ريم البريكي (أبوظبي)
جذبه عالم البحث والابتكار إلى الاستثمار في قطاع البيئة والاستدامة، لتكون خطواته نحو ابتكار معدات وأجهزة حديثة تقدم خدماتها للمجتمع المحلي، بأقل تكلفة مالية لتوفير الجهد والتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية للمحافظة على البيئة، وزيادة وفرة إنتاج المحاصيل الزراعية، ليساهم في إنتاج محاصيل جديدة على المستهلكين، كالشاي الأزرق والطماطم السوداء.
طالب الإعلام سعيد أحمد الرميثي وجد أن تلبية الخطط الوطنية والرؤية المستقبلية للدولة ساهمت في وضع خطة طريق أمام المستثمرين لاختيار قطاعات الاستثمار الأمثل والمتوافقة مع الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة للدولة، بما يحقق مواصلة التطور المستمر للاقتصاد المحلي.
وأكد المستثمر الرميثي، أن أول ابتكار له أطلقه وهو على مقاعد الثانوية العامة، حيث بدأت مسيرته نحو الانجذاب لهذا العالم الكبير مع دخوله لنظام تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهو نظام علمي متقدم.
دعم حكومي
بين الرميثي أنه تلقى دعماً حكومياً كبيراً ساعده على تحقيق تطلعاته ومكنه من التسلح بالأدوات اللازمة لتنمية ابتكاراته، قائلاً: «تم ترشيحي لدخول برنامج جهاز أبوظبي للاستثمار، مما أضاف لي الكثير من الخبرات التعليمية وتطوير اللغة الإنجليزية، وأيضاً تم إرسالنا من قبلهم إلى أميركا لدورة ريادة أعمال ولغة في الصيف لمدة شهر. وضع اختياري من ِقبل المدرسة مع بعض الطلاب لنكون سفراء لمختبر الابتكار، وتم تدريبنا من قبل خبراء لاستخدام الأجهزة المتوافرة في المختبر مثل الطابعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الأجهزة المتطورة. ومن ضمن هذا النظام التعليمي يجب القيام بمشروع تخرج، واستلهمت فكرة المشروع من عمي؛ لأنه يواجه مشكلة الاستهلاك الزائد للمياه والكهرباء في زراعة البيوت البلاستيكية.
وأضاف الرميثي: كوني من سفراء مختبر الابتكار، ساهم ذلك في تسهيل عملية تصميم مشروعي، وهو ابتكار من الممكن أن يقلل الاستهلاك العام لأنه يستخدم الألواح الشمسية مصدراً طاقة والزراعة بنظام الزراعة المائية. أدهشت الإدارة من الفكرة والمجسم الذي تم صنعه من قبلي، وتم تكريمي من قبل المدرسة وتم اختيار المشروع ضمن أفضل ثلاثة مشاريع تم تقديمها. لم يتوقف الأمر على المدرسة، بل قمت بعرضه أيضاً في منتدى الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة خلال جلسة بعنوان: أحلام وتطلعات وتحديات الأطفال.
وحاز الرميثي التكريم والذي كان بمثابة الحافز الرئيسي له، ما زاد تعمقه في الزراعة وسبل تطويرها، ومن خلال هذا الدعم أطلق أول مشروع حقيقي على أرض الواقع في منزله، حيث حول المجسم الصغير إلى واقع ملموس استغرق بناؤه 6 أشهر، وكانت طريقة تعلمه لأساسيات بنائه عن طريق «اليوتيوب» وبشكل فردي، وحقق المشروع نجاحاً كبيراً، بعد هذا النجاح تمت إضافة الكثير من الأنظمة المتطورة، وقام بربطها ومراقبتها بوساطة الهاتف الذكي، مما جعل من السهل عليه معالجة المشاكل بسرعة، وتجنب الأعطال المفاجئة، والاعتماد الشخصي في مراقبة المشروع، وبالتالي القدرة على الاستغناء عن الأيادي العاملة المكلفة.
وبين الرميثي أنه بفضل العمل الدؤوب وإتقانه لمشروعه الزراعي، بدأ المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بدعمه لتقديم ورش عمل للأطفال عن الزراعة (إدارة ورشة التكنولوجيا في الزراعة) و(إدارة ورشة بعنوان رحلة الابتكار)، بالإضافة إلى العديد من الدورات في مجالات الزراعة، كما قدم ورشة لموظفي بلدية أبوظبي عن الزراعة وأساليبها في المناطق عالية الملوحة وكيف تغلب عليها وزرع معظم المحاصيل الزراعية في هذه الأرض بطرق ذكية ومبتكرة.
من المنزل إلى مزرعة
أوضح الرميثي أن حلمه كان لا يتعدى ساحة منزله التي حولها لبيوت خضراء، لإنتاج الثمار والخضراوات والفواكه الطازجة، التي تلبي احتياجات أسرته اليومية وحقق من خلالها الاكتفاء الذاتي للأسرة من المنتجات الزراعية لما يقارب من عام كامل، مما شجعه على توسيع نطاق عمله لينطلق من حديقة المنزل إلى مزارع للإنتاج الزراعي والحيواني.
وذكر الرميثي أنه بدأ بمزرعة واحدة، ثم بعدها استثمر 5 مزارع تستفيد منها خمسة أسر في توفير احتياجاتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام، كما أن هناك فائضاً يستخدم للتسويق الاستثماري، مشيراً إلى أن أسعاره تعتبر منافسة للسوق، حيث لا يتعدى سعر 25 كيلوجراماً 300 درهم.
ونصح الرميثي الشباب المقبلين على الاستثمار بأن الإمارات لا تحمل في قاموسها كلمة مستحيل ولا يوجد شيء صعب؛ لذلك عليهم أن يتوجهوا إلى عالم الابتكار؛ فقد وفرت الدولة الدعم الكبير للمبتكرين، مشيراً إلى أن الدعم أيضاً يأتي من الدوائر الحكومية ومن الشركات الخاصة، وهناك تميز لابتكارات المواطنين والشركات الناشئة.
محاصيل متنوعة
استطاع الرميثي زراعة أكثر من 25 نوعاً من المحاصيل الزراعية، وركز على زراعة أنواع متعددة من الخضراوات والفواكه، منها ماهو متعارف عليه، ومنها ماهو جديد على السوق المحلي، بل وصلت ابتكارات الرميثي لإيجاد محاصيل فريدة من نوعها وألوانها منها، على سبيل المثال، الشاي الأزرق الذي نال اهتمام الجميع
بالإضافة لاختياره لبذور جديدة وغير معروفة في السوق المحلي، منها ما قام باستيراده من أسواق عالمية، ومنها الكوسا باللونين الأصفر والبرتقالي والطماطم السوداء والفلفل الأبيض والبني والبنفسجي، بالإضافة للقمح والسمسم وورقيات الكيل، كما تمكن من إنتاج منتجات الألبان والروب والقشطة، وتمت إضافة زيت الزيتون التونسي كأحد المنتجات المزروعة خارج الدولة.
وأكد الرميثي، أن عملية إقناع الناس بوجود منتجات مختلفة اللون عما هو معروف لم يكن بالأمر السهل، بل تطلب منه جهداً أكبر وتسويقاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال المعلومة للمتابعين بوساطة الصور ومقاطع الفيديو المسجلة والتي تتضمن معلومات حول هذه المنتجات، كما اعتمد وسيلة التجربة قبل الشراء لمنح العملاء فرصة تذوق طعم المنتجات، مضيفاً أنها تنال إعجابهم.