حسونة الطيب (أبوظبي)
على شاطئ شوركر بالقرب من العاصمة الغانية أكرا، حذاء من كروكس وقميص أزرق من رالف لورين بولو وتنورة من فيكتوريا سيكريت، ترتصف طبقات عديدة من مخلفات ملابس شعوب الدول الغنية، لتشكل جداراً يزيد طوله على 6 أقدام، في صورة تحكي عصوراً من الموضات المختلفة.
وتعتبر غانا التي تكتظ شواطئها بآلاف الأطنان من نفايات الملابس المستعملة، من أكبر المستوردين لهذه الملابس في العالم.
ونحو 40% من الملابس المستعملة التي ترد من الخارج عبر ميناء أكرا، لا تتم إعادة استخدامها، بل تجد طريقها لمكبات النفايات. ويشكل قطاع الملابس، كارثة بيئية حقيقية، حيث ينتج القطاع نحو 100 مليار قطعة سنوياً، ما يعادل 14 قطعة لكل فرد في العالم، وبزيادة أكثر من الضعف عن عام 2000.
ويتم التخلص يومياً من عشرات الملايين من الملابس، لتحل محلها أخرى جديدة، وينتهي المطاف بالقديمة في صناديق إعادة التدوير، بحسب «ذا إيكونيميست». ونادراً ما يتم إعادة تدوير الملابس القديمة بأخرى جديدة، نظراً لعدم توافر التقنية والبنية التحتية المطلوبة.
وبدلاً من ذلك، تدخل الملابس القديمة سلاسل توريد عالمية، في دورة استخدام جديدة، سواء بغرض عمليات النظافة أو كحشوة للمراتب أو كبطانة.
الموضة السريعة
أدى ظهور الموضة السريعة، وتفضيل المتسوقين للكمية على الجودة، إلى وفرة في الملابس ذات القيمة المنخفضة التي تهدد بإضعاف اقتصاديات تلك التجارة وتثقل كاهل البلدان النامية بشكل مفرط.
ويبدو أن الطريقة الوحيدة للخروج من أزمة قطاع الملبوسات العالمي، تقليص المشتريات، والتركيز على الجودة وزيادة فترة الاستخدام.
أصبحت أتش آند أم في بداية عام 2013، أولى الشركات الكبيرة التي تبدأ برنامجاً عالمياً، من خلال تشجيع الناس لجمع الملابس المستخدمة مقابل الحصول على كوبونات شراء، وتخصيص صناديق في الآلاف من محلاتها في أكثر من 40 بلداً حول العالم. وسلكت شركات أخرى مثل، مانجو وبريمارك وزارا، النهج ذاته في التشجيع على جمع الملابس المستخدمة.
عمليات الفرز
تتضمن عمليات فرز الملابس المستعملة، قطاعاً عالمياً خفياً من المضاربين والمعالجين، يجنون أرباحاً وفيرة عبر جلبها للدول النامية، بغرض ارتدائها مرة أخرى. وتقوم الشركة العالمية لتدوير المنسوجات، بمعالجة 400 مليون قطعة سنوياً في كل من المملكة المتحدة وأيرلندا. وتُعد شركة تراي، واحدة ضمن نطاق واسع من تجارة الخرق العالمية التي تقوم بشراء الملابس المستعملة وتحويلها إلى سلعة، عبر فرزها وتعبئتها في حاويات، ومن ثم توزيعها حول العالم.
ويتم تحويل معظم هذه الشحنات لمواد خام لاستخدامها في تطبيقات مثل بطانات السيارات والطبقة السفلية للسجاد وحتى كفراش لفئران تجارب المختبرات.