حسام عبدالنبي (دبي)
تصدرت دولة الإمارات، الدول الخليجية من حيث توسع قطاع الكيماويات كمعدلات استثمار ونمو في حجم الإنتاج، وتنوع في المنتجات مدعومة بالمشروعات الرائدة في أبوظبي، حسب الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات «جيبكا».
وأكد السعدون لـ «الاتحاد» على هامش فعاليات الدورة الخامسة عشرة من منتدى جيبكا السنوي المنعقد حالياً في دبي، أن أبوظبي تحديداً تحقق معدلات نمو عالية جداً من خلال إعلان شركة بروج البتروكيماوية، ترسية عقود الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد الخاصة بمشروع التوسعة الرابعة (بروج 4) في مجمعها الصناعي في الرويس بأبوظبي، وتوقيع «أدنوك» وشركة «بورياليس» اتفاقية الاستثمار النهائية لتوسعة مجمع بروج لإنتاج البولي أوليفينات من خلال مصنع بروج 4 بتكلفة قدرها 22 مليار درهم، إضافة إلى تأسيس شركة «فرتيجلوب» في سبتمبر 2019 بأبوظبي، كمشروع مشترك بين شركة «أو سي آي» بحصة 58%، وشركة «أدنوك» بحصة 42% لإنتاج الأسمدة النيتروجينية والأمونيا، إلى جانب النجاح في تحقيق تكامل صناعة البتروكيماويات مع صناعة التكرير بعد إنشاء مصفاة الرويس رابع أكبر مصافي تكرير النفط في العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 837 ألف برميل يومياً.
وقال إن حجم الإنتاج في الإمارات يصل حالياً إلى 16 مليون طن سنوياً لتستحوذ الدولة على نسبة 9% من إجمالي حجم الإنتاج الخليجي ولتأتي ثالثة بعد السعودية (69.5% من الإنتاج الخليجي) وقطر، لافتاً إلى أن قطاع البتروكيماويات حقق إيرادات في عام 2020 تجاوزت 64 مليار دولار، وحققت الشركات المنتجة على مستوى الدول الخليجية أعلى مبيعات خلال الربعين الأول والثاني من العام الحالي، في حين يتوقع أن ينمو القطاع بنسب استثنائية كبيرة في عامي 2021 و2022 في ظل التوقعات المتفائلة بشأن نمو الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب مع ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وقود المستقبل
وحول فرص الاستفادة من الهيدروجين الأخضر، أكد السعدون أن الهيدروجين بشكل عام هو وقود المستقبل بنوعية، سواء الهيدروجين الأخضر المنتج من تحليل المياه بالكهرباء أو الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز. وقال إن منطقة الخليج تعد منطقة واعدة، ويمكن أن تصبح مركزاً رئيساً لإنتاج الهيدروجين في المستقبل ولا سيما الهيدروجين الأزرق في ظل الجهود التي تقوم بها كل من الإمارات والسعودية، مشيداً بمبادرات «أدنوك» و«مبادلة» في الإمارات، وكذلك تعاون «سابك» في السعودية مع معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان لإنتاج أول شحنة من الهيدروجين الأزرق تم بالفعل تصديرها إلى اليابان كوقود لمحطات توليد الكهرباء، مؤكداً أنه على الرغم من وجود إجماع دولي على أهمية الهيدروجين كوقود للمستقبل، إلا أن الأمر يتطلب المزيد من التشريعات في الدول المستهلكة، فضلاً عن إنشاء البنية التحتية التي تمكن السيارات بالتزود بالهيدروجين، ولا سيما وأن هذا التوجه مرتبط بشكل من بالسيارات الكهربائية التي بدأت في الانتشار السريع في العالم.