اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم الـ 42 بمجموعة من الطموحات التي تدعو إلى مواجهة التحديات من خلال العمل الجماعي، وتعزيز الاندماج المجتمعي في الاقتصاد والأعمال، والانتقال إلى الحياد الكربوني، واستكمال الوحدة الاقتصادية الخليجية كبوابة لملحمة خليجية استراتيجية ذات أعماق متعددة.
والواقع أن التكامل الاقتصادي والمالي الخليجي يتمثل في إقامة منطقة تجارة حرة، وأسواق خليجية مشتركة، ونظام ضريبي ومالي موحد، أو ربطه بشبكة بنية تحتية تعزز تجسير الحيز اللوجستي بينهما، لم يحقق منذ اعتماده جهوداً عميقة ترتقي إلى مستوى التطلعات المثمرة التي تعكس العناصر الداعمة لدول المجلس إلى حد أن تعاونها في استراتيجية التكامل الاقتصادي والمالي يجعلنا قوة وكتلة اقتصادية عالمية تخدم مصالح أعضائها في سياق التنمية والنمو والتوازن المنشود في المنطقة.
كسياق تحليلي فيما سبق، لدينا عناصر ذات قوة غير محدودة لتوسيع وجودنا في المحيط العالمي ككتلة اقتصادية وجغرافية وديموغرافية. تدفع لتحقيق مكاسب عميقة وقادرة على خلق كيان يعمق الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من الأبعاد التي تشكل محيطنا الإقليمي والعالمي.
تقع جغرافيتنا (شبه الجزيرة العربية) في الوسط وتربط امتداداً لجميع قارات العالم وتتداخل مجموعة من البحار والممرات المائية في مجالنا الجغرافي. لدينا مخزون كبير واحتياطيات من الموارد الطبيعية. لدينا أكبر الاقتصادين في العالم العربي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. لدينا قدرات بشرية مع قدرٍ كبير من العلم والمعرفة، وقادة ملهمون، وممارسات إدارية وتنظيمية وبنية تحتية تنافسيتها على مستوى عالمي. لدينا احتياطيات مالية ضخمة وفكر استثماري تنموي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن نجاح نظامنا الاقتصادي الخليجي سيحقق امتداداً لخبرتنا وتجربتنا إلى آفاق العالم العربي طالما أنه يتمتع بالشمول الاقتصادي، كما أظهرت التجربة الاتحادية للاتحاد الأوروبي، منذ نشأته وحتى الوصول إلى حجم كيانه الحالي.. تعززها شراكتنا الاستراتيجية في شمال شبه الجزيرة العربية وقلب العالم العربي مع المملكة الأردنية الهاشمية، والشمال الغربي مع جمهورية مصر العربية في شرق القارة الأفريقية، والمملكة المغربية في أقصى الغرب.
لذلك، ما يبطئنا في ظل المقومات المحيطة التي تدعم تحقيق التطلعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الرفاه، مع تكاملنا الاقتصادي والإنمائي. تعزيز وجودنا كتكتل عالمي توازن المصالح تجاه منطقتنا ورفاهية شعوبنا. هنا مع كل ما سبق، نسترشد بخاتمة أحد قادتنا الملهمين «فكره سابق لعصره»، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في خطابه بالقمة: «نحن أمل المنطقة، فلم لا نكون جزءاً من صناعة وصياغة مستقبل العالم».