مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد علي كان يمانييلماز، نائب رئيس مجلس إدارة مصدري المنتجات المائية والمنتجات الحيوانية في تركيا، أن العلاقات التجارية بين دولة الإمارات وتركيا تستعد للانطلاق نحو مرحلة جديدة من التطور والنمو، تعكس الإمكانيات والمقومات العديدة التي يتمتع بها البلدان في خارطة التجارة العالمية.
وأوضح يمانييلماز أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات مؤخراً والاتفاقيات، ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال الزيارة، ستمنح العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين دفعة قوية وتفتح المجال لتوسيع الروابط التجارية، وبناء شراكات في مجالات الأعمال المختلفة، لافتاً إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين في نمو متواصل.
وقال يمانييلماز في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن تسريع التعاون التجاري بين البلدين من شأنه أن يسهم في فتح آفاق أوسع لحركة التجارة البينية والإقليمية على حد سواء، مشيراً إلى أن تركيا التي تشكل محوراً تجارياً مهماً للمنطقة، وكذلك دولة الإمارات التي تمتلك بنية تحتية تجارية ولوجستية متطورة، وتُعد سوقاً مهماً للشركات العالمية، يمكنها معاً من خلال بناء شراكة استراتيجية أن يشكلان نقطة انطلاق نحو أسواق غرب آسيا وشرق أفريقيا، بالإضافة إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة ازدهاراً أكبر في المبادلات التجارية بين البلدين التي تقدر حالياً بنحو 8 مليارات دولار تتوزع بين 5 مليارات دولار صادرات تركية إلى الإمارات و3 مليارات دولار واردات من الإمارات، لافتاً إلى تنوع الصادرات التركية إلى دولة الإمارات، والتي يتصدرها الذهب والمجوهرات ثم المفروشات والأثاث والمنتجات الغذائية ثم مواد البناء.
وأوضح يمانييلماز أن صادرات تركيا من المنتجات الغذائية إلى دولة الإمارات بلغت أكثر من 380 مليون دولار (1.4 مليار درهم)، مشيراً إلى أهمية التوسع في بناء شراكات ومشاريع مشتركة بين رجال الأعمال والمنتجين في تركيا وشركائهم في دولة الإمارات للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للبلدين وما يتمتعان به من مقومات تؤهلهما لزيادة حجم التجارة البينية غير النفطية وتنويعها وتسهيل إجراءاتها، وخلق قدرات تصنيع واستثمار مشتركة، وتطوير التعاون المالي والمصرفي.
وتأتي تركيا في المرتبة 11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالمياً. ويعدّ الذهب والحلي والمجوهرات أهم سلع التبادل التجاري بين البلدين على مدى السنوات العشر الماضية.
وأكد يمانييلماز أن ما توفره دولة الإمارات العربية المتحدة من بيئة أعمال تنافسية وما تتمتع به من جاذبية استثمارية، جعلها وجهة رئيسية لأكثر من 25 ألف مستثمر ورجل أعمال من تركياً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن الجيل الجديد من الشباب ورواد الأعمال في البلدين يمكن أن يكتب فصلاً جديداً من تاريخ العلاقات التجارية والاستثمارية في البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وتتمتع الروابط التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات وجمهورية تركيا بآفاق واسعة للنمو، وخاصة في ظل التنوع الاقتصادي والسياسات التجارية المنفتحة للبلدين وموقعهما الاستراتيجي المتميز، حيث تمثل الإمارات محوراً يصل بين الشرق والغرب، وبوابة تجارية حيوية للصادرات التركية نحو أسواق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، فيما تشكل تركيا سوقاً مهماً للمنتجات والصادرات الإماراتية، ونافذة لوصولها إلى عدد من الأسواق الأوروبية والآسيوية، ما يعكس الإمكانات الواعدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، والوصول بها إلى آفاق أوسع مستقبلاً. وتتشابه الإمارات وتركيا في كونهما معبرين ومركزين تجاريين مهمين يربطان بين الشرق والغرب، بموقعهما الجغرافي المميز.
وخلال زيارته إلى جناح تركيا في إكسبو 2020 دبي، شهد يمانييلماز فعالية «الزراعة المستدامة تبدأ في المطبخ»، التي نظمتها جمعية مصدري المنتجات المائية والمنتجات الحيوانية للترويج للمنتجات الغذائية التركية، بما يتماشى مع مفهوم «الزراعة المستدامة»، وأفضل الممارسات لإدارة مخلفات الطعام والطهي المستدام وتقليل الفاقد من الطعام.
وتعمل جمعيات مصدري المنتجات المائية والحيوانية التركية مع المؤسسات العامة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص وكذلك الكيانات الوطنية والدولية لضمان الأخلاقيات المهنية والتضامن بين المصدرين، وتعزيز الشراكات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة مع الأسواق الاستراتيجية.