حسونة الطيب (أبوظبي)
مغربي كندي، ولد في مدينة فاس، ونشأ وترعرع في جنوب فرنسا، هاجر إلى أميركا إثر حصوله على منحة دراسية في جامعة كورنيل في نيويورك، بيد أنه تركها ليدرس في جامعة مكجيل في مدينة مونتريال الكندية، حيث استقر بالمدينة ليؤسس واحدة من أكبر وأرقى شركات الأحذية في العالم.
لم يقصد ألدو بن سعدون، أن يسلك مسار والده الذي كان يعمل بائعاً للأحذية بالتجزئة في المغرب وفرنسا، أو جده الذي كان يعمل إسكافياً في الجزائر، لكنها الأقدار التي حتمت عليه البقاء في مسيرة الآباء.
شهد عام 1972، مولد الشركة العالمية العملاقة، التي تمكنت من تحقيق النمو بسرعة كبيرة، مع ما يقارب 3 آلاف متجر منتشرة في نحو 100 بلد حول العالم، تحت ثلاث علامات تجارية ألدو وسبرينج وجلوبو. ويبلغ عدد زوار متاجر الشركة، نحو 200 مليون مستهلك سنوياً. وتشمل منتجات الشركة، جميع الأنواع الرسمية والعادية من الأحذية، التي تناسب جميع الأعمار. وتقوم الشركة، بإنتاج الإكسسوارات للجنسين، بجانب صناعة الأحذية.
تتميز أحذية ألدو، بخفة وزنها وجودة أنواع الجلد المستخدم في صناعتها والتي لا تسبب الحساسية أو التعرق، نتيجة للبطانة المصنوعة من القماش أو الجلد الخفيف، فضلاً عن أنها مقاومة للماء الذي لا يسبب أي نوع من التلف لها.
أثبتت شركة ألدو، أنه من الممكن تحقيق النجاح في أقصر وقت ممكن، خاصة مع توفر المهارات الإدارية، والأخذ في الاعتبار تفضيلات وأذواق المستهلك وتوجهات الموضة. تتعاون الشركة، مع أرقى بيوت الأزياء حول العالم مثل، باريس وطوكيو ولندن وميلانو، وغيرها. وبعد انطلاقها من مركز لو شاتو التجاري في مدينة مونتريال عام 1972، توسعت ألدو في أميركا خلال 1993، لتحقق إيرادات بعد أربعة عقود على إنشائها، قدرها 1.8 مليار دولار بحلول عام 2012. وضعت الشركة مؤخراً، خطة طموح ترمي لمضاعفة مبيعاتها السنوية، لنحو 4 مليارات دولار سنوياً في غضون 5 سنوات، بالإضافة لمضاعفة عددٍ محالها في منطقة الشرق الأوسط.
ومجاراة لتوجهات العصر وتلبية متطلبات العملاء، تقوم ألدو بتصميم وصناعة وتوزيع منتجاتها من الأحذية في غضون أسابيع قليلة، ما يقطع الطريق أمام دخول الوسطاء.
وعلى صعيد العمل الخيري، تبرع ابن سعدون، الذي تقدر ثروته بنحو 1.14 مليار دولار، بمبلغ 25 مليون دولار لجامعة ماكجيل، بغرض إنشاء معهد ابن سعدون لتجارة التجزئة، ليكون بمثابة مركز للإبداع والتفوق في عالم تجارة التجزئة. كما أسهمت الشركة، في جمع 10 ملايين دولار لمحاربة مرض الإيدز في 1985. كما حصل ابن سعدون، على وسام كندا، وعلى وسام مونتريال ووسام كوبيك الوطني.