سيد الحجار (أبوظبي)
شاركت المواطنة الإماراتية عذراء خميس، إحدى المشاركات في برنامج «قادة مستقبل الاستدامة»، في رحلة استكشافية إلى القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) في إطار بعثة 2041 الدولية للقطب الجنوبي التي أسسها المستكشف والناشط البيئي روبرت سوان، وذلك في إطار جهود منصة «شباب من أجل الاستدامة» التي أطلقتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، لتمكين وإعداد الجيل القادم من الشباب.
وتعكس جهود «مصدر» في تمكين المواهب الشابة وصقل تجربتها، التزامها بزيادة الوعي بتغير المناخ وأهمية الاستدامة، بما ينسجم مع توجهات دولة الإمارات ومبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
وعبر هذه الرحلة، تعرفت عذراء خميس بشكل مباشر على آثار التغير المناخي على القارة، بالإضافة إلى كون الرحلة بمثابة فرصة عملية وتجربة فريدة لاكتساب الخبرة في هذا المجال البحثي، والاستفادة من خبرات مجموعة من الشباب من حول العالم والخبراء الذين راقبوا عن كثب التنوع البيولوجي ومدى التأثيرات التي يتعرض لها المناخ في قارة (أنتاركتيكا) والتبعات السلبية التي تطال الكوكب.
وجاء إطلاق شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» لمنصة «شباب من أجل الاستدامة»، بهدف تزويد الشباب بالمهارات التي تمكنهم من بناء مسيرة مهنية في قطاع الاستدامة وتوفر لهم المهارات المطلوبة لمواكبة تغيرات سوق العمل في المستقبل، وذلك عبر توفير ورش عمل متخصصة وتجارب عملية تسهم في تمكين الشباب وإعدادهم بالشكل الأمثل لمهن ووظائف المستقبل وتهيئتهم لقيادة مستقبل الاستدامة.
وتبذل دولة الإمارات منذ تأسيسها جهوداً رائدة في تمكين ورعاية الشباب كونهم يعتبرون بناة المستقبل ومحور تطوير المجتمع والاقتصاد، حيث أولت القيادة الرشيدة في الدولة اهتماماً كبيراً بهذه الفئة وأتاحت لهم العديد من الفرص التي تضمن تطوير إمكاناتهم وتأهيلهم لكي يتمكنوا من ممارسة دورهم الحيوي في دعم جهود التنمية الوطنية المستدامة.
تغير المناخ
وأكدت عذراء خميس لـ «الاتحاد» أهمية مشاركتها مجموعة من الشباب في هذه الرحلة إلى القارة القطبية الجنوبية، مشيرة إلى ضرورة التوعية بالآثار والتحديات الكبيرة التي يواجهها العالم، مثل تغير المناخ، وكيف تؤثر التغيرات في قارة «أنتاركتيكا» على الكوكب الذي نعيش فيه.
وأوضحت أن اهتمامها بالبيئة بدأ مبكراً في ظل دراستها للهندسة المدنية بجامعة الشارقة، وحصولها على دورات متخصصة في البيئة، ثم حصولها على ماجستير في هندسة البيئة والمياه من جامعة خليفة قبل نحو 8 أشهر، ثم التحاقها بـ «منصة شباب من أجل الاستدامة».
وأضافت أن فكرة مشاركتها بالرحلة البحثية بدأت من «إكسبو دبي 2020»، حيث التقت خلال إحدى الفعاليات بعدد من الأشخاص الذين شاركوا في بعثة سابقة لقارة «أنتاركتيكا»، ما شجعها للمشاركة في مثل هذه البعثات، موضحة أن قبول مشاركتها بالبعثة ضمن 150 مشاركاً من 35 دولة حول العالم، بعد عدة اختبارات، وذلك من بين 2000 شخص تقدموا للمشاركة.
وأشارت إلى تشجيع «مصدر» لها للمشاركة في الرحلة البحثية ومساعدتها في إنهاء كافة الإجراءات، ما يعكس مدى اهتمام «مصدر» بدعم الشباب المهتمين بالاستدامة.
البيئة والاستدامة
وأشارت عذراء إلى أهمية رصد التغيير المناخي بقارة «أنتاركتيكا» والذي يؤثر على العالم ككل، موضحة أنها بدأت رحلتها يوم 15 مارس الماضي، حيث توجهت إلى الأرجنتين، لتبدأ رحلتها نحو القارة القطبية، والتي استمرت نحو 10 أيام، حيث عادت لأبوظبي بداية أبريل الحالي، موضحة أن قائمة المشاركين ضمت تخصصات متنوعة من المهتمين بالبيئة والاستدامة.
شباب من أجل الاستدامة
أكدت عذراء خميس أن انضمامها لمنصة «شباب من أجل الاستدامة» منح لها فرصة هامة لتبادل الأفكار مع الشباب المهتمين بالاستدامة، والتواصل مع القادة وصناع القرار في مجال الطاقة والبيئة.
وأوضحت عذراء أن أهم ما توصلت إليه من مشاركتها في الرحلة البحثية إلى القارة القطبية، يتمثل في المخاطر التي تهدد الكوكب من التغيير المناخي، لاسيما أن مع رصد تغيرات ملحوظة في درجة الحرارة ومعدل سقوط الأمطار بالقارة القطبية، وهو ما يؤكد ضرورة الاهتمام بالعمل من اليوم وليس الغد لمواجهة تحديات المناخ.
يذكر أن تقرير الاستدامة السنوي الذي أصدرته «مصدر» مؤخراً كشف عن مساهمة مشاريع الشركة العالمية والمنتشرة في أكثر من 40 بلداً في تفادي إطلاق حوالي 7.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون خلال عام 2021، وهو ما يعتبر مواصلة لجهود الشركة في دعم العمل المناخي العالمي ومواجهة تحديات التغير المناخي.