الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أبوظبي للاستدامة» يبرز تنامي دور المنطقة في حوار المناخ العالمي

محمد جميل الرمحي
17 يناير 2022 01:05

بقلم: محمد جميل الرمحي
يواصل «أسبوع أبوظبي للاستدامة» في دورته الحالية ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات للعمل من أجل ضمان مستقبل أفضل لكوكبنا، لاسيما خلال هذه المرحلة المفصلية التي نشهدها، حيث تدرك دولة الإمارات منذ سنوات عديدة بأن التغير المناخي يمثل أمراً واقعاً وتحدياً يستوجب تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهته. وفي هذا السياق، أطلقت شركة «مصدر» عبر السنوات الماضية منصات فاعلة ضمن إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة مثل جائزة زايد للاستدامة، ومنصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة»، ومنصة «شباب من أجل الاستدامة»، والتي تسهم في تعزيز الوعي بالحاجة إلى بناء عالم أكثر استدامة وضمان استجابة كافة الدول ومختلف فئات المجتمع لهذه التحديات.
ونحن في «مصدر» فخورون بالدور الذي نقوم به منذ تأسيس الشركة في عام 2006 لتساهم بدور رئيسي في دعم جهود الدولة للحد من تغير المناخ وتحقيق الحياد المناخي، فقد عمدنا إلى مواجهة هذا التحدي من خلال التركيز على عدد من المناحي، فعملنا على تخصيص رأس المال المناسب لتطوير مشاريع مهمة ومؤثرة، وتوظيف التقنيات الجديدة على نطاقٍ واسع، وتعزيز الوعي بضرورة تبني سلوكيات مسؤولة، ودعم صنّاع القرار حول العالم. فمشاريعنا في دولة الإمارات تدعم بشكل مباشر تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة التي تهدف إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة من 25% إلى 50% من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2050، وعلى المستوى الدولي، نساهم في دعم جهود 40 دولة لتحقيق أهدافها الخاصة بالطاقة النظيفة، وذلك من خلال مشاريع واستثمارات تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 20 مليار دولار.
واليوم خلال عام 2022، وتوازياً مع تركيزها على العالم العربي، تستعد «مصدر» لتعزيز مكانتها كشركة عالمية رائدة في مجال الطاقة النظيفة. وبموجب اتفاقية استثمارية تم الإعلان عنها في ديسمبر، ستنضم شركتا الطاقة البارزتان في أبوظبي، «أدنوك» و«طاقة»، بالإضافة إلى «مبادلة للاستثمار»، كشركاء في مشاريع الطاقة النظيفة. وبحلول صيف هذا العام، عندما تدخل الشراكة رسمياً حيز التنفيذ، ستصبح «مصدر» الشركة الأبرز في مجال الطاقة النظيفة في إمارة أبوظبي، بمحفظة تبلغ 23 جيجاواط من الطاقة النظيفة وطموحات للوصول إلى 50 جيجاواط على الأقل بحلول عام 2030.
وبالإضافة إلى ذلك، وبدعم من شركتي «أدنوك» و«طاقة»، ستعمل «مصدر» على تعزيز جهود أبوظبي في استكشاف الهيدروجين الأخضر كوقود للمستقبل، وهو موضوع رئيسي آخر على أجندة أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام. ويعِد الهيدروجين بإمكانات كبيرة، فوفقاً لدراسة أجرتها شركات «دي آي آي ديزرت إينرجي» و«رولاند بيرجر» و«مصدر»، يمكن تحقيق إيرادات سنوية من الهيدروجين الأخضر في دول مجلس التعاون الخليجي بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2050، وتوفير ما بين 400 ألف و 900 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المنطقة.
وتزخر دولة الإمارات بمزايا طبيعية كبيرة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، ولديها موارد شمسية ممتازة تتيح توليد طاقة شمسية تنافسية. كما أن لدى الإمارات ببنية تحتية متكاملة ومرافق للتصدير وموقع مركزي يتوسط أسواق التصدير وتساهم هذه العوامل جميعها بدعم مبادرات تطوير الهيدروجين. وبالتأكيد ستساهم «مصدر» بتعزيز هذه الجهود لما تتمتع به من خبرة فنية وتجربة طويلة.
وتعتبر نجاحات «مصدر» في مجال الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام في مدينة مصدر عاملاً مهماً في دعم الجهود الشاملة لدولة الإمارات في مجال المناخ، وسيتم استعراض هذه الإنجازات بالكامل خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة. ويعد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بشكل واسع عنصراً أساسياً يدعم جهود الحدّ من آثار تغير المناخ، ومن المهم أن يترافق ذلك مع تنمية اقتصادية عادلة ومستدامة. 
وعلى الرغم من أن رحلة العالم العربي ما زالت في بداياتها، غير أن لدينا بالفعل العديد من المبادرات التي تُظهر التزام دولنا العربية بالتغلب على التحديات الناتجة عن تغيّر المناخ، والتي سيتم تسليط الضوء عليها خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022.
.............................
الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©