السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

د. يحيى الشحي يكتب: القائد الملهم

د. يحيى الشحي يكتب: القائد الملهم
25 مايو 2022 01:43

انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله» رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، من المجلس التنفيذي الأعلى حكام الإمارات، يشير إلى أن بلادنا في ظل عهد سموه ستحقق شكلاً ومسارًا نوعيًا مختلفًا في حقبة جديدة من تاريخها السياسي والاقتصادي والتنموي الحديث.
فسموه قائد حكيم وملهم يتمتع بقراءة عميقة ووعي خارجي يتداخل فيه الحاضر بالمستقبل، «سابقًا لعصره»، مدركًا استراتيجيًا، ثاقبًا في فهم ديناميكية العلاقات الدولية وصاحب قدرة واسعة على كسب البيئة العالمية والإقليمية والعربية. إلى جانب ذلك، قائد يؤمن بالقدرات والكوادر الوطنية يؤهلهم ويحفزهم ويدفعهم على العطاء في سبيل الوطن، قائد يحمل في طياته الإنسانية والأبوية.
من ناحية أخرى، فإن اللافت للنظر هو عمق إنجازات فكر سموه، والتي مهدت عمليا مسارات متقدمة في العديد من السياقات، لا سيما في نظام الاكتفاء الذاتي وسيادة قاعدة الإنتاج والاستهلاك الوطني في الثالوث المستدام (الطاقة - الغذاء - الماء). وبالتالي، فإن هذه الإنجازات الاستراتيجية تظهر بوضوح في سجل إنجازات الدولة كنتيجة للفكر والرؤية والمنهجية باعتبارها «كالرشاقة الاستراتيجية والسلوكية» لقائدنا.
والجدير بالذكر أنه قد أشارت الأدبيات العلمية بوضوح إلى أن أبرز وأهم عناصر محركات التنمية والاستدامة هي عمق واستقرار النظام السياسي لأي دولة. بالطبع هذا هو الإطار الذي تأسست عليه بلادنا بوضوح منذ إنشائها.
في الواقع، التحديات التي تواجه أي دولة كبيرة، وتزداد حدتها من حين لآخر، خاصة إذا كان لدولة ما موقع جيوسياسي له تأثير إقليمي وعالمي، ولاعب في إنتاج الطاقة العالمي، وله برامج وطنية طموحة وتطلعات كبيرة. هذه التحديات الواسعة والمعقدة تمنح قيادتها سياقات متعددة وحساسة ومتداخلة لمواجهتها والعديد من المسارات لتكييفها مع تطورها وطموحها الاستراتيجي، حتى تتمكن من اتخاذ خطواتها بطريقة متوازنة.
ومن المؤكد أن التحديات قد تجاوزت سياقها المعتاد لتصبح أكثر تعقيدًا، لا سيما من منظور الاقتصاد والبناء التنموي الحديث، حيث يتشابك نظام الإنتاج العالمي وسلاسله وقواعد العلاقات والتشغيل فيما بينها، خاصة في وقت تتزايد فيه تحديات الظروف المناخية المتطرفة والجوع والفقر ونقص الغذاء وغيرها من منتجات السلوك البشري المتراكمة والمدفوعة بالمبررات الأيديولوجية للنظام الرأسمالي العالمي.
وهكذا نشهد في العصر الحالي تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتكنولوجية وتقنية وظروفاً بيئية تتسم بعدم الاستقرار وعدم اليقين، ناهيك عن التغيرات التي تحدث في ميزان القوى العالمي. لذلك، القدرة على الاستجابة والتكيف بسرعة وفعالية لتلك التغيرات المتتالية في تلك البيئة، فإن مفتاح نجاحها هو القائد الملهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©