الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

في أول حوار لصحيفة عربية.. «ذئب وول ستريت» لـ«الاتحاد»: الرموز غير القابلة للاستبدال «استثمار في عالم افتراضي»

جوردان بيلفورت
27 ديسمبر 2021 00:15

حوار: أمير الألفي ومعتز نادي

على أرض الإمارات، وفي يوم صباحي، شهد تجمع المهتمين بتقنيات التجارة الرقمية المشفرة ضمن مهرجان «بلوكتشين وورلد أبوظبي»، كان كاتبا هذه السطور يجهزان لإجراء أول حوار في صحيفة عربية مع سمسار الأسهم المالية السابق في البورصة الأميركية، جوردان بيلفورت، والملقب بـ«ذئب وول ستريت»، الذي بدأ حواره مع «الاتحاد» بالحديث عن أن استثمار المستقبل هو الـ«NFT»، والاحتيال وارد، واعتبر أن مواكبة تقنيات الواقع الافتراضي ستدفع الأشخاص والشركات والحكومات إلى ضخ مزيدٍ من الاستثمارات في هذا القطاع خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يجعله هدفاً للمحتالين والمخادعين. بيلفورت الذي عمل لصالح «مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي»، ويعمل حالياً خبيراً في التنمية البشرية، يرى أن الاستثمار في أصول، مثل الـ«NFT» يجب أن يكون بعناية شديدة فنحن نستثمر في الفن، وهذه الأصول ستكون الاستثمار الأمثل في تطبيقات الواقع الافتراضي.
تفصيلاً، قال بيلفورت: إن العالم يتجه بشكل قوي نحو الاستثمار في تقنيات «البلوكتشين»، والتي بدأت بالفعل منذ سنوات عدة، وتمثلت في العملات الرقمية المشفرة، ومنذ عامين ظهر أحدثها، وهي «الرموز غير القابلة للاستبدال» أو ما يسمى الـ «NFT»، لافتاً إلى أنها استثمارات ستنتشر بشكل سريع خلال السنوات المقبلة، لا سيما في ظل الواقع الافتراضي.

اقرأ أيضاً.. تجارة بلا إبهار.. الـ«NFT» مليارات مشفرة في استثمار مؤجل

وأضاف أنه بدّل وجهة نظره في العملات والأصول المشفرة، حيث أبدى تخوفه في عام 2017 من العملات الرقمية، وحذر من شرائها والاستثمار فيها خصوصاً «البتكوين»، إلا أن هذا الواقع تغير تماماً في 2021.
وعزا بيلفورت، تغير وجهة نظره إلى أن الارتفاعات الجنونية التي حققتها «البتكوين» خلال عام 2017، كانت مبالغاً فيها، وستنهار بالوتيرة نفسها، وهذا ما حدث فعلاً، لكنها الآن أكثر استقراراً وبدأت بعائدات استثمارية واقعية، فضلاً عن بدء التداول بها في دول عدة، وكذلك قبولها عملة لشراء العديد من المنتجات.

حول تداولات الـ«رموز غير القابلة للاستبدال»، يعتقد بيلفورت أن 2021 كان عام الـ«NFT» بجدارة، إذ استطاعت تحقيق حجم مبيعات ونمو هائلين، رغم كون عمرها لا يتعدى سنوات تُعد على أصابع اليد، ومن المتوقع أن تشهد مزيداً من الازدهار خلال 2022.
وأفاد بأن الـ«NFT»، بات ينظر إليها على أنها واحد من الأصول الاستثمارية المرغوبة، لكن يجب أن تراعى فيها الدقة، فمنها ما هو جيد وما هو رديء، ويتوقف الأمر على عوامل عدة، فأنت بالأساس تشتري عملاً فنياً، يتوقف على فهمك واختياراتك.
أبرز العوامل التي يجب أن تراعى من وجهة نظره يلخصها في القيمة الفنية للعمل أو الفنان الذي يقدمها، والجهة التي تبيع العمل، ولا يمنع أن تكون هناك عمليات احتيال مثلها مثل أي سلعة أو سند استثماري.

حول تقييم الـ«NFT»، كأداة استثمارية والعائد منها، اعتبر بيلفورت أن عمليات البيع والشراء الحالية ستكسب بعض الفنانين والبائعين الأرباح من خلال عمليات التداول، إلا أن الاستثمار الرئيس لهذه المنتجات وقيمتها الحقيقية ستظهر مع استخدام تطبيقات الواقع الافتراضي. كما اعتبر أنه من خلال دخولك عالم الواقع الافتراضي، سيتم استخدام كل هذه المنتجات بشكل فريد وحصري، من لوحات وأعمال فنية، وكذلك المنتجات الرياضية والموضة العالمية، حيث ستلعب دوراً مركزياً في هذا العالم، وستكون لها الريادة.
في حديثه عن أكثر مناطق العالم اهتماماً بـ«NFT»، بين بيلفورت، أن أبرز العملاء في الوقت الحالي من أميركا الشمالية وآسيا، إلا أننا بدأنا نشاهد بعض العملاء من مناطق أخرى مثل أميركا الجنوبية وأوروبا، متوقعاً أن تشهد منطقة الشرق الأوسط دخول عملاء جدد لمثل هذه المنتجات، لا سيما أنها باتت تتمتع بمدن عالمية ومراكز مالي دولية مثل دبي، فضلاً عن تحول المنطقة الشديد للاهتمام بالفنون الرقمية.
ويعتقد أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد دخول عملاء من كل أرجاء العالم، إذ سيعاد توجهات الأشخاص والشركات، وكذلك بعض الحكومات من خلال عالم الواقع الافتراضي، وليس استخدام «الإنترنت» ببعيد، حيث رفضه البعض في بداية الأمر، ولا يستطيع أحد الاستغناء عنه حالياً.
وأضاف أن تقنيات «البلوكتشين» والواقع الافتراضي ستغير خريطة الأولويات في أغلب دول العالم، ولن تستطيع دول تبحث عن التقدم أن تتخلى عن هذه التقنيات.

أزمة مالية
«ذئب وول ستريت» رد على الأقوال المؤيدة لنظرية أن الاستثمارات المشفرة ستتسبب في أزمة مالية جديدة، قائلاً: «لا أعتقد ذلك، حيث لا يتعدى إجمالي حجم التداولات في (البلوكتشين) 1% من إجمالي الاقتصاد العالمي؛ لذلك لن تتسبب في أي أزمات مالية لأي اقتصاد».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©