دبي (الاتحاد) افتتح عمر أحمد صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، قمة تكنولوجيا الأغذية على هامش معرض جلفود للتصنيع بدبي، مشيراً إلى تركيز حكومة دولة الإمارات على قطاع تصنيع الأغذية في إطار مشروع 300 مليار الممتد لعشر سنوات، والذي يهدف إلى تطوير وتحفيز الصناعة في دولة الإمارات، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2031، مؤكدا أن الوزارة تسعى إلى احتضان الاستثمارات المحلية واستقطاب المبتكرين والشركاء العالميين من روّاد التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد خبراء مشاركون في القمة ضرورة تعزيز أوجه التعاون بين الجهات المعنية لمواكبة التحولات الجذرية في القطاع، خاصةً بالنظر لأهميته المتزايدة كأحد أولويات الاستراتيجية الوطنية للصناعة في الإمارات.
وتمحوّر اليوم الأول من القمة حول موضوع مرونة قطاع الأغذية والمشروبات، حيث أكدت أبرز شركات القطاع في الإمارات أهمية التعاون على مستوى القطاع، بدءاً من المنتجين الزراعيين وتجار الجملة والموزعين إلى تجار التجزئة والعملاء، لدعم القطاع من خلال النهوض بسلسلة التوريد والتركيز على شؤون الاستدامة وسلامة الأغذية.
ضرورة التغيير
أشار الخبراء إلى الدروس المستفادة من أزمة كوفيد-19، وأجمع المشاركين على ضرورة الإسراع بالقيام بمزيدٍ من الإجراءات الكفيلة بالتأقلم مع التغيرات التي يشهدها القطاع لتحقيق النجاح.
ويوضح أنانيا نارايان، العضو المنتدب لشركة هنتر فودز التي تصدّر منتجاتها اليوم إلى 46 دولة من الإمارات: "نشهد مرحلةً من التحولات المتواصلة، والتي تدفع جميع العاملين في القطاع إلى التكيّف معها أو الفشل في مواكبتها. ويحمل التغيير فرصاً واعدة، لكن لا يمكننا مواصلة العمل بنفس الأسلوب السابق. وسنكون قادرين على تحقيق النجاح خلال العقد القادم وما يليه، في حال سارعنا إلى تلبية متطلبات القطاع بشكلٍ صحيح".
بدوره، يبيّن أحمد الشال، أمين عام شركة دانون في الشرق الأوسط، حاجة القطاع إلى التأقلم مع التحديات العديدة التي تواجهه اليوم: "ينبغي أن نتحلّى بمزيدٍ من المرونة والقدرة اللازمة على التكيف مع التغييرات".
ويؤكد حسن صافي، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في مزارع العين، أن التغيير يجب أن يشمل منظومة القطاع بأكملها، موضحاً: "يتعيّن على جميع الجهات المعنية بما فيهم العملاء التعاون معاً خلال هذه المرحلة، مع التأكيد على دعم المبادرات المستدامة".
وأوضح السيد صافي إمكانية تعزيز نجاح مبادرة مزارع العين لتوفير الحليب في عبوات زجاجية من خلال التعاون بشكلٍ أفضل بين تجار التجزئة والعملاء، مضيفاً: "يتطلب تحقيق الاستدامة من عملية الإنتاج وحتى الاستهلاك تعاوناً بين جميع الأطراف المعنية".
انتشار العلامات التجارية الخاصة
أجمع الخبراء الثلاثة أن العملاء هم من يقودون اليوم موجة التغيير، ويركزون عند شراء الطعام بشكلٍ أكبر على موضوع الاستدامة والغذاء الصحي. وكشف السيد صافي عن توجه العملاء المتزايد نحو الأغذية العضوية بعد انتشار كوفيد-19، بدون إغفال أهمية الأسعار المدروسة، ما "دفع مشغلي المتاجر العادية والمتاجر الضخمة إلى التوجه أكثر نحو العلامات التجارية الخاصة". ويتوقع السيد صافي حدوث تحولٍ كبير نحو الاعتماد على الزراعة العمودية والتكنولوجيا الزراعية.
ومن المقرر إقامة اليوم الثاني من قمة تكنولوجيا الأغذية يوم الإثنين تحت عنوان "الابتكار والإنتاج المشترك"، والذي سيناقش فرص وتحديات البيع بالتجزئة والعلامات الخاصة.