ريم البريكي (أبوظبي)
دعا خبراء اقتصاد المستهلكين إلى التقليل من الإسراف خلال الشهر الفضيل، وعدم شراء مستلزماتهم الاستهلاكية خلال فترة الصيام، مشيرين إلى أن الصائم في الغالب يشتري سلعا لا يحتاجها. ودعوا إلى وضع قائمة للسلع المراد شراؤها وعدم تجاوزها والتقييد بميزانية محددة في الإنفاق.
وأشار هؤلاء إلى أن «الجوع» خلال الصيام يرفع من إقبال المتسوقين على شراء سلع لا يحتاجونها، ناصحين المتسوقين إلى تأجيل عمليات الشراء إلى ما بعد وقت الفطور.
وقال خالد الحوسني نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك إن الملاحظ وجود إسراف كبير في شراء مستلزمات الشراء خلال رمضان، فهناك كميات شراء كبيرة من المتاجر الكبيرة، حيث نرى أشخاصا يجرون أمامهم ثلاث عربات تسوق مملوءة، لتصبح هذه الظاهرة عادة مألوفة ونشاهدها في شهر رمضان، ولتكون المنازل أشبه بمخازن أطعمة رغم أن الطعام متوفر.
وأضاف الحوسني أن عمليات الشراء العشوائية وبكميات كبيرة تزيد عن الحاجة الضرورية ينتج عنها بعد مرور شهر بقاء سلع خارج الحاجة، وكذلك تكون بعد مرور الشهر غير صالحة للاستهلاك.
شدد الحوسني على ضرورة أن يقوم كل فرد بعملية التثقيف الشخصي لاحتياجاته الأساسية، والتفريق بينها وبين الحاجيات التكملية، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من المستهلكين يخلطون بين هذه الاحتياجات.
ونصح المستهلكين بالتريث عند عملية الشراء وعدم الشراء وهم صائمون، وتأجيل عمليات الشراء إلى بعد الإفطار حيث يمكنهم اتخاذ القرار الصحيح، وهناك وقت أكبر لعمليات الشراء مما يعطي أريحية للمتسوق وقدرة على شراء السلع الضرورية، مبينا أن سلوكيات التسوق السليمة هي بعدم التسوق وقت الإحساس بالجوع حيث يرى الشخص ما تقع عليه عينيه جميل ومناسب فيقوم بعملية الشراء.
مبالغة الأسر
بدوره، قال ناصر المرزوقي، مستشار أعمال، «هناك مبالغة من بعض الأسر والأفراد في الشراء خلال شهر رمضان المبارك، يصل إلى حد الإسراف في بعض الأحيان، ويعود سبب ذلك إلى أن قرار الشراء قرار عاطفي من الدرجة الأولى حيث يتمثل ذلك في مقولة»الممنوع مرغوب«فالنفس البشرية تحس بإلحاح لتلبية رغباتها وخصوصاً التي يظهر لها أنها محرومة منها وفي شهر رمضان يكون الإنسان محروما من الأكل والشرب فترة الصيام، فقرار الشراء لا يكون موضوعيا او حسب الحاجة وأنما تلبية لشعور الحرمان وهو ما ينتج عنه المبالغة في الشراء».
وبين المرزوقي أن لكل أسرة مستواها الاجتماعي وتختلف الحاجات التي يمكن اعتبارها أساسية وواجب شراؤها فمثلا تعتبر القهوة العربية شيئا أساسيا في البيت الخليجي ولكن في كثير من الجنسيات الأخرى تعتبر شيئا كماليا.
التخلص من الإسراف
وبين أن هناك طرقا للتخلص من العادات السيئة والمتمثلة في عدم التنظيم والحد من الإسراف يمكن التقليل من تأثير هذه الظاهرة بعدة ممارسات، ومنها على سبيل المثال وضع ميزانية شهرية للشراء لا يتم تجاوزها، وعدم الشراء وقت الصيام فحالة الصيام ستؤثر سلباً في قرارات الشراء من ما يزيد الصرف لديك.
وأضاف يتوجب القيام بالشراء في فترات العروض الأسبوعية، والشراء (اونلاين) يقلل من كمية الشراء حيث ستشتري ما تحتاج فقط وستوفر كلفة الوقت والمواصلات، لابد من العلم بأن شهر رمضان شهر العبادة وليس شهر الأكل فلا تكثر من متابعة البرامج والعروض الرمضانية لأن الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز والأنترنت مثل يوتيوب سترغبك بالشراء بكثرة ولأشياء لست بحاجة إليها. وكذلك على المتسوق استخدم قاعدة 48 ساعة، فإذا رغب بشراء منتج عليه انتظار 48 ساعة قبل ان يقوم بعملية الشراء فإذا ما زالت الرغبة موجودة بنفس القوة وحاجة حقيقية عندها عليه القيام بشرائها(هذه القاعدة للحاجات الكمالية وليس الأساسية).