شريف عادل(واشنطن) في آخر أيام أسبوع تميز بتقلبات شديدة القوة في كل أيامه لأسعار الأسهم الأميركية، وأكد فيه البنك الفيدرالي نيته البدء في رفع معدلات الفائدة تزامناً مع اجتماعات منتصف شهر مارس القادم، وظهرت فيه نتائج أعمال قوية للعديد من شركات التكنولوجيا، سجل مؤشر إس آند بي 500 للأسهم الأميركية أفضل أيامه منذ منتصف عام 2020، الذي شهد ربعه الأول صدمة انتشار فيروس كوفيد-19 في كل بلدان العالم، ولم يكتمل التعافي منها حتى الآن. وتأرجحت المؤشرات الرئيسية الثلاثة بين المكاسب والخسائر خلال تعاملات يوم الجمعة، قبل أن تشهد الساعة الأخيرة موجات شراء قوية، لتقلب خسائر مؤشر داو جونز بأكثر من ثلاثمائة نقطة إلى مكسب 565 نقطة، وينهي المؤشر تعاملات اليوم على أعلى نقطة له، مرتفعاً بنسبة 1.65%. وعلى نفس الوتيرة، سار مؤشرا ناسداك وإس آند بي 500، لينهيا تعاملات آخر أيام الأسبوع على ارتفاع بنسبة 3.13% و2.43% على التوالي. وساهم في ارتفاع المؤشرات الأميركية يوم الجمعة ارتفاع سهم شركة آبل، مُصنع الهواتف الذكية آيفون والحواسب الآلية ماك، بنسبة تقترب من 7%، بعد نتائج أعمال قوية في الربع الأخير من العام، وإعلان الرئيس التنفيذي للشركة ظهور بوادر انفراج في أزمة سلاسل الإمداد التي عانت منها أغلب شركات التكنولوجيا خلال الشهور الأخيرة. وقالت آبل إنها حققت خلال الربع الأخير من العام المنتهي أعلى إيرادات في تاريخها. ومع الاقتراب من نهاية الشهر الأول من العام الجديد، أصبح مؤشر ناسداك على بعد ما يقرب من 15% من أعلى مستوى في تاريخه، والذي تم تسجيله في شهر نوفمبر من العام الماضي، بينما بقي داو جونز على بعد أقل من 6%، وإس آند بي 500 على بعد أقل من 8%، من أعلى مستوياتهما على الإطلاق، وتم تسجيلهما مطلع العام الحالي. وعلى الرغم من خسائر الأسابيع الأخيرة، والتقلبات الشديدة التي تشهدها الأسواق مع الاقتراب من رفع معدلات الفائدة، واستمرار معدل التضخم المرتفع، بالإضافة إلى المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالموقف في أوكرانيا، اعتبر بنك جولدمان ساكس، عملاق بنوك الاستثمار، أن الأسهم الأميركية ما زالت أفضل استثمار متاح Best game in townفي الوقت الحالي. وفي لقاء مع قناة بلومبرج الإخبارية، أوضحت شارمين موسافار – راحماني، رئيس المجموعة الاستراتيجية بالبنك، أن التقييمات الحالية للأسهم بعيدة جداً عما كانت عليه وقت فقاعة الإنترنت (فقاعة دوت كوم) قبل عقدين من الزمان، مضيفةً أن «الأمر حالياً يختلف عن فترة نهاية التسعينيات، حيث تحقق سوق الأسهم الأميركية عوائد كبيرة في العديد من القطاعات، وتظهر أرباح الشركات قوة كبيرة»، ومؤكدةً أن هذا الأمر ما زال صحيحاً، حتى بعد الموجات البيعية التي شهدناها خلال الأسبوع.