دبي (الاتحاد) حددت مؤسسة جارتنر في تقرير "هايب سايكل للتقنيات الصاعدة 2021" أهم ثلاثة توجهات ستحفز الشركات إلى اكتشاف التقنيات الصاعدة، مثل السحابة السيادية والذكاء الاصطناعي الابتكاري ونسيج البيانات، لمساعدتها على اكتساب ميزات وقدرات تنافسية فارقة في عالم اليوم.
وقال فيليب داوسون، نائب رئيس الأبحاث لدى جارتنر: "إن "تقرير هذا العام يمنح رؤية شاملة عن الاتجاهات التقنية الصاعدة التي يجب على الشركات تتبعها، فضلا عن تقنيات محددة ينبغي مراقبتها عن كثب من منظور بناء الثقة وتعزيز النمو وصناعة التغيير".
ويوفر تقرير التقنيات الصاعدة رؤى معمقة عن أكثر من 1500 من التقنيات وتقديمها على شكل مجموعة موجزة من التقنيات والتوجهات الصاعدة التي لا غنى عن معرفتها، والواعدة بتحقيق درجة عالية من التميز التنافسي على مدى الخمس إلى العشر سنوات المقبلة.
أهم ثلاثة توجهات لاعتماد التقنيات الصاعدة:
بناء الثقة
يستدعي بناء الثقة في عالم الأعمال إرساء الأمن والمصداقية، ويمكن لهذا المفهوم أن يطال صُنع الابتكار باعتباره نواة وأساس مرن لتقديم قيمة ملموسة من الأعمال. ويجب أن يتكون هذا الأساس المرن من ممارسات وابتكارات عملية قابلة للتوسيع، أثبتت نجاعتها وموثوقيتها وإمكانية تكرارها وبناءها.
فعلى سبيل المثال، يخضع حاليا سوق مزودي الخدمات والتقنيات السحابية والرقمية إلى سيطرة شركات من الولايات المتحدة وآسيا. وبالنتيجة، تلجأ شركات أوروبية إلى تخزين بياناتها في تلك المناطق الجغرافية، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من عدم الارتياح السياسي إضافة إلى مخاوف حيال مسألة التحكم بالبيانات والامتثال للوائح التنظيمية المحلية. ولذلك تستطيع الدول بسط سيادتها الرقمية على البيانات مع تقنية السحابة السيادية، والتي بدورها تقدم الإطار القانوني لأجل تطبيق ضوابط حماية البيانات ومتطلبات إقامة البيانات في الدول والسياسات الحمائية وجمع المعلومات.
ويأتي من بين التقنيات التي يجب متابعتها لأجل بناء الثقة في عالم الأعمال، تقنية السحابة السيادية، وتقنية التحقق من الأصول الرقمية الفريدة، وتقنية التشريعات المقروءة آليا، والهوية الشخصية اللامركزية، والتمويل اللامركزي، وتقنية حوسبة البيانات دون فك تشفيرها، والمعالجة الفعالة للبيانات الوصفية، وتقنية نسيج البيانات، وتطبيقات التواصل بين الموظفين ومراكز الاستجابة للأحداث لحظة بلحظة.
تعزيز النمو
بعد الانتهاء من بناء نواة الأعمال القائمة على مبدأ إرساء الثقة يصبح المجال مفتوحا لحدوث النمو والتعافي. ويجب على الشركات في هذا السياق الموازنة بين المخاطر التكنولوجية ورغبة المغامرة في الأعمال لضمان إمكانية تحقيق أهدافها على المدى القريب. وبمجرد توسع نواة الأعمال المدفوعة بالابتكار يبدأ عندها النمو بالتسارع ليطال تقديم الخدمات والمنتجات وقيمتها.
على سبيل المثال، تستخدم اليوم شركات الأدوية الذكاء الاصطناعي الابتكاري للمساعدة على خفض النفقات وتقليل الوقت اللازم لاكتشاف أدوية جديدة. وتتوقع جارتنر أنه بحلول 2025 سيتولى الذكاء الاصطناعي الابتكاري اكتشاف ما يزيد عن 30 بالمئة من المواد والأدوية الطبية. ولن يقف الذكاء الاصطناعي الابتكاري عند حد تسريع عملية التصميم في كثير من المجالات بل بإمكانه كذلك "اختراع" تصاميم جديدة كليًا قد يفوّتها البشر من دونه.
ولأجل تعزيز النمو، ينبغي على الشركات استكشاف التقنيات الصاعدة التالية: تقنية التجارب المتعددة والسحابة الصناعية والابتكار المعزز بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الكمومي والذكاء الاصطناعي الابتكاري والبشر الرقميين.
صناعة التغيير
تقليديا يرتبط التغيير بحدوث الفوضى والاضطرابات، لكن أصبح بإمكان الشركات الاستفادة من الابتكار لأجل صناعة التغيير ذاته وإحلال النظام محل الفوضى. ويكمن فن صناعة التغيير في القدرة على استشراف الحاجة إلى التغيير وضبط حدوثه تلقائيا وبأسلوب دقيق.
مثلا، أثبتت تطبيقات الأعمال المؤلفة من مكونات مستقلة نجاحها في تلبية الاحتياجات التشغيلية ضمن مشهد يعج بالمتغيرات المستمرة. والأعمال التكوينية القائمة على تقنية المكونات المستقلة في التطبيقات والمؤسسة على إعمال هذا المبدأ في التفكير، تُمكّن الشركات من المسارعة إلى اقتناص الفرص والاستفادة منها، والاستجابة بمنتهى المرونة للمتغيرات وتداعياتها الطارئة، فضلا عن تلبية متطلبات العملاء المتغيرة دوما بسرعة والمحافظة على ولائهم.