عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
يسهم إطلاق شراكة استراتيجية رائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، لتأسيس مشروع مشترك جديد بمعايير عالمية للطاقة النظيفة بقدرة إنتاجية تزيد على 30 جيجاواط من الطاقة المتجددة، في تعزيز مكانة الدولة الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، ويدعم توجّه إمارة أبوظبي لأن تكون مركزاً للهيدروجين الأخضر، لاسيما مع استعداد الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» عام 2023.
وأكد خبراء ومسؤولون بشركات طاقة لـ «الاتحاد»، أن الشراكة الجديدة تواكب التحول بقطاع الطاقة، وتبرز مكانة الإمارات الرائدة في القطاع، ونجاحها في تحقيق التوازن بين النمو المستدام وحماية المناخ، وقدرتها على ابتكار الحلول العملية لخفض الانبعاثات الكربونية، بما يتوافق مع مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأوضح الدكتور علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز، أن الإمارات سباقة في تبني حلول الطاقة النظيفة، مع التركيز على تنويع مصادر الطاقة، لتشمل بجانب النفط والغاز، مشاريع الطاقة الشمسية والنووية.
وأكد أن مثل هذه المشاريع الضخمة توفر المزيد من الفرص الاستثمارية بقطاع الطاقة في الإمارات، ما ينعكس على الأوضاع الاقتصادية ككل، حيث يُعد قطاع الطاقة محرك رئيس لكافة القطاعات الأخرى، فضلاً عن استقطاب استثمارات أجنبية وشركاء استراتيجيين.
وأوضح العامري أن «أدنوك» تمتلك خبرات واسعة في مجال تطوير الهيدروجين، كما تمتلك «طاقة» خبرات في مشاريع مجال الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة، ما يعزز فرص الاستفادة من هذه الخبرات لتنفيذ مشاريع جديدة ومتميزة بقطاع الطاقة النظيفة.
وشهدت الفترة الأخيرة إطلاق الإمارات لبرامج ومشروعات متخصصة لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، لاسيما عقب إعلان مبادلة للاستثمار «مبادلة»، و«أدنوك» وشركة القابضة - ADQ، مطلع العام الحالي تأسيس «ائتلاف أبوظبي للهيدروجين»؛ بهدف ترسيخ مكانة أبوظبي مُصدِّراً موثوقاً للهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه من خلال توظيف تكنولوجيا الطاقة النظيفة، والأزرق، والذي يتم إنتاجه من خلال الغاز الطبيعي.
ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى الجزيري، المدير التنفيذي لشركة «هيتاشي إنرجي» لمنطقة الخليج العربي والشرق الأدنى وباكستان، أن الإمارات تعد من الدول الرائدة بمجال الطاقة، وهو ما تكلل مؤخراً بالإعلان مؤخراً عن استضافة الدولة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» عام 2023.
وأوضح أن الإمارات حققت نجاحات بارزة في إقرار العديد من المبادرات لتقليص الانبعاثات، والتوسع في مشاريع الطاقة النظيفة، واستكشاف الفرص الواعدة بقطاع الطاقة المتجددة، مثل الهيدروجين، مع توالي الكشف عن مشاريع جديدة بالقطاع. وأثناء القمة العالمية للتغير المناخي «COP26» في غلاسكو الشهر الحالي، أعلنت الإمارات خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين، وذلك في إطار تعزيز الحلول المستقبلية لتحديات المناخ العالمية، والتي كان آخرها الإعلان عن مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، والتي تُعد أول مبادرة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متوافقة مع اتفاقية باريس للتغير المناخي.
إلى ذلك، أوضح علاء عمرو مدير المبيعات بالشرق الأوسط وأفريقيا بشركة «ABB» العالمية، أن المشروع الجديد بين «أدنوك» و«طاقة» يؤكد المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال الطاقة، موضحاً أن الإمارات تشهد نقلة نوعية في مجال الطاقة، مع نجاحها في تنويع المصادر، والتي تضم النفط والغاز والطاقة المتجددة والنووية.
