شريف عادل (واشنطن)
بارتفاعات بسيطة تم تحقيقها في الدقائق الأخيرة من تعاملات يوم الجمعة، تمكن مؤشرا دو جونز الصناعي وإس آند بي 500 إنهاء آخر أيام الأسبوع على مستويات قياسية جديدة، لم تعد تمثل أي مفاجأة للأسواق، بعد أن اقتربت الإغلاقات القياسية التي تم تحقيقها للمؤشرَيْن منذ بداية العام الحالي من مائة، ومازالت نتائج أعمال الربع الثاني للشركات تحمل أخباراً إيجابية، سواء من حيث الإيرادات أو من حيث الربحية.
ولليوم الرابع على التوالي، أنهى مؤشر إس آند بي تعاملاته على مستوى قياسي، رغم النطاق الضيق الذي تحرك فيه في يومٍ غابت عنه الأخبار المؤثرة. وبعد تسجيله الإغلاق القياسي رقم 48 هذا العام، الذي لم يمض منه إلا سبعة أشهر ونصف، اقترب المؤشر الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأميركي من ضعف أقل نقطة وصل إليها خلال فترة احتدام أزمة فيروس كوفيد-19 وانتشاره في الأراضي الأميركية قبيل نهاية الربع الأول من العام الماضي.
وخلال تعاملات الجمعة، ارتفع مؤشر إس آند بي بنسبة 0.16%، ومؤشرا داو جونز وناسداك بنسبة 0.04%، وكان أهم الأحداث ارتفاع سهم ديزني بنسبة 1% بعد الإعلان عن إضافة الشركة 12 مليون مشترك جديد، لتضاعف عدد المشتركين في خدماتها في أقل من عام، وتتفوق على كل منافسيها بإجمالي 116 مليون مشترك، يدفع أقل واحد فيهم نحو 5 دولارات شهرياً.
وأرجع محللون محدودية الارتفاع يوم الجمعة إلى صدور تقرير عن معنويات المستهلكين يوم الجمعة من جامعة ميشيجان، وإظهاره تراجعها إلى أدنى مستوى لها فيما يقرب من عشر سنوات. وقال مات مالي، كبير استراتيجي الأسواق لدى شركة ميلر تاباك لإدارة الأصول، في لقاء تليفزيوني مع قناة بلومبرج «إنه يوم جمعة صيفي هادئ، بعد بيانات معنويات المستهلكين وبعد إعلان أغلب الشركات عن نتائج أعمال الربع الثاني، وبالتالي هي فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ماراثون جيد».
ورغم تراجع معنويات المستهلكين، التي أرجعها كثيرون لارتفاع الأسعار وتجاوز معدل التضخم 5% لأول مرة في أكثر من ثلاثة عقود، كما انتشار متحور دلتا وتسببه في ارتفاع حالات الإصابة من جديد في الولايات المتحدة، توقعت شركة البنية التحتية وبيانات الأسواق العالمية ريفينيتيف ارتفاع أرباح الشركات الأميركية هذا العام بمتوسط 92.9% مقارنة بالعام الماضي. وحتى الآن، أعلنت 90% من تلك الشركات نتائج أعمال الربع المنتهي، وفاقت أرباح 88% منها توقعات المحللين. وعلى نحو متصل، نشرت وكالة بلومبرج يوم الأربعاء تقريراً قالت فيه أن أسوأ أيام انتشار الوباء انتهت بالفعل، وأوضحت أن العديد من الشركات الأميركية بدأت زيادة إنفاقها الاستثماري بعد توقفه التام العام الماضي. وقالت الوكالة إن إجمالي ما أنفقته تلك الشركات مجتمعة، باستبعاد المؤسسات المالية والبنوك، يتجاوز 30 مليار دولار، في إشارة على تحسن حالة الاقتصاد كما تراه تلك الشركات.