رشا طبيلة (أبوظبي)
تمثل الإمارات واحة للتسامح والتعايش لا مثيل لها في العالم، إذ تحتضن أكثر من 200 جنسية، الأمر الذي جعلها وجهة رئيسة للاستثمارات العالمية، وقبلة للسياحة الدولية، بحسب خبراء اقتصاديين. وأكد هؤلاء لـ«الاتحاد»، تعليقاً على كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، أهمية الدور الكبير للتنوع الثقافي الذي يميز الدولة والتسامح الذي يعد سمة أساسية من سمات شعبها، في جذب رؤوس الأموال إليها، وتدفق الاستثمارات إلى مختلف قطاعاتها الاقتصادية، بعدما أثبتت الإمارات تفوقها إقليميا وعالميا.
وأكد محمد عبدالله الزعابي الرئيس التنفيذي لـ«ميرال»: «أن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، حول التعايش والتسامح الذي تتمتع به الدولة، ووجود 200 جنسية على أرضها هو عامل رئيسي في النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الاقتصادية بمختلف المجالات، ومنها السياحة، ما يجعل الإمارات وجهة استثمارية رئيسة في المنطقة تستقطب استثمارات اقتصادية متنوعة من مختلف دول العالم».
وأضاف: «إن التنوع الثقافي والسكاني في الإمارات والتسامح المتأصل بين شعبها والمقيمين على أرضها والأمن والأمان الذي تتمتع به، جعلها وجهة جاذبة للسياح من مختلف دول العالم كما تستقطب رجال الأعمال والمستثمرين والشركاء الدوليين لبناء أعمالهم وشركاتهم واستثماراتهم على أرضها».
وأشار الزعابي إلى أن التطور الكبير الذي تشهده الدولة بشكلٍ عام وأبوظبي بشكل خاص من حيث الاستثمارات الاقتصادية في القطاعات غير النفطية، ومنها السياحية والثقافية، والاستمرار في جذب مزيد من الاستثمارات وبناء مشاريع جديدة، ما هو إلا جزء من الرؤية المستقبلية لتحقيق التنوع الاقتصادي المنشود.
التنوع الثقافي
من جهته، قال ناصر النويس رئيس مجلس إدارة روتانا للفنادق، إن ما تضمنته كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» حول التعايش والتسامح وتعدد الجنسيات على أرض الدولة يؤكد أهمية ذلك في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق التنويع الاقتصادي المنشود».
وأضاف أن قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها شعب الإمارات والانفتاح على العالم والتنوع الثقافي بالدولة جعلها وجهة استثمارية وسياحية رئيسية في العالم وجاذبة لرجال الأعمال ولتأسيس مقرات للشركات العالمية ولجذب المجموعات الفندقية العالمية وجذب المشاريع في قطاعات مهمة منها السياحة والطيران والفضاء والطاقة النظيفة وغيرها من القطاعات».
وقال النويس: «عنصر الأمن والأمان والتعايش بين أكثر من 200 جنسية على أرض الإمارات جعلها محط أنظار المستثمرين والسياح في آن واحد ما يسهم في دعم التنوع في الاقتصادي غير النفطي من خلال جذب الاستثمارات من مختلف القطاعات».
وأضاف النويس: «قطاع السياحة والضيافة رافد مهم في الاقتصاد الوطني ويعتمد بشكل أساسي على جذب السياح من مختلف الدول والجنسيات، والإمارات استطاعت بفعل انفتاحها على دول العالم وتطور بنتيها التحتية وكونها مثالا يحتذى به بالتعايش والتسامح بين شعبها في أن تكون اليوم وجهة سياحية واستثمارية واقتصادية رئيسة تلعب دورا رئيسيا ورياديا في التطور والتنمية الاقتصادية على مستوى المنطقة والعالم».
الأولى عربياً
وحلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عربياً والـ 19 عالمياً، من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، فيما تبوأت الدولة المرتبة 17 عالمياً في تدفقات الاستثمارات الصادرة إلى دول العالم بإجمالي 22.5 مليار دولار وبنسبة نمو 19% عن العام 2020.
وجذبت الإمارات استثمارات أجنبية مباشرة في عام 2021 تصل قيمتها إلى 20.7 مليار دولار أميركي بنسبة نمو 4% عن العام 2020، لتتصدر المرتبة الأولى عربياً مستحوذة على 40% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مجموعة الدول العربية، والبالغة 52.9 مليار دولار أميركي.
وحلت الإمارات في المرتبة الخامسة عالمياً في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة المُعلن عنها حسب الوجهة في عام 2021 بعدد 535 مشروعاً، حيث شهدت ارتفاعاً بنسبة 39% مقارنة بعدد المشاريع في نهاية عام 2020، والتي بلغت 384 مشروعاً.
حصة الإمارات
وبحسب التقرير السنوي الـ 37 لمناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2022 الذي أطلقته المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات «ضمان»، استحوذت الإمارات على حصة 41% من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى الدول العربية خلال الفترة ما بين عامي 2003 و2021.
وبلغ إجمالي المشاريع في الدول العربية خلال عقدين نحو 14443 مشروعاً بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار وفرت ما يقرب من مليوني فرصة عمل.
وحول الاستثمار في قطاع السفر والسياحة، وبحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي، حلت الإمارات في المرتبة الـ19 عالمياً في حجم الاستثمار في قطاع السفر والسياحة، حيث سجلت 27.5 مليار درهم خلال 2019، وحققت المرتبة 27 في نمو حجم الاستثمار العام 2019، مقارنة بعام 2018 بواقع 8.9%.
وبحسب المجلس، شهد حجم الاستثمار السياحي نمواً منذ سنوات، حيث بلغ في العام 2017 23.8 مليار درهم ليرتفع إلى 25.3 مليار درهم في 2018، ليصل إلى 27.5 مليار درهم في العام 2019.
وتعد الإمارات وجهة سياحية عالمية استقطبت أكثر من 27 مليون زائر، وفي وقت بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي11.9% عام 2019، وتهدف الإمارات لرفعها حتى15% خلال العقد القادم.