يوسف العربي (دبي)
حققت الإمارات التوازن بين متطلبات السلامة واحتياجات النمو بقطاع الطيران ليتجاوز القطاع التحديات التي فرضتها «الجائحة»، بفضل هذه الإجراءات المتوازنة.
وقال المهندس إسماعيل محمد البلوشي، المدير العام المساعد لقطاع شؤون سلامة الطيران في الهيئة العامة للطيران المدني لـ «الاتحاد»، على هامش مؤتمر الإمارات للجدارة والسلامة الذي بدأ فعالياته في دبي أمس، إن قطاع الطيران في الدولة تجاوز المرحلة الصعبة التي فرضتها تحديات «كورونا»، وشرع بالدخول في مرحلة الربحية.
ولفت إلى أنه خلال «الجائحة» لم تحدث أي حالة إغلاق للشركات الوطنية، وعلى العكس من ذلك دخلت ناقلتان وطنيتان للقطاع ليبلغ مجموع الناقلات الوطنية 6 ناقلات، ما اعتبره دليلاً على انتهاج قطاع الطيران في الدولة للإجراءات الصحيحة التي مكنته من تجاوز الوباء.
تطبيقات المرونة
وقال البلوشي، إن الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات فيما يخص تعامل قطاع الطيران مع «الجائحة» تمت عبر نظام دقيق ومحكم لإدارة المخاطر، من خلال تحقيق التوازن بين حماية سلامة الأفراد والمكتسبات وتحقيق الأهداف الاقتصادية مع منح الأولوية دائماً لحماية الأرواح.
ولفت إلى أن الإجراءات التي انتهجتها الدولة خلال «الجائحة» تمت من خلال التعاون الدولي في منظمات الطيران المدني، حيث تم إصدار 21 تطبيق مرونة على سبيل المثال إرجاء عملية الفحص الطبي الدوري للطيارين الذين لا يقومون برحلات فعلياً. وقال البلوشي: إنه من تطبيقات المرونة الأخرى التي تم تطبيقها تنظيم عملية التدريب على أجهزة المحاكاة خارج الدولة، بحيث يتم جزء منها عن بعد مع تحديد الفئات التي تطلب منها هذا النوع من التدريب،
وأوضح أنه من بين أهم الدروس المستفادة أنه على الرغم من دور الطيران في تقريب العالم، وجعله قرية صغيرة فإنه ساهم في انتشار الوباء، وأكد على أهمية التعاون الدولي.
ولفت أن فترة الوباء شهدت توافقات مهمة مع الدول الإقليمية لمواجهة الوباء.
السلامة والجدارة
وعقدت الإدارة التنفيذية للسلامة والبيئة والجدارة بوزارة الدفاع مؤتمر الامارات للجدارة والسلامة، وهي إحدى الإدارات التنفيذية المختصة بسلامة منتسبين وعتاد وعمليات وزارة الدفاع وكذلك التحقيق في الحوادث.
وتختص هذه الإدارة التنفيذية أيضاً، بوضع اللوائح والقوانين المنظمة للجدارة (Worthiness) وهو أحد العلوم التخصصية الفرعية التي تغطي مدى جدارة وكفاءة منتسبين وعتاد وعمليات وزارة الدفاع.
وتناول المؤتمر الأول للجدارة والسلامة خمس محاضرات تغطي الجدارة والسلامة الجوية، حيث جاءت المحاضرة الأولى بعنوان «العمليات الجوية خلال فترة كورونا»، والتي قدمها المهندس إسماعيل محمد البلوشي، حيث تناول تنوع الإجراءات التي انتهجتها الدول خلال الجائحة من خلال إغلاق وفتح الحدود. وأوضح خلال المحاضرة أنه بمرور الوقت زادت معرفة الدول بكيفية التحكم في انتشار الفيروس، ومن ثم تغير الخطوات المتبعة في مواجهته. وقال إن قطاع الطيران العالمي تأثر بشدة من جائحة «كوفيد - 19»، حتى قاربت معدلات الأداء في ذروة الإغلاقات التامة إلى المستويات الصفرية، حيث يتأثر القطاع بطبيعته بالإجراءات والقرارات التي تتخذها الدول في الداخل الخارج.
وتناول المحاضرة الثانية بعنوان «العوامل البشرية المتعلقة بحوادث الطيران»، والتي ألقاها العقيد لورانس نيكسون، نائب رئيس مركز سلامة القوات الجوية الأميركية، حيث سلط الضوء على فعالية أنظمة المراقبة وتحليل البيانات والخروج بالتوصيات الدورية بطريقة استباقية بحتة.
وأكد على استخدام مركز سلامة القوات الجوية الأميركية نظام بيانات أمن قائم على السحابة وإعداد تقارير الحوادث المعيارية لجميع تحقيقات السلامة وتحليل اتجاهات الحوادث وإدارة برامج السلامة. وسلط الضوء على برنامج عمل سلامة الطيارين (ASAP)، والذي يتضمن الإبلاغ عن المخاطر أو الأخطاء التي أبلغ عنها الطيارون في أي وقت وفي أي مكان عبر تنزيل تطبيق Airman Safety على الجهاز الشخصي أو الوصول من خلال موقع الويب. ويسمح النظام للطيارين بمشاركة الدروس المستفادة عبر المجتمعات للمساعدة في بناء ثقافة سلامة استباقية.