حسام عبدالنبي (دبي)
تجاوزت التجارة الخارجية لدولة الإمارات في المعادن الثمينة 440.4 مليار درهم (120 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من 2022، بزيادة 18% مقارنة بالفترة ذاتها من 2021، حسب معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية.
وقال معاليه، خلال كلمته في افتتاح أعمال الدورة السنوية العاشرة من مؤتمر دبي للمعادن الثمينة، الذي نظمه مركز دبي للسلع المتعددة بالشراكة مع وزارة الاقتصاد، إن الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً لتجارة المعادن الثمينة. وشدد على التزام دولة الإمارات، المصنفة سابعةً عالمياً في الواردات والخامسة في الصادرات، بأعلى المعايير الدولية حيث تشكّل الشفافية والرقابة والتنظيم القوي عوامل رئيسية للارتقاء بمكانة دولة الإمارات الريادية والموثوقة والتنافسية عالمياً في مجال التجارة العالمية للذهب.
وأشار الزيودي، إلى أن الجهود المستمرة لكل من وزارة الاقتصاد ولجنة سوق سبائك الذهب الإماراتية التابعة لها بتعزيز مكانة الدولة في قلب تجارة الذهب العالمية، بالإضافة إلى ضمان تبني أعلى المعايير الدولية عبر كافة المجالات الرئيسية مثل التمويل والتوريد المسؤول للذهب، منوهاً بأهمية دور مركز دبي للسلع المتعددة في بناء والارتقاء بقطاع الذهب في دولة الإمارات.
دور محوري
ومن جهته قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، والرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع، إن دولة الإمارات تؤدي دوراً محورياً في تشكيل مستقبل صناعة المعادن الثمينة، وجعل تجارة الذهب والمعادن الثمينة أكثر شفافيةً ونزاهةً وقابليةً للتتبع، داعياً أطراف السوق من أنحاء العالم إلى تبني التقنيات الناشئة مثل الترميز والبلوك تشين، والتي تمتلك إمكانية تغيير طريقة تجارة المعادن الثمينة ودفع النمو المستدام طويل الأجل لهذه الصناعة.
وأوضح ابن سليّم، أن دبي تعد اليوم أكبر مركز للذهب في الشرق الأوسط وتستحوذ على ما يقرب من 25% من التجارة العالمية، معلناً أن الذهب هو ثاني أكبر صادرات الإمارات بعد النفط الخام، حيث يتجاوز حجم تجارة الذهب تجارة دبي من النفط المكرر والألماس.
وذكر أن الإمارات أصبحت الآن المركز الأول لتجارة الألماس الخام في العالم، وهي في طريقها لتحتل المرتبة الأولى للماس الخام المصقول معاً. وأضاف أن مركز «كريبتو» التابع لمركز دبي للسلع المتعددة شهد أيضاً اهتماماً مستمراً وكبيراً منذ إطلاقه في منتصف عام 2021، حيث إن 14% من الشركات الجديدة المنضمة إلى مركز دبي للسلع المتعددة هذا العام تعمل في مجال الأصول المشفرة، مشيراً إلى أن مركز «كريبتو» يمثل الآن مقراً لنحو 40% من إجمالي الشركات العاملة في مجال التشفير في الإمارات، وهو ما يمثل أكبر تجمع لشركات «بلوك تشين» في المنطقة.
هيمنة الدولار
وناقش بيتر شيف، كبير الاقتصاديين والإستراتيجيين العالميين في «يورو باسيفيك كابيتال»، نهاية هيمنة الدولار الأميركي، ومشاكل عملة بتكوين الافتراضية، ومستقبل البلوك تشين والعملات المشفرة، وإعادة تسييل الذهب عالمياً، حيث قال: «على الرغم من أن تداول العملات المشفرة أو البتكوين يعد أسهل من تداول الذهب، إلا أن النظر إلى البتكوين كبديل للذهب هو اعتقاد خاطئ، وهذا ببساطة لأن البتكوين يفتقر إلى القيمة الجوهرية الملموسة التي يوفرها الذهب».
وفي السياق ذاته، قال ديفيد تايت، الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي، إنه من خلال منظومة Gold247 المستندة على تقنية البلوك تشين، نمكن وندعم التعاون عبر سلسلة القيمة بأكملها لتعزيز نمو سوق الذهب العالمي، وذلك من خلال التركيز على ضمان النزاهة وإمكانية الوصول وسهولة الاستبدال، مشدداً على الالتزام المشترك بالعمل بطريقة مسؤولة ومستدامة، ويمكن تحقيق ذلك فقط من خلال العمل المشترك والتعاون عبر القطاع بأكمله.
عملات ذهب
خلال المؤتمر كشف مركز دبي للسلع المتعددة عن الإصدار الثاني من عملات السبائك الذهب الإماراتية من مركز دبي للسلع المتعددة، واستُلهمت العملات الأربع الجديدة لعام 2022، والتي سيتم سكها وإتاحتها للشراء في أوائل عام 2023، من الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات على مدار الخمسين عاماً الماضية، وهي انعكاس لماضيها العريق ومستقبلها المشرق.