«ممشى القرم»....أيقونة للسياحة البيئية والترفيهية

رشا طبيلة(أبوظبي)

ممشى القرم........وجهة سياحية بيئية فريدة تأخذ الزوار إلى رحلة ساحرة بين الطبيعة الخلابة من أشجار القرم النادرة والمياه الزرقاء، فهي تهدف إلى تعزيز مقومات السياحة البيئية، وتعد الأولى من نوعها في الإمارة، لتكون بمثابة وجهة سياحية وترفيهية وتعليمية في ربوع الطبيعة، حيث يوفر الممشى أجواء ترفيهية وسط غابات أشجار القرم الممتدة على مساحة المشروع، عبر 3 مسارات للمشي تتراوح من مسافة 1 كلم وحتى 2.3 كم. 

ويعد المنتزه، الذي افتتح أبوابه للزوار العام 2020، الوجهة السياحية الطبيعية الأولى بأبوظبي بهدف زيادة التوعية والإدراك بأهمية غابات أشجار القرم والتنوع البيئي الغني في إمارة أبوظبي، حيث يحقق المنتزه نجاحاً كبيراً ويستقطب سكان المنطقة وزوارها لاستكشاف غابات القرم.
وبعيداً عن صخب المدينة، يعد الممشى متنفساً لسكان العاصمة، ووجهة ترفيهية وبيئية فريدة، ووجهة سياحية بيئية جاذبة للسياح من خارج الدولة، فهي تلبي متطلبات كل أفراد العائلة، وتتيح لهم فرصة التواصل مع الطبيعة واستكشاف أسرارها بطريقة تفاعلية وآمنة، عبر جولات وسط أشجار القرم، ورحلات الكاياك، وشرفات المشاهدة التي تتيح الاستمتاع بجمال المنطقة المحيطة.
فعبر ممرات خشبية متعرّجة، يستطيع الزوار المشي عبر غابات القرم لاكتشاف طبيعة أبوظبي الخلابة ومشاهدة الحياة البرية الرائعة مثل أنواع مختلفة من سرطان البحر السلاحف والأسماك الصغيرة وأنواع من الطيور المهاجرة والمقيمة.
ويسهم ممشى القرم في تعزيز مقومات السياحة البيئية في الإمارة، وإبراز أهمية أشجار القرم الاقتصادية والبيئية، بما ينسجم مع رؤية حكومة أبوظبي الرامية لبناء مجتمعات حيوية ومستدامة.
ويتوافر في متنزه ممشى جبيل مركز للمعلومات ومنصة مرتفعة مشاهدة، و6 محطات للتوقف، بما في ذلك منصة عائمة واحدة مع شبك يمكن الزوار من مشاهدة الحياة البحرية تحت الماء.
وأمام الزوار 3 مسارات للمشي وبمسافة تتراوح بين 1 كلم إلى 2.3 كم، يستطيع الزوار من محبي الطبيعة التعرف عن قرب على أشجار القرم التي تعد واحدة من أكثر الأنواع المفيدة للبشرية، حيث إنها فعالة جداً في تنظيف الجو من ثاني أكسيد الكربون لقدرتها العالية على امتصاص الكربون، وتساهم في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.

نشاطات
ويوفر ممشى القرم نشاطات متنوعة للزوار والسياح، منها قوارب الكياك، ما يتيح للزوار التجديف في قلب هذه الطبيعة الخلابة لمدة ساعة كاملة، مع الاستماع من الموظف المرافق إلى شرح عن أنواع الحيوانات البرية والبحرية التي تعيش في المياه.

موقع استراتيجي
ويتميز ممشى القرم بموقعه الاستراتيجي بين جزيرتي السعديات وياس، ويبعد فقط 20 دقيقة عن وسط مدينة أبوظبي، ليكمل الوجهات السياحية في أبوظبي ويجذب السياح من داخل وخارج الإمارات، حيث يمتاز بموقعه القريب من العديد من الوجهات السياحية في أبوظبي ومنتزه ياس للألعاب المائية، وعالم فيراري أبوظبي، والمنطقة الثقافية في جريرة السعديات.

توعية
ويساهم الممشى في التوعية بأهمية أشجار القرم والوظيفة الإيكولوجية التي يقوم بها هذا النو ع من الأشجار، حيث تعتبر شجرة القرم واحدة من أكثر الأنواع المدهشة والمفيدة للبشرية، حيث تعمل كمصدات طبيعية للرياح للحماية من المد البحري ولتنقية المياه المحيطة بها، وتتحمل مستويات الملوحة ضعف تلك الموجودة في مياه البحر النموذجية، وهي فعالة جداً في تنظيف الجو من ثاني أكسيد الكربون لقدرتها العالية على امتصاص الكربون، وبذلك تساهم في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، ومن اللافت أنه كلما كانت شجرة القرم أكبر عمراً، كانت أكثر فعالية في عزل ثاني أكسيد الكربون، كما أن الشجرة مهمة باعتبارها حاضنة ليرقات الأسماك، وتعتبر بيئة جيدة لبناء أعشاش للطيور.

ويعد ممشى القرم ملاذاً للحيوانات البحرية المختلفة، ولا سيما لـ 13 نوعاً مختلفاً من سرطان البحر، إضافة إلى الأسماك الصغيرة الشائعة في جميع أنحاء غابات القرم، كما يمكن ملاحظة الأسماك بمراحل عمرية مختلفة، بما في ذلك الزريعة والإصبعيات والأسماك البالغة، كما تدعم موائل القرم العديد من أنواع الطيور، حيث يوجد قرابة الـ 88 نوعاً من الطيور المهاجرة والمقيمة، إضافة إلى مجموعة واسعة من أنواع الحشرات واللافقاريات الأخرى.