حسام عبدالنبي (دبي)
قلصت العملات المشفرة من خسائرها، أمس، بقيادة عملة «بتكوين» التي تستحوذ على نسبة تفوق 46% من السوق، في ظل استئناف منصات تداول العملات المشفرة الرئيسية عمليات سحب «بتكوين» بعد إيقافها عمليات السحب والتحويلات بين الحسابات مؤقتاً بسبب وجود معاملات متراكمة و«ظروف السوق القاسية»، في اليوم السابق، حسب وصف تلك المنصات. ورغم تداول عملة «بتكوين» لفترة وجيزة دون مستوى 21 ألف دولار، إلا أنها تمكنت من العودة إلى مستوى يفوق 22 ألف دولار لتتداول في حدود 22300 دولار في منتصف التداولات، كما قلصت عملة «الإيثيريوم»، التي تهيمن على نسبة 28.6% من السوق، خسائرها إلى نسبة 1.8% فقط لتتداول عند 1215 دولاراً، في حين استقر سعر عملة «تيثر» عند مستوى 0.999 دولار بانخفاض محدود للغاية، وانطبق الأمر ذاته على عملة «يو إس دي كوين» التي حافظت على سعرها فوق مستوى الدولار الواحد.
تماسك العملات
وجاء تماسك العملات المشفرة ليعكس عدم استسلام البائعين (حتى الآن) إلى المستويات المتدنية، لاسيما بعد زوال الخطر الأكبر المتمثل في توقف عمليات سحب «بتكوين» عبر المنصات، حيث أعلنت منصة تداول العملات المشفرة الرئيسية «بينانس» أنها استأنفت عمليات سحب بتكوين بعد أكثر من ثلاث ساعات من الإيقاف وسط تقلبات شديدة في السوق، فيما وصف بـ «الاثنين الأسود» للعملات المشفرة، وتعد «باينانس» واحدة من أكبر الشركات في مجال إقراض العملات الرقمية، بحجم إقراض يتجاوز 8 مليارات دولار للعملاء، ولديها أصول خاضعة للإدارة تقارب 12 مليار دولار اعتباراً من مايو.
وفي الإطار ذاته أصدرت «تيثر»، الشركة المصدرة للعملة المستقرة والتي تُعد من العملات المشفرة النشطة، بياناً بشأن منصة إقراض العملات الرقمية الرئيسية سيلسيوس التي أوقفت عمليات السحب بسبب أزمة السيولة التي أعلنت عنها الشركة بفعل تداعيات سوق العملات. وقالت «تيثر»: إن نشاط الإقراض الذي تقوم به «تيثر» مع «سيلسيوس» كان دائماً مغلفاً بضمانات إضافية، كما هو الحال مع أي مقترض آخر، وليس له أي تأثير على احتياطيات الشركة.
صناديق التحوط
أوضح تقرير لمؤسسة «برايس ووترهاوس كوبرز»، أن صناديق التحوط حافظت على استثماراتها المحدودة في العملات المشفرة رغم هبوطها بقوة خلال الأيام الماضية، رغم تبني تلك الصناديق نهجاً بطيئاً للاستثمار في العملات المشفرة. وكشف التقرير عن أن نحو ثلث صناديق التحوط التقليدية تستثمر بالفعل في العملات المشفرة مثل بتكوين، وأنه من بين صناديق التحوط المستثمرة حالياً في تلك العملات خصصت نسبة 57% منها أقل من 1% من إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة، كما تخطط ثلثا الشركات المستثمرة حالياً لزيادة استثماراتها بحلول نهاية العام الجاري.