شريف عادل (واشنطن)
مع انتشار متحورات جديدة لفيروس كوفيدـ 19، تعطلت سلاسل الإمداد التي تقوم عليها الصناعات الأميركية، لتستمر أزمة أشباه الموصلات التي ضربت العديد من القطاعات قبل عدة أشهر، وتسببت في تراجع الإنتاج في واحدة من أهم الصناعات في الولايات المتحدة، وهي صناعة السيارات.
وانخفضت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس لتسجل 13.09 مليون سيارة، في أسوأ شهر لها منذ شهر يونيو من العام الماضي، بانخفاض بنسبة تقترب من 30% من أعلى مستوى لها والذي تم تسجيله خلال شهر أبريل من العام الحالي، والذي شهد بيع ما يقرب من 18.5 مليون سيارة، وذلك على الرغم من النشاط الذي يشهده عادة شهر أغسطس في مبيعات السيارات، إلا أن أزمة أشباه الموصلات كانت لها الكلمة العليا هذا العام.
وبخلاف تعطل توريد الشرائح من الصين منذ ظهور فيروس كوفيد-19 الذي ضرب بلدان العالم العام الماضي، وعطل سلاسل الإمداد، تسبب حريق في واحد من أكبر مصانع تلك الشرائح في اليابان في تعقيد الأزمة واستمرارها حتى الوقت الحالي.
وتشهد أسعار السيارات في الفترة الأخيرة في الولايات المتحدة ارتفاعات جنونية، بسبب ندرة المعروض منها، سواء الجديدة أو المستعملة، بسبب عدم توفر الشرائح ومن ثم تراجع الإنتاج.
ويوم الخميس الماضي، أعلنت شركة جنرال موتورز إيقاف الإنتاج في مصنعيها الرئيسيين المتخصصين في تصنيع سيارات النقل الصغيرة في ولايتي نيو مكسيكو وإنديانا من طراز جي إم سي سييرا وشيفروليه سيلفيرادو، إضافة إلى ثلاثة مصانع أخرى كانت قد أغلقت أبوابها قبل أيام، ولمدة أسبوعين، حتى تتحرك المياه في بحيرة أشباه الموصلات الراكدة.
ولم تكن جنرال موتورز وحدها المتأثرة بالأزمة، حيث أعلنت شركة فورد تخفيض إنتاجها من سيارات النقل الخفيف لمدة ثلاثة أسابيع، اعتباراً من الأسبوع القادم. وقالت الشركة إنها ستوقف إنتاجها من السيارة F-150 ذات الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة من مصنع الشركة في مدينة كانساس بولاية ميسوري، وتخفض إنتاجها بأكثر من 60% من مصنعها بولاية ميشيجان، وذلك بعد أن قررت تشغيل مصنعها بولاية كنتاكي لورديتين فقط بدلاً من ثلاثة.
وتسببت أزمة أشباه الموصلات، التي أصبحت ضرورية لصناعة السيارات، كونها تدخل في صناعة كل شيء تقريباً، بداية من محركات السيارات والوسائد الهوائية وحتى الشاشات التي تعمل باللمس، في تراجع الإنتاج لدى شركات السيارات الأميركية، حيث خسرت جنرال موتورز إنتاج ما يقرب من 325 ألف سيارات بسبب نقص أشباه الموصلات. وفي شهر أبريل الماضي، ولنفس السبب، أعلنت فورد توقعها تراجع إنتاجها بأكثر من مليون سيارة خلال العام الحالي، ويوم الخميس، قالت الشركة إن مبيعاتها انخفضت خلال شهر أغسطس المنتهي بنسبة 33% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، بسبب أزمة نقص الشرائح.