النشاط السياحي يرفـع مبيعات الذهب

ريم البريكي (أبوظبي)
ارتفعت مبيعات محال الذهب والمجوهرات بنسب تفوق 30% وفقاً لمتاجر بيع الذهب في الدولة، التي أرجعت الطلب المتواصل إلي تنامي حركة السياحة وعودة الذهب كملاذ آمن يفضله الناس.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن النشاط السياحي الخارجي والمحلي يشهد تنامياً متصاعداً مع عودة الفعاليات والمعرض لاستقبال الجمهور، وهو ما يرفع مبيعات الذهب والمجوهرات.
وأوضحوا أن تراجع أسعار المعدن النفيس زاد من الإقبال خلال المرحلة الماضية، مبينين أن سعر أونصة الذهب حالياً بلغ نحو 1850 دولاراً، مقارنة  مع أكثر من 2100 دولار، العام الماضي.
وكشفت دراسة تحليلية لوزارة الاقتصاد عن البيانات الأولية لأنشطة التجارة الخارجية غير النفطية، أن صادرات الإمارات من الذهب تجاوزت 70 مليار درهم بالنصف الأول من 2021، وحققت نمواً بنسبة 48% مقارنة بالنصف الأول من 2020، فيما حققت بقية الصادرات غير النفطية، باستثناء الذهب، حجماً بلغ 98 مليار درهم، بنمو 42% عن النصف الأول من 2020، و20% عن الفترة نفسها من 2019، وتُعد 87% من الصادرات غير النفطية للدولة وطنية المنشأ، و13% مصدرها المناطق الحرة والمستودعات الجمركية.
وجاءت سلعة الذهب والحلي والمجوهرات ضمن أهم 5 صادرات غير نفطية للدولة، حيث شهدت قيمتها الإجمالية نمواً بنسبة 50% في النصف الأول من عام 2021، مقارنة مع النصف الأول من 2020، وبنسبة 47.4% مقارنة مع الفترة نفسها من 2019.

أخبار ذات صلة

الذهب يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع

انطلاق فعاليات «الصاروج بارك» بمدينة العين

حركة قوية 
وأكد   توحيد عبدالله رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات في دبي زيادة الإقبال على شراء المجوهرات الذهب في الدولة خلال الشهرين الماضيين، مرجعاً الزيادة إلى ارتفاع حركة السياح القادمين من مختلف بلدان العالم، مبيناً أن الطلب زاد بنحو 30% في أغلب محال الذهب والمجوهرات.
وأشار إلى أن حركة الانتعاش هذه استفادت منها الدولة بأكملها، ومنافذ البيع في جميع إمارات الدولة.
وأوضح أن مواسم انتعاش الذهب في العادة مرتبطة بشكل كبير بمناسبات الأعراس والاحتفالات الوطنية والأعياد ورأس السنة، وكذلك في العطلات، وهي مواسم سفر وسياحة احتفالات  فيكون الطلب على الذهب أما للزينة أو تقديمه هدايا. وتوقع توحيد عبدالله   أن تزيد الحركة لتصل إلى أكثر من 100%  بعد الخروج من أزمة «كورونا» بفضل تزايد أعداد الأشخاص الذين تلقوا التطعيمات ضد «كوفيد - 19»، ولإدارة الدولة للازمة وقدرتها الكبيرة في احتوائها بشكل اسرع وأقوى بفضل المنظومة الدفاعية المتمثلة في خط الدفاع الأول من كوادر طبية وأمنية والإجراءات الاحترازية القوية من إجراء فحوص للقادمين للدولة في المطارات، وفحوص للمشاركين بالفعاليات، مما جعل الإمارات تعد من أهم الدول التي استطاعت الخروج من الأزمة دون أي تأِثيرات سلبية على الأسواق.
وأضاف أن الدولة منذ بداية الأزمة لم تغلق منافذها؛ ولذلك لم تحدث لدينا أزمة في نقص السلع أو الخدمات، كما حدث في دول أخرى وهذا يعود للقرارات الحكيمة في إدارة الأزمة.
وتوقع أن يعود الذهب للارتفاع ويسجل ارتفاع في أسعاره في العام القادم، مشيراً إلى أن توجه الناس لشراء الذهب لم يعد فقط للتزين فهم يعتبرونه مصدر دخل وملاذاً آمناً للأزمات.

نشاطات استثمارية
من جانبه، قال رجل الأعمال حمد العوضي، إن قطاع التجزئة في أبوظبي والدولة عامة سجل حركة بيع قوية؛ بفضل النشاطات والفعاليات الكثيرة التي استضافتها الدولة، ومنها «إكسبو 2020»، موضحاً أن الذهب والمجوهرات كغيرها من النشاطات الاستثمارية التي تتأثر بالمواسم.
وأضاف العوضي،  أن حملات التطعيم والإجراءات التي اتخذتها الدولة في مواجهة جائحة «كورونا» ساهمت في دعم الاقتصاد ودعم المستثمرين، ومنها الإجراءات الصحية  والتي خففت بدورها من آثار «كورونا»، ومنحت السائح الطمأنينية والراحة والأمان عبر توفير بيئة سليمة وصحية تجعل الدولة في مقدمة اختيارات السياح من مختلف دول العالم.
وأضاف العوضي: بلا شك يعتبر معرض «إكسبو 2020» الحدث العالمي الأكبر؛  ولذلك يعتبر بمثابة المتنفس الإنساني والسياحي والاقتصادي والاجتماعي للعالم كله، مثله مثل أي حدث عالمي ينتظره بشغف العالم، وهو أول حدث عالمي استطاع جمع الناس والمؤسسات الاقتصادية، والدول، والسياح، في مكان واحد، منوهاً بأن    الحدث مثل بارقة أمل للعودة للحياة الطبيعية، وهذا الحدث كان له التأثير الكبير في قطاع الذهب والمجوهرات.
وبين العوضي أن تفضيل شراء  الذهب من الإمارات دون غيرها يعود إلى اعتبار الإمارات بشكل عام، وتحديداً دبي، من أكثر دول العالم التي تنشط بها تجارة الذهب، من حيث التجارة وإعادة التصدير، والتصنيع، بالإضافة لوجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات، فنجد أن هذا التنوع في الجنسيات والاختلاف أوجد ذوقاً متنوعاً وتفضيلاً لأنواع من الذهب من عيار 18جراماً، و21 جراماً، و22 جراماً، و24 جراماً، وصناعة متنوعة من الذهب من مختلف الموديلات والتشكيلات والأنواع وبلد التصنيع، كما كان للميزة السعرية، وتخفيض القيمة الضريبية على الذهب، وأصبحت على البيع وليست على سلسلة التوريد، ونوعاً ما خفف سعر القطعة مقارنة بالدول الأخرى.
وأوضح العوضي أن نسبة الزيادة خلال الفترة الحالية  تتراوح ما بين 25 - 30%، وذلك بالمقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع انحسار المرض، وزيادة المناسبات وحفلات الزفاف وزيادة أعداد الوفود التي تزور «إكسبو».
وأفاد العوضي بأن أغلبية العملاء يفضلون شراء الذهب من عيار 18 جراماً، وهؤلاء هم من الفئة العمرية الشبابية والأجانب، ويفضل العرب الذهب من عيار 21 جراماً، فيما يفضل الهنود والجنسيات الآسيوية الذهب من عيار 22 جراماً.

عبدالواحد المرزوقي: قوة المعروضات في السوق المحلي تجذب المشتري
أشار رجل الأعمال عبدالواحد المرزوقي، وهو خبير اقتصادي في قطاع الذهب والمجوهرات، إلى  أن  فعاليات «إكسبو 2020 دبي» لها التأثير الأكبر في انتعاش حركة البيع في كافة أسواق الدولة على وجه العموم، وعلى سوق الذهب والمجوهرات على وجه  الخصوص، موضحاً سمعة الأسواق المحلية الطيبة، وقوة المعروضات في السوق المحلي وتنوع مصادر تصنيعها، وتمتعها بالجودة العالية  جعلت السائح والمستثمر الأجنبي يفضل انتهاز فرصة وجوده بالدولة لشراء الذهب.
وأكد المرزوقي أن ما يميز أسواق الذهب في الدولة هو ندرة الأطقم المشغولة، بالإضافة لقلة نقاوة الذهب في الدول الأخرى، والمرتبط في تلك الدول بالذهب من عيار 14 جراماً، فيما أن اقل ذهب نقاوة لدينا يكون من عيار 18 جراماً، أي أن نسبة نقاوة الذهب المحلي جداً عالية على المستوى العالمي.
وأوضح المرزوقي أن قطع الذهب  المشغول  تباع  داخل الدولة، بحسب وزن  الجرام، فيما تسعر القطعة ككل وتباع بسعر ثابت في الكثير من دول العالم، بغض النظر عن وزن القطعة المشغولة، وجودة ونقاوة الذهب ونوع عيار الذهب للذهب المشغول.
وأضاف المرزوقي أن أسواق الذهب في الدولة تتمتع كذلك بالتنوع الضخم والكبير وتضم المعروضات مختلف صناعات المشغولات الذهبية منها الذهب الهندي والتركي والبحريني، والإماراتي، والسنغافوري، والإيطالي.