أطلقت حكومة دولة الإمارات مبادرة "الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية" العالمية، لجذب 7000 من أصحاب الكفاءات العالمية، و300 شركة رقمية، خصوصاً تلك التي تركز على تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات، وتزويدها بأساسيات دخول السوق اللازمة للانطلاق والتوسع من داخل دولة الإمارات، ورفد الاقتصاد الوطني بـما يقارب 500 مليون دولار. وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية تقوم على الانتقال بالمسيرة التنموية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى آفاق غير مسبوقة، مع دخول حقبة الخمسين عاماً المقبلة، وفي إطار مئوية الإمارات " 2071" الساعية إلى أن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم.
وتهدف المبادرة إلى التعريف بالجانب الاقتصادي والاستثماري في دولة الإمارات، والاستفادة من الميزات التنافسية الفريدة لدولة الإمارات ومكانتها العالمية كمركز رائد للأعمال والاستثمار والابتكار لدعم نمو الاقتصاد
القائم على المعرفة، إلى جانب إبراز مكانتها الرائدة كأحد أنشط المراكز الاقتصادية والاستثمارية حول العالم، وأسرعها نمواً وأكثرها استدامة. حيث تسعى تواكب المبادرة رحلة دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة، وتسهم في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة كنقطة جذب رئيسية للمواهب والخبرات والمستثمرين من كل أنحاء العالم ضمن منظومة اقتصادية تتمتع بأعلى معايير التنافسية العالمية.
الإمارات بوابة العالم
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية رئيس لجنة الاستثمار الأجنبي المباشر، أن دولة الإمارات تدخل حقبة جديدة من التطور وفق رؤية واضحة واستراتيجيات متكاملة، لتوفير الممكنات للازمة لاحتضان أصحاب الكفاءات العالمية الشركات القائمة على مفاهيم وتطبيقات الاقتصادات الجديدة، وخاصة تلك التي تركز على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، بهدف تشجعها للانتقال إلى الإمارات.
وقال معاليه، "إن مبادرة ستشجع أكثر من 300 شركة تكنولوجيا عالمية ونحو 7 آلاف من أصحاب الكفاءات العالية على الانتقال إلى دولة الإمارات، حيث تقدم المبادرة مجموعة شاملة من الإجراءات لتسهيل انتقال الشركات إلى الدولة. بما فيها تلك المتعلقة بعمليات التأسيس لتسريع الحصول على التراخيص، وإصدار التأشيرات، والإقامة الذهبية، ودعم الانتقال السلس والسريع للإدارة والموظفين، والحصول على التمويل المصرفي والحوافز الإيجارية التجارية والسكنية اللازمة".
وأضاف معاليه: "نعمل في دولة الإمارات بجهود متضافرة ومتكاملة بين الجهات الاتحادية والمحلية للارتقاء بمكانة الدولة لتكون المركز الابتكاري الرائد في العالم مستقبلاً.. نريد أن نضمن أن الشركات الرقمية الواعدة في العالم يمكنها الحصول على جميع المزايا التي توفرها بيئتنا الاستثمارية الجذابة والصديقة للأعمال".
وأوضح معالي الدكتور ثاني الزيودي: "أن العديد من الشركات العالمية تتواصل معنا بشكل مباشر وتبحث فرص الاستفادة من المزايا الفريدة لدولة الإمارات وجذب مواهبها وأفكارها ومشاريعها ذات النمو المرتفع إلى الدولة. مؤكداً انضمام 7 شركاء استراتيجيين للمبادرة مع توقعات بانضمام المزيد، وهم سوق أبوظبي العالمي ومركز دبي المالي العالمي، والمنطقة الحرة في دبي الجنوب ومركز دبي للسلع المتعددة، ومدينة دبي للإنترنت، وبنك الإمارات دبي الوطني وWIO.
وقال سعادة خليفة الزفين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران ودبي الجنوب: "يسعدنا الانضمام لخطة NEXTGEN للاستثمار الأجنبي المباشر، لاسيما وأن هذه المبادرة المهمة التي أطلقتها وزارة الاقتصاد في الدولة تهدف إلى جذب أفضل الشركات والمواهب في قطاع التكنولوجيا لتعزيز اقتصاد الإمارة. إن رؤيتنا في دبي الجنوب تتماشى مع كافة المبادرات الحكومية، وسنواصل دعمنا الكامل لتلبية احتياجات الشركات، وتسهيل إجراءات تأسيس أعمالها، لتحقيق أهداف هذه المبادرة".
قال سعادة أحمد جاسم الزعابي، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي: "نجحت دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي المباشر، بفضل منظومتها الحيوية الشاملة للأعمال واستقرارها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. ويلعب سوق أبوظبي العالمي، دورًا أساسيًا في تعزيز المشهد المالي المزدهر في الدولة، من خلال لوائحه التنظيمية الرائدة، وما يقدم من حلول وخدمات مبتكرة لتمكين مجتمع الوساطة المالية وجذب المزيد من السيولة والاستثمارات للدولة. فقد تمكن السوق في تقديم مبادرات تحويلية والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، مثل المختبر التنظيمي والنظام الكامل للمحاكم الإلكترونية الرقمية، وكذلك أول إطار عمل تنظيمي للأصول الافتراضية للمنطقة وخارجها."
وأضاف الزعابي: "نعتزم في سوق أبوظبي العالمي مواصلة جهودنا والمساهمة بفاعلية في ترسيخ مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كمركز رائد لجذب استثمارات رؤوس الأموال ونموها من خلال الإدارة الحكيمة للمخاطر ودعم النمو الاقتصادي طويل الأجل والمستدام لشركات الجيل التالي من الاستثمارات الاجنبية. وتعد مشاركة سوق أبوظبي العالمي في هذه الحملة، خطوة تقدمية، بما يتوافق والتزامنا بالعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات الحكومية في الدولة والهيئات التنظيمية والقطاع الخاص لتطوير نهج شامل، يعزز مكانتنا العالمية كمركز استثماري مبتكر."
من جانبه قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: "نجح مركز دبي المالي العالمي بإرساء دعائم أكبر منظومة للتكنولوجيا المالية وأضخم مجتمع للابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويضم اليوم نحو 600 شركة تمثل 60% من شركات التكنولوجيا المالية في المنطقة. ويشتمل ذلك على34 شركة من منطقتي أوروبا وجنوب آسيا، تأكيداً على مكانة مركز دبي المالي العالمي كخيار مفضل للشركات وقدرته على مساعدتها في دخول الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.نقدم لهذه الشركات أكثر خدمات الابتكار شمولاً في المنطقة وتشمل التعليم، والمشاركة في برامج الحاضنات والمسرعات، وتراخيص التشغيل واللوائح التنظيمية التي تتميز بكفاءة عالية من حيث التكلفة، إلى جانب وصول يسير إلى الموارد وأرفع الخبرات الفنية وخيارات التمويل.وتماشياً مع استراتيجية مركز دبي المالي العالمي 2030،
يدعم المركز النمو الاقتصادي المستدام ويميز دبي كمركز عالمي للمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية وشركات الابتكار.".
وقال عمار المالك، المدير العام لمدينة دبي للانترنت: "تزخر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بفرص هائلة في شتى القطاعات نظراً لحجم وتنوع أسواقها، وقد نجحت الرؤى والاستراتيجيات التي وضعتها قيادتنا الرشيدة في مجالات سهولة ممارسة الأعمال واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في بناء بيئة أعمال تنافسية اجتذبت أفضل المواهب والكفاءات من جميع أنحاء العالم مما رسخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للأعمال. نحن نفخر بالدور المحوري الذي ساهمت به مدينة دبي للإنترنت على مدار أكثر من عقدين في بناء بيئة أعمال شاملة تدعم مختلف قطاعات التكنولوجيا، ونسعى لمواصلة جهودنا في التعريف بمكانة الدولة وبيئة الأعمال فيها واستقطاب المزيد من الشركات من كافة الأحجام
ومن جانبه، قال أحمد حمزة، المدير التنفيذي للمنطقة الحرة التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة: "باعتبارها المنطقة الحرة الأسرع نموًا في العالم مع أكثر من 21000 شركة مسجلة، يسعدنا في مركز دبي للسلع المتعددة الشراكة مع وزارة الاقتصاد في هذه المبادرة الإستراتيجية. من خلال تسهيل عمليات تأسيس الأعمال وتسيير الخدمات الرئيسية، ستعمل مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة على استقطاب الشركات المبتكرة وذات التقنية العالية من جميع أنحاء العالم إلى دولة الإمارات، والتي تواصل إظهار جاذبيتها التجارية كمركز عالمي للأعمال".
من جانبه قال أحمد القاسم نائب رئيس تنفيذي أول، رئيس الأعمال المصرفية للشركات والمؤسسات لدى بنك الإمارات دبي الوطني: "يسعدنا في بنك الإمارات دبي الوطني أن نكون من أوائل شركاء هذه المبادرة الفريدة والهادفة لاستقطاب الكوادر البشرية الماهرة والمتمرسة إلى دولة الإمارات، لوضع بصمتهم في مسيرة النمو والتطور الاقتصادي في المنطقة. وباعتبارنا بنكاً محلياً رائداً يلتزم باستمرار بدفع عجلة الابتكار في المنطقة، نؤمن في بنك الإمارات دبي الوطني بأن هذه المبادرة تنسجم مع استراتيجيتنا طويلة الأجل ونثق بأنها ستساهم في استشراف المرحلة المقبلة من زخم النمو والابتكار المتصاعد في دولة الإمارات".
وقال جايش باتل، الرئيس التنفيذي لمنصة Wio: "تتشرف منصة Wio بأن تكون شريكاً مصرفياً استراتيجياً لوزارة الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة في برنامج .NextGenFDI وتقدم Wio للمستثمرين منصة
مصرفية رقمية قوية لدعم احتياجاتهم المالية والاستثمارية مع إمكانية الوصول إلى منظومة استثمارية متكاملة، وذلك تماشياً مع جهود دولة الإمارات الرامية لأن تصبح عاصمة الاستثمار الرائدة على مستوى العالم."
قطاعات اقتصادية متقدمة
وتستهدف المبادرة استقطاب الشركات من جميع أنحاء العالم، خصوصاً تلك التي تركز على تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات، وتزويدها بأساسيات دخول السوق اللازمة للانطلاق والتوسع من داخل دولة الإمارات. وهذه الشركات لديها مطورون ومبرمجون ومستشارون ذوو مهارات عالية في مجال الذكاء الاصطناعي، والألعاب، وعلوم البيانات، والبرمجيات. ومن الأهمية بمكان استضافة المواهب داخل الدولة ضمن جهود استقطاب واستبقاء أفضل العقول وأصحاب الأفكار الخلاقة من كل أنحاء العالم.
كما تسلط المبادرة الضوء على الفرص الواعدة التي تقدمها الإمارات كدولة عالمية منفتحة على الإبداع والابتكار والتجارب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الجديدة، وبالاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة والتسهيلات التشريعية المتقدمة والكفاءات الماهرة والمواهب المبدعة التي تجتمع فيها من كل دول العالم.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات تعد من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة. إذ يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتسارع النمو الاقتصادي إلى 4.2٪ في عام 2022. وفي أبريل من هذا العام، احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميًا كأفضل منظومة للشركات الناشئة وريادة الأعمال، وفقًا لـتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2022، بالإضافة إلى كونها الدولة الأفضل على مستوى المنطقة في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
وكركيزة أساسية في حملة جذب المواهب، يقدم البرنامج الوطني للمبرمجين تأشيرات ذهبية لـ 100،000 مبرمج. وتهدف دولة الإمارات أيضًا إلى تأسيس 1000 شركة رقمية جديدة وزيادة الاستثمار في الشركات الناشئة من 400 مليون دولار تقريباً إلى 1.3 مليار دولار. وستكمّل مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة هذه الجهود وتسرّعها.