رشا طبيلة (أبوظبي)
تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات وبريطانيا ازدهاراً ونمواً وشراكات مثمرة في مختلف القطاعات، الأمر الذي يعكس قوة العلاقات ومتانتها بين البلدين منذ عقود.
فالأرقام الرسمية والبيانات الاقتصادية تؤكد عمق العلاقات، فحجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين ارتفع بنسبة %85 خلال العقد الماضي، من 19.8 مليار درهم عام 2010، إلى 36.6 مليار درهم بنهاية العام 2019 بإجمالي 389.5 مليار درهم، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد.
أشارت بيانات وزارة الاقتصاد حول التجارة الخارجية، إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وبريطانيا ارتفع في العام 2011 إلى 33.3 مليار درهم، مقارنة مع 19.8 مليار درهم عام 2010، ثم يواصل الارتفاع إلى 34 مليار درهم في 2012، ثم يتضاعف إلى 60.6 مليار درهم في العام 2013، ويبلغ 46.89 في العام 2014، و42.59 في العام 2015، ثم 36.3 مليار درهم في 2016، و37.9 مليار درهم في 2017، ثم 41.441 مليار درهم في 2018.
وتشير البيانات إلى أن التجارة غير النفطية بين الإمارات وبريطانيا في عام 2019 والتي بلغت 36.6 مليار درهم، منها 27% صادرات ومنتجات معاد تصديرها، حيث بلغ حجم التصدير 2.1 مليار درهم، بينما بلغ حجم إعادة التصدير 7.7 مليار درهم.
الاستثمار البريطاني
خلال السنوات الخمس الماضية، شهدت العلاقات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين المزيد من المتانة والقوة، حيث بلغ عدد الشركات البريطانية المسجلة في الإمارات 337 شركة، فيما بلغ عدد العلامات التجارية المسجلة في الإمارات حتى نهاية 2019 نحو 19.668 علامة تجارية، بينما بلغ عدد الوكالات التجارية البريطانية المسجلة في الإمارات 807 وكالات، وتقدّر البيانات إجمالي الاستثمارات البريطانية في الإمارات 72.5 مليار درهم.
وأشارت بيانات الوزارة إلى أن أهم القطاعات التي تستثمر فيها الشركات والوكالات والعلامات البريطانية في الإمارات هي 15 قطاعاً ونشاطاً تتمثل في الأنشطة المالية والتأمين والتعدين والأنشطة العقارية، وتجارة الجملة والتجزئة، وإصلاح المركبات، والأنشطة المهنية والتقنية والصناعة التحويلية، إضافة إلى إمدادات الكهرباء والغاز والتشييد والبناء والنقل والتخزين وأنشطة خدمات الإقامة والطعام، فضلاً عن المعلومات والاتصالات والخدمات الإدارية، وإمدادات المياه، وإدارة النفايات ومعالجتها، والتعليم، والأنشطة في مجال صحة الإنسان والعمل الاجتماعي.
الاستثمار الإماراتي
ويقدر حجم الاستثمار الإماراتي المباشر في المملكة المتحدة بنحو 58.8 مليار درهم، وتتمثل قطاعات الاستثمار الإماراتي في المملكة المتحدة في نحو 19 قطاعاً ونشاطاً، وهي صناعة مكونات هياكل الطائرات وصناعة الزجاج والخزف والسيراميك وتوفير الخدمات اللوجستية، وخدمات الشحن والنقل، وتنظيم المعارض والمؤتمرات، إضافة إلى تشغيل وتنمية المناطق الصناعية والاقتصادية وتشغيل وإدارة الموانئ والصرافة والعملات الأجنبية وتحلية ومعالجة المياه وتجارة الجملة لمنتجات الاتصالات وإنتاج الغاز، فضلاً عن النقل الجوي للركاب والبضائع والقطاعات الترفيهية والرياضية والأنشطة العقارية والفنادق والمطاعم، وتوليد الطاقة، والسياحة والسفر، والتنظيم والتخطيط والإشراف على تطوير وتعزيز قطاع السياحة والتكنولوجيا المتطورة وتكنولوجيا المعلومات.
وتأتي دولة الإمارات ضمن قائمة أهم 27 دولة مستثمرة في بريطانيا وبنسبة مساهمة تصل إلى 80% من إجمالي الاستثمار العربي هناك حتى نهاية 2018، فيما يصل عدد أهم الشركات الإماراتية المستثمرة في بريطانيا إلى 46 شركة.
وتعد الإمارات أكبر سوق للصادرات البريطانية في المنطقة، والرابعة عالمياً خارج الاتحاد الأوروبي، كما أنها تستحوذ على 40% من إجمالي حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا.
وكانت حكومتا دولة الإمارات والمملكة المتحدة اتفقتا نهاية العام الماضي على برنامج تعاون اقتصادي وتجاري واستثماري مشترك للمرحلة المقبلة، يتضمن 9 محاور رئيسة، وعدداً من الآليات وخطط الشراكة التي تصب في تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين ودعم استراتيجيات التنمية المستدامة فيهما، خلال اجتماعات الدورة السادسة للجنة الاقتصادية الإماراتية البريطانية المشتركة، والتي انعقدت على المستوى الوزاري.
بريطانيا تتصدر أسواق السياحة بالإمارات
أشارت بيانات الدوائر الرسمية السياحية في الدولة إلى أن السوق البريطاني منذ سنوات يعد واحداً من أهم الأسواق الخارجية المصدرة للسياح لدولة الإمارات، وعادة ما يكون السوق البريطاني في قائمة أول خمسة أسواق رئيسة للسياح القادمين إلى الدولة.
وبحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، فإنها أظهرت أهمية السوق البريطاني كواحد من أهم الأسواق المصدرة للزوار لدبي، حيث هي ضمن أكبر ستة أسواق وهي الهند، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، وسلطنة عُمان، والصين، وروسيا التي صدّرت جميعها أكثر من 7 ملايين زائر في عام 2019.
وبحسب دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، فإن المملكة المتحدة أيضاً تعد في صدارة الأسواق الخارجية المصدرة للزوار لأبوظبي، إلى جانب الهند والصين والولايات المتحدة.
كما واصلت الإمارات المحافظة على مكانتها كأكثر الوجهات المفضلة في المنطقة للزوار البريطانيين، حيث تستعد لاستقبال نحو 2.23 مليون زائر بريطاني عام 2023، بحسب تقرير سابق لسوق السفر العربي.