصناعات الإماراتية على المستوى العالمي، حيث يطمئن الجميع إلى أن المنتجات التي تحمل شعار صنع في الإمارات تخضع للرقابة وتتمتع بجودة عالمية فائقة.
وأكد الصديق، أن المصنع يزهو بالسمعة العالمية لأبوظبي التي تشكل قاعدة صناعية كبرى في الشرق الأوسط كما يعرفها الجميع.