عدد اليوم
ريم البريكي (أبوظبي)
تشهد أسواق الذهب في إمارة أبوظبي نشاطاً كبيراً في الآونة الأخيرة، مدفوعة بارتفاع أسعار المعدن الأصفر متأثرة بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا والذي يدخل أسبوعه الثاني، حسب تجار في السوق.
وأرجع هؤلاء ارتفاع أسعار الذهب إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وتوقع عدم رفع أسعار الفائدة الأميركية، وقالوا لـ«الاتحاد» إن البعض يتجه لبيع المعدن الأصفر، خاصة السبائك، للاستفادة من فارق السعر.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية في الأسواق العالمية أمس 0.2% إلى 1929.11 دولار (7 آلاف درهم) للأونصة، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5% إلى 1931.60 دولار. وأسعار الذهب زادت بنحو 7.25% مقارنة بمستواها قبل شهر.
الملاذ الآمن
وقال رجل الأعمال حمد العوضي «إن الذهب هو الملاذ الآمن، ويلجأ إليه البعض من صغار وكبار المستثمرين وحتي الصناديق الاستثمارية الكبيرة في سبيل التحوط من المخاطر التي تحدث في أوقات الأزمات سواء أكانت حروباً أم أزمات اقتصادية أو كوارث طبيعية لحفظ المال».
وتابع العوضي: نتيجة لتلك الأسباب يرتفع أسعار الذهب، وهو ما يدفع بعض المستثمرين خلال هذه الفترة إلى الاستثمار في الذهب، ثم البيع أملا في تحقيق ربح سريع والاستفادة من تحقيق عائد استثماري خلال فترة قليلة.
وتوقع استمرار ارتفاع الذهب في الأشهر المقبلة، في ظل وجود الأسباب نفسها التي دفعت لصعوده، كالحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع التضخم وتزايد حالات عدم اليقين عالمياً.
غير أن العوضي نصح صغار المستثمرين إلى الحيطة عند الاستثمار في الذهب، لعدة أسباب منها أن السوق العالمي للذهب تشهد مضاربات تؤدي إلى تذبذبات سعرية كبيرة، قد تقلص استثماراته.
ودعا العوضي المستثمر الصغير إلى دراسة السوق، وعدم الاستثمار بجميع ما لديه من مدخرات، بل يكتفي بالثلث فقط بحيث إذا تعرضت استثماراته لتقلبات الأسعار، فإن باقي مدخراتها تكون في مأمن.
ويلفت إلى أن سبائك الذهب قد تكون الوسيلة الأفضل عند الاستثمار، لكنه قال: هناك أيضا مشغولات الذهب التي لا تحتوي كميات كبيرة من الأحجار وتكون «المصنعية» قليلة، بحيث تستخدم كزينة وفي الوقت نفسه مخزن للقيمة، عندما يفكر المستثمر في بيعها.
وأوضح: التجار يستهدفون الذهب المعاد بيعه من قبل المستثمرين أو المستهلكين العاديين شريطة عدم وجود أحجار به لإعادة تصنيعه من جديد، حيث تعتبر الأحجار خسارة في قيمة الذهب للتجار والمستهلك، وعدم احتساب أسعارها وخصمها من سعر الذهب، بالإضافة لسعر المصنعية لتكسير الذهب وإذابته. وأضاف: هناك العديد من المحلات التي تقوم بإعادة بيع الذهب المستعمل، وهذه المحال منتشرة وهي تتشابه فكرة نشاطها بالسلع المعاد بيعها مرة أخرى، ويفضل هؤلاء الذهب المستعمل نظرا لأن سعره أقل من حيث المصنعية.
فائدة إعادة البيع
ومن جهته، قال كامل الشعار من جواهر السامر في أبوظبي إن سعر الذهب شهد ارتفاعاً كبيراً بسبب الأوضاع السياسية والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرنيا، مبيناً أنه في حالة توقف الحرب فمن المتوقع أن ينزل السعر، وفي المقابل ووفق الظروف الحالية القائمة على تصعيد الحرب فأن المعدن الأصفر سيستمر في الارتفاع.
وأضاف أن حركة السوق من أفضل الأوقات لبيع الذهب والاستفادة من الارتفاع الحاصل في السعر، مشيرا إلى أن حركة شراء الذهب توجهت نحو شراء السبائك الذهبية من قبل المستثمرين المخاطرين والذين يرون أن الوضع يشير لتوقعات أكبر في زيادة أسعار المعدن الفترة القليلة المقبلة.
أعلى ارتفاع
قال محمد اليافعي من جواهر الراية ببني ياس إن الارتفاع الحاصل في أسعار الذهب مرتبط بالأزمات، مشيرا أن السعر وصل إلى مستوى 1980 دولاراً لأونصة الذهب، ارتفاعا من نحو 1840دولاراً الفترة السابقة، وتعد هذه الارتفاعات أقل مما سجله المعدن الثمين عند بداية حدوث جائحة كورونا حيث وصل سعر أونصة الذهب إلى 2050 دولاراً وهو ارتفاع أكبر، فيما شهدت الأسعار تراجعا بعد عودة الأنشطة الاقتصادية لطبيعتها، مع انخفاض حالات الإصابة على مستوى العالم.
وأشار اليافعي إلى أنه في حالة تزايد عدم استقرار الأوضاع السياسية وتصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا فإن التوقعات تشير لزيادة أكبر في أسعار الذهب، مشجعا كذلك المستثمرين إلى الاستثمار بسبائك الذهب، والتي تعد أكثر أنواع الذهب نقاءً ولا تفرض عليها ضريبة.
