الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستثمار المؤسسي يدعم ريادة الإمارات في قطاع الدواء

فهد القاسم
1 فبراير 2022 17:51

بقلم: فهد القاسم** 

من الواضح أن سوق الدواء في دولة الإمارات العربية المتحدة يحظى بأهمية استراتيجية لدى المستثمرين، فقد سجل قطاع الدواء المحلي منذ عام 2016 نمواً يتجاوز المعدّل العالمي بنسبة 7.5%، ومن المتوقع أن تبلغ قيمته 4.54 مليار دولار، وقد برزت حاجة أساسية إلى إنشاء قاعدة تصنيعية للدواء قبل تفشّي الجائحة، وذلك لدعم الإمدادات، وخفض التكاليف وتجنب النقص في الأدوية والعلاجات.

وفي إطار سعينا إلى توفير القيمة نلتزم بإنشاء منصة قوية لترسيخ مكانة الإمارات كمركز إقليمي متميز للدواء والتصنيع، وذلك اعتماداً على سلسلة من المبادرات وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية التي قمنا بتنفيذها، وقد أسهمت هذه المبادرات في تسهيل إمكانية الوصول إلى الأدوية الأساسية بأسعار مناسبة، وتطوير علاجات جديدة ومبتكرة.

بدائل حيوية مثيلة للأدوية الكيميائية

وجاء الاستحواذ الاستراتيجي لـ «القابضة» (ADQ) على شركة «فارماكس للأدوية» المتخصصة بتصنيع الأدوية المثيلة في منشأتها التي اعتمدت من الإمارات والاتحاد الأوروبي، بمثابة خطوة أولى لدعم إمكانية الوصول إلى الأدوية بأسعار مناسبة. يهدف استثمارنا في «بيوكون بيولوجيكس»، أكبر شركة للأدوية الحيوية في الهند، إلى تطوير إنتاج بدائل حيوية مثيلة للأدوية الكيميائية، مصنوعة من كائنات حيوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث تكاد تتطابق في مواصفاتها الأدوية العامة. ويُتوقع أن تؤدي عمليات الاستحواذ على شركات مثل «آمون»، إحدى شركات الأدوية وعلوم الحياة الرائدة في مصر، إلى دعم التصنيع والتسويق والتوزيع في الأسواق المجاورة، بالاستفادة من الشبكات الواسعة لهذه الشركات.

كما تعتزم «القابضة» (ADQ) توسعة حضورها ضمن قطاع تصنيع الأدوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال الاستثمار في المشاريع الجديدة، وذلك عبر الشراكات الدولية، مما ينمّي قدرات الدولة في مجالات التصنيع المختلفة. وبالمثل في الإمارات، يتم إجراء التجارب السريرية على أدوية ولقاحات جديدة، حيث خصصت الحكومة ميزانية إضافية لتعزيز الإنتاجية في إطار مشروع «التصنيع الذكي» الذي أطلقته دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي.

وتعتبر دائرة الصحة خير مثال على هذا التوجّه، حيث تتعاون مع باحثين والخبراء دوليين لضمان سلامة التجارب السريرية للقاحات الجديدة وفقاً لأعلى المعايير الدولية.

بنية تحتية متطورة

وبالفعل، أنشأت الإمارات بنية تحتية متطورة تملكها وتتولى إدارتها شركات تابعة لمحفظتنا، وتعمل هذه البنية التحتية الهامة على المستوى الوطني، مثل مجموعة موانئ أبوظبي التي ساهمت بنسبة 13.6% من نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لإمارة أبوظبي، والمناطق الصناعية التي تشمل ما تضمه مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي «كيزاد»، في ترسيخ أساسات منظومة الدواء الوطنية.ومنذ عام 2020، شهد قطاع الرعاية الصحية تحوّلاً بالفعل، حيث عملت الأحداث المضطربة خلال العامين الماضيين على دفع حكومات العالم نحو الإنفاق الاستباقي بصورة أكبر، مع توقعات زيادة الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 5.6% عن مستويات عام 2019.

ومن المؤكد أن الحصول على الأدوية والمستحضرات الصيدلانية ذات الجودة العالية يعتبر ضرورياً للحفاظ على الصحة الوطنية.

منظومة عمل شاملة

وقد تميزت الاستثمارات في مرافق وخدمات الرعاية الصحية ذات المستوى العالمي بقوتها على مدى عقود، وتعتبر المرحلة الحالية هي الأمثل لزيادة الاستثمارات في قطاع الأدوية. ومع الاعتماد على النجاحات والخبرات المستفادة من الأحداث الأخيرة، يجب علينا توجيه جهودنا نحو إنشاء منظومة عمل شاملة تتكامل فيها سلسلة القيمة الدوائية على كافة المستويات.

وبالاستفادة من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز للاتصال العالمي، ومن بنيتها التحتية المتطورة، والأهمّ من ذلك قوة الشراكات الدولية التي تعتمد عليها، بالتعاون مع الحكومة يمكننا تحفيز قيادات القطاع والمستثمرين على إعادة تعريف قطاع الدواء على المستوى الإقليمي بما يخدم مصلحة الأجيال القادمة.

**المدير التنفيذي لمحفظة الصحة وعلوم الحياة في «القابضة» (ADQ)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©