سياتل (وكالات)
أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) منح 415.6 مليون دولار لشركات بلو أوريجين المملوكة للملياردير جيف بيزوس، ونورثروب جرومان كورب، ونانوراكس، لتطوير محطات فضاء تجارية ذات ملكية وإدارة خاصة.
يأتي ذلك في إطار جهود ناسا للاستفادة من قدرات الشركات الخاصة بهدف تمكين اقتصاد فضائي تقوده الولايات المتحدة في مدار الأرض المنخفض مع احتمال خروج محطة الفضاء الدولية من الخدمة في نهاية العقد الحالي.
بلو أوريجين
ومنحت ناسا بلو أوريجين 130 مليون دولار للمساهمة في تطوير محطة فضاء أوربيتال ريف التي أعلنت عنها قبل نحو خمسة أسابيع بالشراكة مع سييرا سبيس وبوينج. وتسعى بلو أوريجين إلى إطلاق مركبة الفضاء في النصف الثاني من العقد الحالي.
وترى بلو أوريجين محطة أوربيتال ريف على أنها مركز لصناعات تجارية مثل الصناعات التحويلية والترفيه والرياضة والألعاب والسفر من أجل المغامرة. كما تسعى أيضاً إلى أن تكون مقراً لبعثات مأهولة وتجارية.
محطة ستارلاب
وحصلت شركة نانوراكس، التي مقرها هيوستن، على النصيب الأكبر من الأموال التي خصصت ناسا إذ تلقت 160 مليون دولار لتطوير محطة فضاء ستارلاب التي تشيدها مع لوكهيد مارتن وفوياجر سبيس.
كما منحت ناسا 125.6 مليون دولار لشركة المقاولات الدفاعية والفضائية نورثروب جرومان.
وقال مدير ناسا بيل نيلسون في بيان «نتعاون مع الشركات الأميركية لتطوير وجهات فضائية يمكن للناس زيارتها وحيث يمكنهم العيش والعمل».
وستبقى محطة الفضاء الدولية في الخدمة حتى عام 2024 وأكدت وكالة ناسا أنها يمكن أن تعمل من الناحية الفنية حتى عام 2028. وقد أيد بيل نيلسون تمديد خدمتها حتى عام 2030.
ويتمثل الهدف في أن تتولى المحطات الخاصة زمام الأمور لاحقاً، ما يضع حداً للتعاون الدولي الحالي بشأن محطة الفضاء الدولية، ولا سيما مع روسيا.
وقال ستيف كرين نائب رئيس الشركة لعمليات الفضاء المدنية والتجارية في ناسا «ستتيح محطتنا... بعثات تجارية مستدامة، حيث لا تتحمل ناسا كافة التكاليف، لكنها تشارك كواحدة من عدة عملاء».
وبدوره، قال مدير الرحلات التجارية في وكالة ناسا فيل مكاليستر في مؤتمر صحفي، إن هذه العقود «ستساعد في ضمان استمرار وجود بشري للولايات المتحدة في مدار منخفض». وأضاف أن «أي ثغرة (في هذا الوجود) ستكون ضارة».
200 تجربة سنوياً
وتأمل وكالة الفضاء الأميركية في أن تكون قادرة في المستقبل على الاستعانة بخدمات الشركات الخاصة لتلبية احتياجاتها، من دون الاضطرار إلى تمويل تكاليف تشغيل محطة.
وتعتبر أنها ستحتاج إلى أن تكون قادرة على إرسال رائدي فضاء إلى المدار بشكل مستمر، وإجراء نحو 200 تجربة سنوياً.
وطُوّرت محطة «بلو أوريجن» مع «سييرا سبايس» وسميّت «أوربيتال ريف»، وقد تكون قادرة على استقبال ما يصل إلى 10 أشخاص وأن يستخدمها سياح وشركات وجهات عامة.
أما «ستارلاب» من «نانوراكس» فستبدأ العمل في عام 2027.
لا تزال شركة «نورثروب جومان» تسعى لإيجاد اسم لمحطتها، لكنها تخطط أيضًا لرحلات للعلوم أو السياحة.
أما مشروع «أكسيوم» فيختلف قليلاً، إذ يجب أولاً إرفاق وحدة بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن تنفصل المحطة عنها لتصبح مستقلة. لم تقدم أي شركة تقديراً لسعر تطوير هذه المحطات.
وقال برنت شيروود من «بلو أوريجن» إن «المبلغ الذي استثمرته ناسا اليوم لإطلاق هذا البرنامج صغير مقارنة بالمال اللازم».
وقال فيل مكاليستر، إن مساهمة الوكالة في هذه المشاريع لا تتجاوز 40% من إجمالي مبلغ الاستثمار.