عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
أكد روبرت جيلبرت، الرئيس والمدير التنفيذي للجمعية العالمية لخدمات المبيعات والتسويق في قطاع الضيافة في الشرق الأوسط أن الإمارات كانت من أوائل الدول الرائدة في عودة الثقة عالمياً في سياحة الأعمال والمؤتمرات في ظل استضافة ونجاح عدد من الفعاليات الكبيرة، مدللاً على ذلك بنجاح تنظيم «إكسبو 2020 دبي» وكذلك مشاركة أكثر من 447 مشاركاً من 20 دولة من مناطق العالم المختلفة في النسخة الرابعة من المؤتمر السنوي للجمعية العالمية لخدمات المبيعات والتسويق في قطاع الضيافة في الشرق الأوسط (HSMAI)، الذي يقام حالياً في دبي، وهو عدد يفوق عدد المشاركين في دورات المؤتمر السابقة قبل بدء الجائحة.
قال جيلبرت في حوار خاص مع «الاتحاد»: إن نجاح الدولة في تنظيم حدث عالمي بحجم «إكسبو 2020 دبي» سيكون له تأثير إيجابي «عظيم» على قطاع السياحة والفنادق في الإمارات، مرجعاً ذلك إلى أن «إكسبو» يعد من أبرز الفعاليات الدولية ويماثل تنظيم الأولمبياد، وتالياً فهو يجتذب الأفراد والمجموعات السياحية، كما يجتذب سياحاً جدداً يزورون الدولة للمرة الأولى، فضلاً عن أنه يشجع السياح على زيارة الدولة أكثر من مرة، بعد أن يلمسوا مدى حسن الضيافة والاستقبال الجيد والحرص على توفير تجربة مميزة وناجحة للسائحين.
تعافي القطاع
ورداً على سؤال عن رؤيته لتعافي قطاع السياحة في العام المقبل، أجاب، بأن تعافي القطاع في العام الجديد سيكون بمعدلات متفاوتة تختلف من دولة إلى أخرى حسب معدلات التطعيم ضد جائحة «كوفيد -19»، حيث اتخذت بعض الدول خطوات وإجراءات ناجحة في هذا الشأن، في حين لم ترتق جهود التطعيم في بعض الدول إلى المستويات المرجوة.
وأوضح أن تسارع تعافي القطاع سيكون حسب الزيادة في معدلات التطعيم وقدرة الحكومات على إثبات قدرتها على توفير الممارسات الآمنة وتطبيق الإجراءات الآمنة التي تزيد ثقة السائحين من داخل الدولة أو الوافدين إليها، مؤكداً أن الإمارات تعد من أبرز النماذج الناجحة والتي يجب الاقتداء بها في التعامل مع تداعيات جائحة «كوفيد -19»، حيث تعد معدلات التطعيم فيها من ضمن الأعلى عالمياً، إلى جانب قدرة الحكومة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية الفعالة التي زادت من الثقة العالمية في إمكانية زيارة الدولة من أجل السياحة باعتبارها من أكثر الوجهات السياحية الآمنة.
وأشار جيلبرت، إلى أن تعافي قطاع السياحة سيكون على مراحل وفق نوعيات السائحين؛ إذ أن هناك 3 فئات أساسية من السياحة هي السياحة الترفيهية، وسياحة الأعمال أو الشركات، وسياحة المؤتمرات.
وقال: السياحة الترفيهية كانت قوية حتى في ظل الجائحة، كما زادت معدلات السياحة الداخلية نظراً لفترات الإغلاق وعدم القدرة على السفر إلى الخارج، وقد شهدت السياحة من أجل الأعمال تحسناً ملموساً في الشهور الأخيرة، منوهاً أن سياحة المؤتمرات أو الفعاليات ستكون آخر الأنواع التي تشهد تعافياً؛ إذ أنها تتطلب إجراءات خاصة من حيث التخطيط والتسويق والتنظيم وتجنب زيادة المخاطر الصحية من تواجد عدد كبير من الأشخاص في مكان واحد.
تحديات
وفيما يخص التحديات التي تواجه قطاع السياحة والضيافة، أفاد جيلبرت، بأنه إلى جانب قدرة الدول على توفير التطعيمات، فإن القدرة على إشعار السائحين بالأمان وتوافر إجراءات فعالة وناجحة للتعقيم والنظافة والوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا يعد من أهم التحديات، ويضاف إلى ذلك وضوح وسهولة القواعد والإجراءات الحكومية المطلوبة للوقاية وخاصة تسهيل إجراءات اختبارات «بي سي آر» في المطارات والسهولة في منح التأشيرات السياحية والالتزام بارتداء قناع الوجه وغير ذلك وكلها عوامل تميزت دولة الإمارات بتوفيرها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص كوجهه سياحية عالمية وفرت مميزات لا تقارن، ما جعل منها وجهه صديقة للسائحين، وأهمها تنوع المنتج السياحي وتميز الفنادق وتعدد أنواعها، إلى جانب سهولة التنقل ومنح التأشيرات وتوفير تجربة إقامة مميزة.
دور مهم
عن الجمعية العالمية لخدمات المبيعات والتسويق في قطاع الضيافة، أفاد جيلبرت، بأن الجمعية تعمل في 4 مناطق رئيسية في العالم هي أوروبا وأميركا، والشرق الأوسط ومنطقة آسيا باسيفيك، وفي ظل تركيزها القوي على التعليم ودورهِ في المجتمع، لعبت الجمعية دوراً رائداً في تحديد توجهات قطاع الضيافة والتواصل بينهُ من خلال الربط بين أعضائها وشركائهم في قطاع الضيافة، إضافةً إلى كونها الداعم الأساسي لخبراء المبيعات والتسويق وإدارة الإيرادات في جميع مجالات صناعة الضيافة.
وقال: إن عدد أعضاء الجمعية في العالمي تجاوز 6 آلاف، وهي تعقد مؤتمرها السنوي من أجل أن يكون الحدث البارز والأهم الذي تجتمع فيه القادة المؤثرون وخبراء قطاع الضيافة من أجل التعليم والتعاون والابتكار بهدف تريع معدلات التعافي ونمو الإيرادات والأعمال، مشيراً إلى أن المؤتمر السنوي لتنمية إيرادات قطاع الضيافة والفنادق (ROC 2021)، سينعقد تحت شعار «التجديد، إعادة البناء، التعافي» في ظل الأحداث والتحديات غير المسبوقة التي أحدثتها جائحة (كوفيد – 19) ليمثل فرصةً مناسبة لخبراء قطاع الضيافة وشركائهم للتواصل فيما بينهم لتبادل الخبرات ومناقشة الانتعاش الذي يشهدهُ قطاع الضيافة.
