دبي (وام)
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن معرض دبي للطيران يُعد الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة، وأحد أكثر المعارض نجاحاً على مستوى العالم، وأسهم في جمع أبرز الخبراء في مجال الطيران التجاري وطيران الأعمال وقطاع الدفاع لعرض الرؤى المتعلقة بمستقبل صناعة الطيران العالمية.
جاء ذلك في كلمة لسموه ألقاها نيابة عنه معالي محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع، أمس، في افتتاح الدورة العاشرة من مؤتمر دبي الدولي لقادة القوات الجوية «DIACC» بدبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إيذاناً ببدء الدورة الـ17 من معرض دبي للطيران 2021، لمناقشة آخر تطورات التقنيات الدفاعية الجوية العالمية.
وقال معالي محمد بن أحمد البواردي: «إن النسخة الأولى من المؤتمر انطلقت في عام 2003 على هامش الدورة الثامنة من معرض دبي للطيران، فيما تعد النسخة الحالية من المؤتمر الأكبر على الإطلاق باعتبارها أكبر تجمع دولي لرؤساء أركان القوات الجوية والقادة والمديرين التنفيذيين من شركاء الصناعة في العالم»، واصفاً المؤتمر بأنه نقطة التقاء رئيسية لقطاع القوات الجوية العالمي.
وأضاف أن معرض دبي للطيران أسهم منذ انطلاقه عام 1989 في تحقيق تطور واسع في القطاع الجوي في مختلف أنحاء العالم فيما انعكست كل الأفكار والاهتمامات التي نوقشت في الدورات السابقة على تطور الطائرات والتكنولوجيا المرتبطة بها إلى جانب كشفه عن تقدم صناعات تكنولوجيا الطيران لدى القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم.
الأهداف والمصالح
وقال إن وحدة الأهداف والمصالح التي تجمعنا كأصدقاء وحلفاء ينبغي أن تكرس جهودنا الجماعية وقدراتنا الإبداعية لحل تحديات المستقبل وخدمة الأمن والاستقرار في بلداننا، مؤكداً أن الإمارات موطن الإبداع والابتكار والتقنيات المتقدمة والمكان الذي يمكن فيه التغلب على التحديات، وتحقيق جميع الأحلام.
وأشار معاليه إلى الدولة تعمل بكل طموحاتها خاصة مع وصول مسبار الأمل إلى مداره حول المريخ، وقال: «نستعد لمزيد من الابتكارات في مجال الفضاء وتستضيف الإمارات حاليا معرض (إكسبو 2020 دبي) الذي يعد منصة تجمع العقول والمواهب المبتكرة معاً من جميع أنحاء العالم في مكان واحد و ندعوكم إلى زيارته».
وقال معاليه: «إن الوحدة قيمة راسخة في ثقافة دولة الإمارات، وهي القوة التي دفعت قيادتنا للعمل يداً بيد، ومكنت آباءنا المؤسسين في مثل هذا الوقت قبل 50 عاماً من إقامة دولة الاتحاد.. وفي هذا العام، سنحتفل باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، ونستعد للسنوات الخمسين المقبلة بخطط طموحة وحماس أكبر».
84 ألف زائر
من جهته، قال اللواء الركن طيار راشد محمد الشامسي، نائب قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في القوات المسلحة: «إن المؤتمر والمعرض ساهما في استقطاب أكثر من 84 ألف زائر من 140 بلداً خلال الدورة السابقة إلى جانب مشاركة 1200 عارض و1400 إعلامي، وتحقيق صفقات وتعاقدات ضخمة والدورة الحالية تشهد ارتفاعاً في أعداد المشاركين ما يعزز من التبادلات الصناعية والاقتصادية في ذلك القطاع الحيوي».
وأكد أن المناقشات العملية والمتعلقة بقطاع الطيران ساهمت في ابتكار تطبيقات ذكية تخدم بصورة رئيسية قطاع الطيران والدفاع الجوي والتي امتدت لتخدم قطاع الفضاء.
وأشار إلى أن تضافر الجهود العالمية عزز من دمج الابتكارات وتحقيق مزيد من الاكتشافات العلمية التي تخدم قطاعات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات الاستشعار عن بُعد وجميعها تخدم قطاع الطيران والأنظمة المأهولة وغير المأهولة.
3 جلسات نقاشية
ويشكل المؤتمر فرصة فريدة لصناع القرار وقادة القوات الجوية والدفاع الجوي للالتقاء ومناقشة أحدث التطورات في مجالات التخطيط الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي وتقنيات الطائرات، لتحقيق التوازن بين حلول التكنولوجيا المتقدمة والتقليدية.
وسلط المتحدثون الضوء على آخر الابتكارات في مجال الدفاع الجوي. وشهد المؤتمر 3 جلسات نقاشية تحدث فيها القادة والمسؤولون المختصون في مجال الدفاع الجوي عن سبل التعاون بين مختلف الدول المشاركة والاستراتيجيات المتعلقة بأنظمة الدفاع والأمن السيبراني وغيرها من الأمور التقنية المتعلقة بقطاع الطيران. وركزت الجلسة الأولى على «الهيمنة المعلوماتية: توظيف استراتيجية عمليات شاملة في جميع المجالات»، وتضمنت متحدثين من كبار القادة وهم اللواء تشارلز كيو. براون جونيور رئيس هيئة الأركان في سلاح الجو الأميركي واللواء الركن طيار إبراهيم ناصر العلوي وهو قائد القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، وترأسها مايك شوميكر، نائب الأميرال «متقاعد» في البحرية الأميركية، ونائب رئيس قسم برامج العملاء F35 في شركة لوكهيد مارتن.
أمن المعلومات
وتناول اللواء تشارلز كيو. براون جونيور، رئيس هيئة الأركان في سلاح الجو الأميركي موضوع «اغتنام ميزة المعلومات: توظيف استراتيجية عمليات شاملة لمواجهة أي تهديد مستقبلي»، وتطرق إلى المتغيرات الجديدة لقوة المعلومات وأهميتها في النهج المتكامل للعمليات المشتركة متعددة المجالات في مختلف تفرعات القوات الجوية. وعرض الفريق ج. د. دينيس لوت، قائد القوات الجوية الملكية الهولندية، وجهات نظر استراتيجية حول «أجهزة الاستشعار المترابطة: دمج القدرات الفضائية والإلكترونية المستقبلية في العمليات في جميع المجالات. واختتم اللواء الركن طيار إبراهيم ناصر العلوي، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي بدولة الإمارات الجلسة الأولى بمحاضرة حول «أمن المعلومات: معالجة أمن العمليات متعددة المجالات (MDO) وتحديات مصداقية المعلومات». واستعرض التحديات الاستراتيجية المتعلقة بدقة المعلومات وأمنها في العمليات متعددة المجالات»، وأكد ضرورة تركيز القوات الجوية استراتيجيا على التحديات المعقدة لحماية المعلومات.
الهيمنة المعلوماتية
وأعقب هذه المحاضرات الثلاث حلقة نقاش تفاعلية برئاسة شوميكر تضمنت حاجة القوات الجوية إلى كيفية إعادة التفكير وتحديد أولويات المناهج في البحث عن الهيمنة المعلوماتية. وتحدث في الجلسة الثانية تحت عنوان: «القيادة والتحكم المشترك في جميع المجالات: بناء شبكة قتالية صلبة ومرنة»، ثلاثة متحدثين رفيعو المستوى هم الفريق آل د. مينزنغر قائد سلاح الجو الملكي الكندي، واللواء جيري ماهيو نائب قائد العمليات في سلاح الجو الملكي البريطاني، والفريق جريجوري جيلوت قائد القوة الجوية التاسعة (القيادة المركزية لسلاح الجو الأميركي)، جنوب غرب آسيا. و ترأس جون نورمان هذه الجلسة وهو لواء (متقاعد) في سلاح الجو الأميركي ونائب رئيس قسم متطلبات وقدرات القوة الجوية في شركة رايثيون في قسم الصواريخ والدفاع والتكنولوجيا. واستهلت الجلسة الثانية بمحاضرة للفريق آل د. مينزنغر، قائد سلاح الجو الملكي الكندي الذي ناقش نظرية «التغلب على التحديات العملياتية في بيئة مشتركة ومترابطة»، وركز على العوامل البشرية والتحديات المتعلقة بالعمل في بيئة تقنية عالية.
85 ألف زائر متوقع
ينطلق اليوم معرض دبي للطيران 2021، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والشركات الرائدة والناشئة في قطاعات الطيران والفضاء والدفاع، حيث من المتوقع أن تكون نسخة المعرض هي الأضخم منذ انطلاقه في العام 1989، باستقبال 85 ألف زائر.
وتشهد نسخة هذا العام من معرض دبي للطيران مشاركة أكثر من 1200 عارض من بينهم أكثر من 370 عارضاً يشاركون للمرة الأولى في المعرض، إلى جانب مشاركة وفود مدنية وأخرى عسكرية من أكثر من 140 دولة، وسيضم المعرض 20 جناحاً للدول المشاركة من بينها دول تشارك لأول مرة وهي جمهورية التشيك، وبلجيكا، والبرازيل، وإسرائيل، وسلوفاكيا.