شريف عادل (واشنطن)
في إشارة جديدة على تفاوت معدلات التعافي بين الولايات الأميركية، وبعد عامين تقريباً من وصول فيروس كوفيد-19 إلى الأراضي الأميركية، وتسببه في تراجع حاد في النشاط الاقتصادي وتسريح ملايين العاملين، أعلنت اثنا عشرة ولاية استعادة مستوى وظائف ما قبل الجائحة – على الأقل – بينما سجلت 5 ولايات انخفاضاً في عدد الوظائف لديها بإجمالي يقترب من 2 مليون وظيفة.
وأوضحت بيانات مكتب العمل الصادرة يوم الثلاثاء عن شهر ديسمبر الماضي أن نحو عشرين ولاية أخرى على الأقل أصبحت على بعد 50 ألف وظيفة فقط من مستويات الوظائف التي كانت لديها قبل ظهور الوباء.
ورغم استمرار انخفاض الوظائف بصورة أكبر في الولايات الكبرى، وتحديداً ولايات كاليفورنيا ونيويورك وبنسلفانيا، لم يتبق إلا خلق نحو 3.5 مليون وظيفة من الوظائف التي كانت متاحة قبل الجائحة، ليعوض الاقتصاد الأميركي كل ما فقده من وظائف خلال العامين الماضيين.
وقال المكتب أن ولاية أريزونا أضافت أكبر عدد من الوظائف غير الزراعية، وتلتها ولايات فلوريدا ويوتا وويسكونسين وأوريجو، بينما كانت الولايات الساحلية، باستثناء فلوريدا، أقل حظاً في استعادة الوظائف.
وتسببت ظروف الجائحة، وما أدت إليه من تزايد أعداد من يعملون من منازلهم، في نزوح الملايين من الولايات التي ترتفع فيها تكلفة إيجار المنازل، باتجاه تلك منخفضة الإيجار، أو التي تقدم مزايا ضريبية للمقيمين فيها. وأظهرت بيانات المكتب أنه في كل شهر من الاثنين وعشرين شهراً الماضية، كان هناك نزوحاً صافياً لأكثر من 8600 مقيم ممن تتجاوز أعمارهم 16 سنة من ولاية نيويورك.
وفي المقابل، ارتفع عدد المقيمين في ولايتي تكساس وأريزونا منخفضتي التكلفة الإيجارية، كما أغلب تكاليف مستلزمات المعيشة، وأيضاً في ولاية فلوريدا التي تعفي المقيمين فيها من ضرائب الدخل. وبلغ متوسط صافي الزيادة في عدد المقيمين في ولاية تكساس على سبيل المثال نحو 950 مقيماً في كل يوم منذ ظهور الفيروس لأول مرة في الأراضي الأميركية مطلع عام 2020.
ويبذل الرئيس الأميركي جوزيف بايدن وإدارته جهوداً كبيرة لاستعادة كامل الوظائف التي كانت موجودة في عام 2019، الذي شهد انخفاض معدل البطالة الأميركية إلى أدنى مستوياته في نصف قرن، قبل موعد انتخابات التجديد النصفي المقرر عقدها خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر القادم.
وتواجه جهود الرئيس تحديات كبيرة، تحديداً بسبب تزايد حالات الإصابة بمتحورات الفيروس والوفاة مؤخراً.
ويوم الاثنين، تجاوزت حالات الوفاة المرتبطة بالفيروس 2100 حالة، لتكون الأعلى في أي يوم منذ ما يقرب من عام.وبنهاية عام 2021، بلغ معدل البطالة في أميركا 3.9%، بينما شهد الأسبوع المنتهي منتصف شهر يناير الجاري تقديم 2.4 مليون أميركي طلبات للحصول على تعويضات البطالة.