عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
قلما نصادف من لا يفضل السمك ضمن طعامه، بل ربما يقبل على تناوله البعض بصورة يومية، ويعتمدون عليه في غذائهم، خاصة الذين يعيشون بالقرب من مصادر المياه، بحاراً كانت أم أنهاراً، أم محيطات أو غيرها.
والأسماك، حيوانات مائية فقارية، تزيد أنواع الأسماك عن 34 ألف نوع، وتختلف الأسماك، طولاً وحجماً، فبينما يصل طول بعضها 1 سنتيمتر، ويزيد طول البعض الآخر مثل سمك القرش، عن 12 متراً، يتراوح الوزن بين بضع جرامات، إلى 15 طناً.
وتوفر الأسماك نحو %17 من مجموع البروتين الذين يحصل عليه الناس حول أرجاء العالم المختلفة، النسبة التي تزيد في الدول النامية والمناطق التي تعتمد على البحار في مصادر أرزاقها.
وتتسم نشأة السمك بعدم الوضوح، خاصة وأنها موزعة بين 7 فئات رئيسة، عاشت بصورة تواترية، حيث تؤول كل مرة، المجموعة الأقدم للانقراض. لكن أقدم هذه الأنواع، ذوات الفك، التي تعود للعصر الكامبري قبل 530 مليون سنة.
ويعتبر السمك، من أهم الأغذية التي يستهلكها الإنسان، بجانب أنه يشكل مصدر رزق لفئات عديدة من المجتمع، وبالإضافة لوجوده في الطبيعة، اتجهت العديد من الشركات والأفراد، لتربية السمك فيما يعرف بمزارع الأسماك، بغرض التجارة وجني المال. ويُذكر أن الصين، مارست مزارع الأسماك، منذ نحو 3.5 ألف سنة قبل الميلاد.
كما أصبح السمك، يستخدم لأغراض الزينة، سواء في المنازل أو المكاتب أو المراكز التجارية، نتيجة لمناظره الجميلة والجذابة. وعلاوة على ذلك، يميل الكثير من الناس، خاصة في الدول المتقدمة، لصيد الأسماك بغرض الترفيه والتسلية.
وتُصنف الأسماك، لمجموعتين وفقاً لخصائصها، الفكية (ذات الفك) واللافكية (عديمة الفك)، التي تنقسم لعدد من الرتب والفصائل والأجناس مثل، الغضروفية والعظمية.
ومن بعض أنواع الأسماك الأكثر شهرة، السلمون، البلطي، الرنجة، البوري، الزبيدي، الهامور، الجلكي، الجريث، القرش، السيلا، البوفن، التربون، السردين، الفنار، القد، التونة، أبو لحية، السنجاب، الماكريل، وسمك أبو شص، التي تولد كهرباء بقوة 650 فولتا، تستخدمها للدفاع عن نفسها وفي اصطياد فريستها. وتعتبر سمكة شمس المحيط أو مولا مولا، أكثر الأسماك وزناً على الإطلاق، بثقل يصل لنحو 1.000 كلجم.
ويمكن أن تشمل عملية تبييض واحدة لهذه السمكة، 300 مليون بيضة، في أكبر عدد من البيض بين جميع الفقاريات المعروفة.
ويقدر الإنتاج العالمي من الأسماك والمأكولات البحرية، بنحو 200 مليون طن سنوياً، حيث تتصدر الصين، قائمة الدول المنتجة والمصدرة منذ العام 2002. وأشارت تقديرات العلماء، لعدد الأسماك الموجودة في المحيطات، بنحو 3.5 تريليون في العام 2020.
وبحسب تقديرات 2018، بلغت قيمة سوق مصايد الأسماك العالمية وتربية الأحياء المائية، نحو 401 مليار دولار، مع توفير فرص عمل لنحو 260 مليون شخص حول العالم خلال العام 2020.
وتجاوز متوسط الزيادة السنوية في الاستهلاك العالمي للأسماك الغذائية منذ العام 1961، عند 3.2%، نسبة النمو السكاني المقدرة بنحو 1.6%، وكذلك لحوم الحيوانات البرية بجميع أنواعها مجتمعة البالغة 2.8%، باستثناء الدواجن التي وصلت 4.9%.
ومن المتوقع، ارتفاع استهلاك الفرد من الأسماك، من 20.4 كلجم في الفترة بين 2017 إلى 2019، لنحو 21.4 كلجم بحلول 2029، وذلك بنسبة سنوية قدرها 4.7%. كما ناهز الاستهلاك العالمي من الأسماك، 154 مليون طن في 2018.
وبعض أنواع الأسماك مهددة بالانقراض لأسباب مثل، الإفراط في عمليات الصيد والطفيليات والسدود التي تحول دون هجرتها والتغييرات الطبيعية في تدفق المياه وغيرها.
ومن هذه الأسماك، سمكة ألوان الطيف الأوروبية، التي تراجعت أعدادها بنحو 90%، على مدى فترة الأربعين سنة الماضية.
