حسام عبدالنبي (دبي)
تضاعف عدد معاملات رد ضريبة القيمة المضافة للسياح في دولة الإمارات استناداً لملصقات استرداد الضريبة الصادرة عن متاجر التجزئة المرتبطة إلكترونياً بنظام رد الضريبة للسياح إلى 2.31 مليون معاملة خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الحالي مقابل 1.13 مليون معاملة خلال الفترة نفسها من عام 2021 بارتفاع بلغت نسبته 104.15 %، حسب خالد علي البستاني مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب.
وقال، خلال مؤتمر صحفي بدبي، إن القيمة الإجمالية لمبالغ الضريبة التي تم ردها للسياح ارتفعت 113.48 % خلال الفترة من بداية يناير حتى نهاية أغسطس 2022 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، مُرجعاً ذلك النمو إلى تخفيف القيود العالمية على السفر الذي أدى إلى ارتفاع الحركة السياحية في الدولة.
وأطلقت الهيئة الاتحادية للضرائب بالتعاون مع شركة «بلانيت»، النظام الرقمي المُطوَّر لرد ضريبة القيمة المضافة للسياح الذي يعتمد على إجراءات لا ورقية بآليات رقمية بالكامل بنسبة 100 %، والذي يُعد الأحدث من نوعه عالمياً، في إطار التطوير المستمر للعمل الحكومي وتبني الحلول الاستباقية استناداً إلى مفهوم العمل الحكومي الاستباقي، وتطوير آلياته، وصولاً لأفضل نموذج يواكب متطلبات المستقبل وينعكس إيجاباً على المتعاملين.
الربط الإلكتروني
وقال البستاني، إن النظام المُطوَّر يعتمد على التعامل بالفواتير الإلكترونية الصادرة من منافذ البيع المُسجَّلة لدى «الهيئة» بالنظام بدلاً من الفواتير الورقية التقليدية، من خلال الربط الإلكتروني بين هذه المنافذ ونظام رد الضريبة للسياح، حيث يتم إصدار وإرسال وتعديل وتخزين الفواتير بصيغة إلكترونية بين البائع والسائح المشتري والنظام.
ولفت إلى أنه بهذا التطوير الجديد يواصل النظام الإلكتروني لرد ضريبة القيمة المضافة للسياح القيام بدوره الريادي المهم كأحد الآليات التي تُرسِّخ سمات الوجه الحضاري الراقي لدولة الإمارات، باعتبارها من أهم الوجهات على خريطة السياحة الدولية، حيث يحظى بمعدلات رضا مرتفعة وإشادة من السياح المستخدمين له لتميُّزه بالسهولة والفاعلية وسرعة إجراءات رد الضريبة للسياح المؤهَّلين للاسترداد.
وتوقع البستاني، أن يتم ربط 95% من المتاجر في دولة الإمارات بالنظام الجديد لرد الضريبة خلال العام الأول من تطبيقه، مؤكداً أن الإمارات تعد أول دولة في العالم تطبق هذا النظام من أجل أن تصبح عملية رد الضريبة للسياح أكثر سرعة وسهولة وفي المتناول، حيث يتم توفير البيانات من المتاجر لنظام رد الضريبة إلكترونياً، ومن دون الحاجة إلى تقديم أي فواتير أو ملصقات لرد الضريبة.
في غضون لحظات
وقال إياد الكردي مدير عام شركة بلانيت المُشغِّلة لنظام رد ضريبة القيمة المضافة للسياح، إنه يمكن للسياح الزائرين لدولة الإمارات الآن الاستفادة من رقمنة وتسريع عملية الابتكار التكنولوجي السلس واستعادة الضريبة المدفوعة القابلة للاسترداد عن مشترياتهم خلال فترة وجودهم في الدولة، وفي غضون لحظات فقط يمكن للمتسوقين استكمال معاملاتهم والحصول على فاتورة رقمية ومشاركتها مباشرةً مع «بلانيت تاكس فري» «Planet Tax Free»، وقبل مغادرتهم الدولة يمكنهم استخدام إحدى «أجهزة الخدمة الذاتية» البالغ عددها حوالي 100 جهاز متوافرة في جميع منافذ المغادرة المشمولة بالنظام الإلكتروني لرد الضريبة، وكذلك في العديد من الفنادق والمراكز التجارية الرئيسية (المولات) لمعالجة استرداد الضرائب ببساطة وسرعة وسلاسة تامة.
وأضاف أنه من المتوقع أن تتحول أكثر من 3.5 مليون فاتورة ورقية تقليدية إلى معاملات رقمية بما سيحقق العديد من النتائج الإيجابية، من بينها مواكبة استراتيجية التحول الرقمي في الدولة، وتقليص هدر وقت التجّار بما يُقدَّر بنحو خمس دقائق لكل عميل، مقارنةً بالوقت المستغرق لدى طباعة الفواتير الضريبية الورقية، وتقليل التعامل الشخصي للمحافظة على الصحة العامة، وتفادي الأخطاء في نقاط البيع، لافتاً إلى أنه فضلاً عن ذلك يتم تحقيق العديد من الآثار البيئية الإيجابية للغاية، حيث يُساعد تطبيق النهج اللاورقي بنسبة 100% في الحفاظ على أكثر من 16800 شجرة سنوياً، وبالتالي خفض أكثر عن 4000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البيئة التي نعيش فيها.
التجارة الإلكترونية
رداً على سؤال لـ«الاتحاد» عن رد الضريبة للسياح على المشتريات التي تتم عبر التجارة الإلكترونية، أجاب الكردي، أن النظام يتطلب أن يكون السائح موجوداً داخل الدولة، وفي حال طلب المنتجات عبر مواقع وتطبيقات التجارة الإلكترونية، يمكن أن يتم ذلك عبر اختيار إجراء «كليك أند كولكت»، ويجب أن يتسلم السائح السلع المشتراة من المتجر لإتمام عملية التسجيل في نظام رد الضريبة، مؤكداً أن الحد الأدنى للإنفاق اللازم لاسترداد الضريبة يبلغ 250 درهماً فقط عن كل عملية، وهو مبلغ مناسب جداً لعمليات الشراء التي تتم داخل الدولة خصوصاً عند مقارنته بالخارج وقيام عدد من الدول بزيادة المبلغ المطلوب مؤخراً ما سبب إشكاليات في استرداد الضريبة للسائحين.