عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
بينما تستأثر المستويات القياسية المتتالية لمؤشرات الأسهم الأميركية، والقفزات الأخيرة في أسعار العملات المشفرة، باهتمام المستثمرين في أميركا وحول العالم، تشهد أسعار العقارات في الولايات المتحدة ارتفاعات قياسية، مدفوعة بعجز شركات التطوير العقاري عن ملاحقة الطلب المتزايد من ملايين الأميركيين الراغبين في ركوب الموجة العقارية، التي يقول محللون إن البلاد لم تشهدها منذ عام 1968.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين يوم الخميس، إن متوسط سعر بيع ما يطلق عليه منزل الأسرة الواحدة من المنازل القائمة ارتفع خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بنظيره من العام الماضي في 182 من أصل 183 منطقة مركزية تتابعها الرابطة، وإن الارتفاع في 171 منطقة، منها تجاوز نسبة 10%، من بينها 12 منطقة ارتفع فيها متوسط السعر بأكثر من 30%.
وأوضحت الرابطة أن متوسط السعر ارتفع بنحو 66.8 ألف دولار، مقارنة بالعام الماضي، تمثل نسبة 22.9%، ليسجل 357.9 ألف دولار، مشيرة إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت ارتفاعات كبيرة في متوسط سعر المنزل، تجاوزت 100 ألف دولار في 46 منطقة مركزية في الولايات المتحدة.
برنامج التيسير الكمي
وأرجعت الرابطة، التي تضم في عضويتها أكثر من 1.4 مليون عضو من سماسرة العقارات، وبعض التخصصات المرتبطة بها، الزيادات الكبيرة في أسعار المنازل في السوق الأميركية إلى انخفاض المخزون المتاح من العقارات، تزامناً مع بقاء معدلات الفائدة على قروض الرهن العقاري بالقرب من أدنى مستوياتها على الإطلاق.
ومع التطورات الإيجابية التي شهدها الاقتصاد الأميركي خلال الفترة الأخيرة، والمتمثلة في استقرار معدل التضخم وميل التوقعات لانخفاضه، كما ارتفاع الإنفاق الاستثماري للشركات، وتراجع عجز الموازنة، زادت الضغوط على بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) لوقف برنامج التيسير الكمي الذي بدأه قبل أكثر من خمسة عشر شهراً، وضخ بمقتضاه في الأسواق مئات المليارات من الدولارات منخفضة التكلفة، الأمر الذي قد يتسبب في تباطؤ سوق العقارات خلال الشهور المقبلة.
زيادات لن تتكرر
واعتبر لورانس يون، كبير الاقتصاديين بالرابطة أن «ارتفاعات أسعار المنازل خلال العام الأخير كانت رائعة»، إلا أنه توقع عدم تكرارها خلال العام المقبل. وقال يون «هناك علامات على زيادة المعروض من المنازل في سوق العقارات، مع بعض التراجع في الطلب، لتتحرك السوق من كونها شديدة السخونة إلى دافئة، وسيكون ذلك مصحوباً بتراجع معدل ارتفاع الأسعار فيها».
وتسبب ارتفاع أسعار المنازل الجنوني في أميركا في إحباط الملايين من منخفضي ومتوسطي الدخول ممن اضطروا لتأجيل أحلامهم بتملك منزل لحين تغير الأحول. وقال 28% فقط من المستهلكين الذين استُطلعت آراؤهم الشهر الماضي بواسطة الرابطة الوطنية الفيدرالية للرهن العقاري والمعروفة باسم «فاني ماي» إن الوقت الحالي مناسب لشراء منزل، وهي أقل نسبة في استطلاع الرابطة ترى ذلك منذ منتصف عام 2010.
