حسام عبدالنبي (دبي)
أصبحت المنصات والمواقع الإلكترونية لمقارنة الأسعار بمثابة مستشار لتوفير الأموال قبل التسوق عموماً حيث تمكن المستهلكين والراغبين بالشراء، من مواجهة أهم مشكلة في التجارة الإلكترونية، وهي صعوبة معرفة أسعار السلع عبر آلاف المواقع المتخصصة في التجارة الإلكترونية، سواء داخل أو خارج الدولة.
وتكتسب تلك المنصات والمواقع أهمية خاصة في ظل المكاسب الناجمة عن الشراء من خلالها، وأهمها تحقيق وفورات مالية من الحصول على أفضل سعر للشراء، إلى جانب توفير الوقت للحصول على أفضل الخيارات بأسعار تنافسية.
وتؤكد الدراسات أن المستهلك في الإمارات يقوم بزيارة ثلاثة مواقع للتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت على الأقل (في المتوسط) قبل اتخاذ قرار الشراء. كما يتزايد الإقبال على منصات مقارنة الأسعار في ظل تفضيل غالبية المستهلكين في دولة الإمارات مقارنة أسعار السلع والمنتجات عبر المواقع والتطبيقات الإلكترونية المختلفة قبل إتمام عملية الشراء بالفعل، سواء تم ذلك عبر مواقع التجارة الإلكترونية، أو من خلال الشراء شخصياً من متاجر التجزئة.
ما هي مقارنة الأسعار؟
التسوق بالمقارنة بين الأسعار، هو عادة طورها العملاء لتساعدهم في العثور على أفضل الصفقات عبر الإنترنت، ويقصد بمقارنة الأسعار أن تتم مقارنة سعر المنتج نفسه في منافذ مختلفة، عبر علامات تجارية مختلفة. وتظهر الدراسات أنه حتى إذا فضل المستهلكون إجراء عملية الشراء النهائية في المتاجر الفعلية، فلا يزالون يقومون بأبحاثهم عبر الإنترنت أولاً حتى أن 80% من المستهلكين يجرون مقارنات أسعار عبر الإنترنت في جميع الفئات قبل اتخاذ قرار الشراء في موقع مادي.
وفي ظل توافر الكثير من محركات التسوق لمقارنة الأسعار ومواقع التسوق المخفضة، أصبح من السهل على نحو متزايد للعملاء العثور على أفضل الصفقات عبر الإنترنت، سواء كانوا يتطلعون لمقارنة أسعار الرحلات أو أسعار الفنادق لقضاء عطلة، أو أنهم يتطلعون ببساطة لمقارنة أسعار السوبر ماركت المحلية لمعرفة أين يمكنهم الحصول على أفضل الصفقات. ويتيح تطبيق أو موقع مقارنة الأسعار للمستهلكين مقارنة الأسعار للمنتجات التي يبيعها تجار التجزئة المختلفون، حيث تعرض تلك التطبيقات أسعار المنتجات من تجار تجزئة مختلفين لتظهر لك قائمة بمواقع شراء المنتج بأسعار معقولة.
توفير الوقت والمال
يمكن للمستهلك الراغب في شراء سلعة ما تحقيق وفورات مالية من استخدام المنصات الذكية أو المواقع الإلكترونية لمقارنة الأسعار، حيث تساعد تلك المنصات، المستهلك على توفير الوقت والمال والحصول على أفضل الخيارات بأسعار تنافسية جدًا، لاسيما إذا ما كانت المنصة تقدم أسعاراً محدثة ومعلومات تم جمعها من مختلف المتاجر الإلكترونية لتساعد المتسوقين على اتخاذ قرارهم الصحيح قبل الشراء.
ويقول محمود عقرين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة وموقع «جو بازار»، إن مجال توافر منصات أو مواقع إلكترونية متخصصة لمقارنة الأسعار يعد مجالاً قديماً منذ أكثر من 20 عاماً وبدأ في قطاعات مثل الفنادق والطيران والاتصالات وغير ذلك ثم انتقل إلى التجارة الإلكترونية. وأكد أن معظم القطاعات تستطيع الاستفادة من مجال مقارنة الأسعار، خاصة بعد أن لمس المستهلكون الفوائد التي يمكن تحقيقها، سواء من حيث معرفة أفضل سعر متواجد في السوق، أو معرفة مدى توافر المنتجات والمتاجر التي تقدم المنتجات أو السلع التي يرغبون في شرائها، متوقعاً ظهور منصات ذكية لمقارنة الأسعار في عدد من القطاعات الجديدة مثل المطاعم والمواصلات والمجالات المتعلقة بالترفيه.
ودلل عقرين، على المنافع التي يمكن تحقيقها عبر استخدام منصات مقارنة الأسعار، بالقول إنه على سبيل المثال يمكن عبر منصة «جوبازار» مقارنة أسعار 20 مليون منتج، إلى جانب أن المنصة تسعى الآن إلى توسيع محفظتها من مواقع التجارة الإلكترونية العالمية، منوهاً بأنه عبر منصة جوبازار يمكن البحث عن منتجات متنوعة بما في ذلك الإلكترونيات، والهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، والكاميرات، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة الصوت، والأجهزة المنزلية، والأزياء النسائية والرجالية وغيرها الكثير، حيث تشهد بعض القطاعات طلباً مرتفعاً ويبحث عنها الكثير من المستخدمين، وأهمها الأزياء والمعدات المنزلية والإلكترونيات.
سر التوفير
وعن السر في إمكانية تحقيق وفورات مالية عبر منصات مقارنة الأسعار، أفاد عقرين، بأن المتاجر عادة ما تمنح عملاء منصات مقارنة الأسعار سعراً أفضل أو خصومات، حيث تستفيد الشركات والمتاجر من عرض منتجاتها عبر تلك المنصات بأسعار مخفضة، ما ينعكس إيجابياً على المتاجر الإلكترونية للتوسع بسرعة وبتكلفة منخفضة، حيث يتم الترويج للمنتجات وبالتالي الوصول إلى المزيد من العملاء في المزيد من مناطق العالم، موضحاً أنه يمكن أن يستفيد التجار أنفسهم من قاعدة بيانات ومعلومات الشركة في معرفة سلوك وتفضيلات المستهلكين والعملاء، حيث يصبح لدى التجار قاعدة بيانات واضحة عن المنتجات الأكثر طلباً، إضافة إلى معرفة متوسط الأسعار المناسبة للمتسوق.
وأشار عقرين، إلى أنه يمكن للمتسوقين عبر الإنترنت الاستفادة أيضاً من مجموعة واسعة من كوبونات الخصم المتوفرة والتي تصل إلى 50%، معتبراً منصات مقارنة الأسعار، بمثابة مستشارين للراغبين في التسوق الإلكتروني، ولذا فمن المهم أن يقوم المستهلكين بشكل عام، بالتسوق بذكاء واتخاذ القرار المتأني والصائب عند الشراء من خلال مقارنة المنتجات التي يريدون شراءها وقراءة المحتوى المرفق لكل منتج عبر الموقع للحصول على الخيار الأفضل الذي يحقق لهم وفورات مالية، لاسيما باستخدام أكواد الخصم والكوبونات المتوفرة على موقع مقارنة الأسعار، لافتاً إلى أن منصة مقارنة الأسعار توفر أكواد خصم على معظم المتاجر العالمية بنسبة تصل إلى أكثر من 50%.
تحديث البيانات
رغم المزايا التي تتيحها منصات مقارنة الأسعار، إلا أن هناك بعض المشاكل التي تواجه المستهلكين عند استخدام تلك المنصات وأهمها عدم تحديث البيانات أو تقديم معلومات غير دقيقة، ولهذا الغرض سعت المنصات المتطورة لمقارنة الأسعار إلى مواجهه المشكلة عبر السماح للمستخدمين بتحديث بياناتها، بحيث يشكل المستخدم (المستهلك) جزءاً من النظام البيئي الخاص بالمنصة. وقد أثمر ذلك عن توفير معلومات دقيقة بنسبة 99%، من خلال أن يرسل تجار التجزئة للمنصة ملفاً بأسعارهم ومنتجاتهم ثم تجري منصة أم موقع مقارنة الأسعار تحديثاً ديناميكياً للسعر كل ساعتين (على الأكثر)، باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي المتطور، مما يمكن في النهاية من معرفة القيمة السوقية ومدى توفر المنتج.
الصحة والسلامة
يؤكد ألكسندر روشتي، مدير أبحاث الجيل القادم، لدى بنك «جوليوس باير» أن التجارة الإلكترونية تتيح للمستهلكين بشكل عام مجموعة متنوعة من المزايا والمنافع أهمها إمكانية مقارنة الأسعار بين المتاجر المختلفة، ومن ثم تحقيق وفورات عند شراء السلع الأساسية، إلى جانب توفير الوقت وعدم الاضطرار إلى الذهاب إلى المتاجر وتالياً تجنب المخاوف المرتبطة بالصحة والسلامة.
عناء البحث
وبدوره قال إيهاب فرحات، المتخصص في مجال التجارة الإلكترونية، إن مفهوم مقارنة الأسعار يعني أن المنصات والمواقع الإلكترونية التي توفر تلك الميزة تقوم بعمل أفضل نيابة عن المستهلك، إذ توفر عناء البحث عن أفضل الصفقات التي تم توفيرها بوساطة تاجر تجزئة، سواء شخصياً أو عبر الإنترنت.
وشرح آلية عمل تلك المنصات، فذكر أن جميع الأجهزة والمنتجات دائماً تحمل (باركود تسلسلي) يتضمن اسم ورقم المنتج وبلد التصنيع بالإضافة إلى السعر وذلك يعتبر الرقم التعريفي للمنتج، حيث يتم استخدام الباركود للمنتج من قبل منصات ومواقع مقارنة الأسعار للقيام بمقارنة ذلك المنتج بالأجهزة الأخرى المماثلة، ولذلك نستطيع قبل شراء أي منتج، مقارنة سعره مع المنتجات الشبيهة عن طريق إدخال الباركود الخاص به على أحد تطبيقات مقارنة الأسعار والتي تقضي على حيرة المستهلك قبل الشراء من على الإنترنت، كاشفاً أن هناك بعض التطبيقات التي تقوم أيضاً بإرسال تنبيهات في حالة توفر منتجات تم البحث عنها بسعر منخفض، سواء كانت تُباع على الإنترنت أو المتاجر المحلية.