الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرئيس التنفيذي لـ«تاليس» الفرنسية لـ«الاتحاد»: الإمارات أنموذج يحتذى به في توظيف التقنيات الرقمية في قطاع الطيران

جناح تاليس في معرض دبي للطيران 2021 (تصوير: أفضل شام)
20 نوفمبر 2021 00:09

حوار: مصطفى عبد العظيم

أكد باتريس كين، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي لشركة تاليس الفرنسية، أن دولة الإمارات تشكل أنموذجاً يحتذى به في توظيف التقنيات الرقمية في قطاع الطيران والتي أسهمت في تطوير واحدة من أكثر تجارب السفر الجوي سلاسة خلال فترة جائحة «كوفيد - 19»، منوهاً بالدور المحوري لمعرض دبي للطيران 2021، في تسريع التعافي من آثار «الجائحة» من خلال اللقاءات المباشرة بين الشركات والعملاء.
وقال كين، إن إطلاق شركة «تاليس الإمارات» للتقنيات عبر الشراكة التي تم عقدها مع مجلس «توازن» الاقتصادي، يهدف إلى دعم الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يخص تعزيز القدرات الصناعية، وترسيخ ريادتها في مجال الابتكار. 
وأوضح رئيس «تاليس» في حوار مع «الاتحاد»، على هامش معرض دبي للطيران 2021، أن دولة الإمارات تتبوأ مكانة مرموقة كمركز سريع النمو للطيران الدولي، مشيراً إلى أن المبادرات المبتكرة لمطارات الدولة، مثل الاتصالات اللاتلامسية والبوابات الإلكترونية، نجحت في منح المسافرين مسارات بيومترية سريعة وآمنة في المطارات، ما يحد من أوقات الانتظار أثناء تسجيل الوصول وتسليم الحقائب وعند نقاط الحدود بنسبة 80%. 
وأشار كين إلى أنه في حين تسببت «الجائحة» في حدوث اضطراب كبير في قطاع الطيران العالمي، بسبب الانخفاض الحاد في الحركة الجوية، وفرض قيود جديدة على المطارات أثناء تعافيها، لا تزال تحديات ما قبل «الجائحة» قائمة، وبالأخص المتعلقة بالسلامة والكفاءة التشغيلية المدفوعة بالنمو المستدام في المجال، ولكن التعامل معها الآن يتم من منظور مختلف تماماً مع تأهب العالم للخروج من أزمة «الجائحة» العالمية.

أهمية خاصة 
وأوضح كين أن معرض دبي للطيران يعد أحد أهم الأحداث الجوية في العالم، وهو يحظى بأهمية خاصة هذا العام؛ لكونه أول معرض طيران دولي يُعقد على أرض الواقع منذ بدء «الجائحة»، مشيراً إلى أن «تاليس» التي لديها وجود في الإمارات منذ قرابة نصف قرن، تشارك في المعرض منذ دوراته الأولى لكونه منصة فريدة تتيح لنا عرض النطاق الواسع تقنياتنا عبر مجالات الدفاع والأمن المدني أمام العملاء الرئيسين ومختلف الأطراف المعنية في المنطقة. وسنلتقي في نسخة هذا العام مع الشركاء الحاليين والجدد لمشاركة أحدث منتجاتنا وحلولنا التي سيكون لها دور مهم في عالم ما بعد «الجائحة»، خاصة مع التواصل مع زملاء القطاع - القدامى والجدد مرة أخرى في هذا الحدث الرئيس.
وأضاف كين أن معرض دبي للطيران يشتهر عالمياً في جمعه لكافة الأطراف المعنية بصناعة الطيران لاستعراض أحدث التقنيات، وطرح الفرص، والتصدي للتحديات في القطاع، ونظراً لعودة الافتتاح التدريجي لممرات السفر بين الدول وتخفيف القيود المفروضة، فإن تجربة المسافرين والربط هي مجالات تنظر إليها الحكومات والمشغلون عبر عدسة جديدة.
وأوضح أن ضمان تجربة سفر آمنة وسلسة وسط استمرار «الجائحة» يعد أولوية قصوى، مشيراً إلى أن القدرات الشاملة التي تتمتع بها «تاليس» يمكن أن تسهم في تحسين عمليات المطارات وتجربة المسافرين. الأمر الذي يجعل من معرض دبي الدولي للطيران فرصة مهمة لعرض الحلول التي من شأنها لعب دور رئيس في تعافي صناعة الطيران.

  • باتريس كين
    باتريس كين

«تاليس الإمارات للتقنيات»
وفيما يتعلق بأعمال الشركة في الإمارات الممتدة لنحو خمسة عقود، قال إن «تاليس» تتمتع بحضور قوي في الإمارات بمشاريع رائدة في مجالات الدفاع والفضاء والطيران والنقل والهوية الرقمية والأمن، إضافة إلى التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مشيراً إلى أنه ولتعزيز هذا الوجود تم عقد شراكة مع مجلس «توازن» الاقتصادي لإطلاق شركة «تاليس الإمارات للتقنيات»؛ بهدف دعم الرؤية الاستراتيجية للدولة فيما يخص تعزيز القدرات الصناعية والابتكار.
وأوضح أنه من خلال الاستفادة من محفظة «تاليس» التكنولوجية، تعزز شركة «تاليس الإمارات للتقنيات» جهود تنويع الاقتصاد المحلي، حيث تكمن قوة «تاليس» في إنشاء أنظمة حيوية، مثل الرادار والاتصالات اللاسلكية وتقنيات الطيران والفضاء الدفاعية. وتقوم الشركة بتوطين عمليات الصيانة والدعم، وتحسين وقت الاستجابة والمرونة في خدمة العملاء. 

مضاعفة الموظفين
وأكد رئيس «تاليس» التزام «تاليس الإمارات للتقنيات» بالاستثمار في رأس المال البشري في الإمارات، من خلال توظيف وتدريب القوى العاملة المحلية ذات المهارات العالية، موضحاً أن «تاليس» تعمل بشكل وثيق مع الهيئات التعليمية والكليات والجامعات لجذب المواهب الوطنية الشابة والاحتفاظ بها.
وقال إن هذا النهج التدريبي سيكون له أثر إيجابي على مجموعة المواهب المحلية في الدولة، بما يدعم مستقبل اقتصاد دولة الإمارات، مشيراً إلى تخطيط الشركة لمضاعفة عدد موظفيها في الإمارات ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث المقبلة مقارنة مع 100 موظف حالياً، مع تشكيل ما يصل إلى 500 وظيفة غير مباشرة في النظام المحلي.

جيل جديد 
فيما يتعلق بدور «الجائحة» في تسريع وتيرة التحول الرقمي في صناعة الطيران، أوضح كين، أن «الجائحة» سلطت الضوء بالفعل على أهمية إيجاد جيل جديد من الحلول لمستقبل سفر مستدام، لافتاً إلى تسارع الطلب على تلبية احتياجات الحماية الإلكترونية والهويات الرقمية الآمنة والتقنيات اللاتلامسية، موضحاً أنه يمكن تركيز احتياجات المطارات في ثلاثة محاور هي الأمن، والكفاءة التشغيلية، والإنتاجية للمسافرين، وينصب التركيز الآن على تلبية الطلب من خلال التحول الرقمي.  وقال إنه وفي حين أن التطورات التكنولوجية في مجالات السلامة والكفاءة التشغيلية والطيران الأكثر مراعاة للبيئة كانت دائماً قيد النقاش والتطوير قبل «الجائحة»، إلا أن الطلب على مثل هذه الحلول شهد نمواً كبيراً للمرحلة القادمة. 

التقنيات المبتكرة
أوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد طورت واحدة من أكثر تجارب السفر الجوي سلاسة، بفضل بنيتها التحتية الشاملة وتوظيفها أحدث التقنيات المبتكرة، مشيراً إلى أنه ومن خلال التخطيط الاستراتيجي واعتماد تدابير السلامة عالمية المستوى ودمج أحدث التقنيات، من المتوقع أن تعود مطارات الدولة إلى كامل طاقتها بحلول نهاية عام 2021، خاصة مع المساهمة التي يقدمها حدث «إكسبو 2020 دبي» لغاية العام القادم في تحفيز الحركة الجوية.

مطارات الإمارات 
وفيما يتعلق باعتماد المطارات وشركات الطيران الإماراتية التقنيات الرقمية والبيومترية لتسهيل السفر، قال كين إن المطارات الإماراتية كانت سباقة في تعزيز تجربة المسافرين وأمن المطارات، من خلال التقنيات الرقمية وسلاسة العمليات، علاوة على ذلك، لا يزال تحسين الترفيه على متن الطائرة أولوية لشركات الطيران والمسافرين. وقد دعمنا خطط الدولة من خلال المساهمة في اعتماد التقنيات الرقمية على أنظمة الترفيه أثناء الطيران وتعزيز أمن المطارات. 

الحياد الكربوني
وفيما يتعلق بالدور الذي ستلعبه التقنيات الحديثة في دعم جهود الدول للوصول إلى الحياد الكربوني، أكد كين أن التقنيات الحديثة تحتل موقع الصدارة في جهود الاستدامة التي تبذلها الدول، حيث تعمل كمسرعات حاسمة لتنفيذ الإجراءات المناخية الوطنية وتحقيق الأهداف العالمية لاتفاق باريس وخطة التنمية المستدامة لعام 2030. 
وأوضح أنه عبر تضافر الجهود الجماعية يمكن الوصول إلى الحياد الكربوني، مشيراً إلى إعلان «تاليس» مؤخراً عن تسريع خطة عمل الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الخاصة بها للمساعدة في بناء عالم أكثر أماناً واخضراراً.
وأشار إلى أن أحد الأهداف الرئيسة لـ«تاليس» يتمثل في مكافحة الاحتباس الحراري، من خلال تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040. وتتوافق أهدافنا مع هدف اتفاقية باريس للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. كما ستبدأ المجموعة اعتماد عمليات  (المبادرات المستندة إلى العلم) لإثبات تقدمها نحو هذه الأهداف.
وقال: «سنركز على تحقيق مبادئ التصميم المراعي للبيئة في 100% من منتجاتنا وخدماتنا الجديدة بحلول عام 2023. ونؤمن بأنه عبر الحوار المُجدي مع موردينا، ودعم جهودهم لتقليل انبعاثات الكربون سنتمكن من الوصول إلى هدفنا المتمثل في خفض الانبعاثات 50% بحلول 2030».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©