يوسف العربي (أبوظبي)
أكد خبراء ورؤساء تنفيذيون لمصانع عملاقة أن إمارة أبوظبي إحدى أكثر المدن جذباً للاستثمارات الصناعية في الشرق الأوسط. وأشاروا إلى أن الموقع الاستراتيجي، وتطور البنية التحتية للطرق والموانئ والمطارات يجعل من الإمارة جنة الاستثمار الصناعي في المنطقة. وتوقعوا استمرار نمو القاعدة الصناعية في أبوظبي مستفيدة من الرؤية الحكومية الثاقبة، والتي تولي قطاع الصناعة أهمية بالغة ضمن استراتيجية التنوع الاقتصادي.
وأكد الدكتور هشام محمد الصديق، الرئيس التنفيذي لمصنع «بورسلان تايلز أبوظبي» أن إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها في أبوظبي لتأسيس مصنع «بورسلان تايلز» بلغت 430 مليون درهم. وأضاف: «يقع المصنع على مساحة 620 ألف متر مربع في مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد» التابعة لـ «زونزكورب»، حيث تتوزع المساحة على المصنع والمكاتب الإدارية والمخازن والمعرض الذي تم تصميمه بشكل معاصر. وقال الصديق إنه تم اختيار إمارة أبوظبي لتأسيس المصنع العملاق نظراً للبنية التحتية المتطورة، وتوافر المدن الصناعية القريبة من الميناء مثل مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد». وأكد الصديق أن المصنع يزهو بالسمعة العالمية لأبوظبي التي تشكل قاعدة صناعية كبرى في الشرق الأوسط كما يعرفها الجميع، واستطاع الدخول إلى 26 سوقاً حول العالم، منها السعودية والكويت وعمان والأردن وتونس والمغرب ومصر وفرنسا وألمانيا وتايوان وكوريا الجنوبية وبعض الدول الأفريقية. وأضاف أن توافر المناطق الصناعية مثل مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد 2» يعد من بين أهم المزايا التنافسية، لاسيما للصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة والتي تحتاج إلى المواد الخام المستوردة. وقال: إن توفير الطاقة بأسعار معقولة في منطقة أبوظبي الصناعية «أيكاد» يعد واحداً من أكثر عوامل الجذب، حيث تمثل الطاقة أكثر من ثلث تكلفة المنتج.
مناطق صناعية
من ناحيته، قال زهدي صوالحي، الرئيس التنفيذي لشركة «أدكان فارما» إن إجمالي استثمارات المصنع الذي يقع في مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد» بلغت 257 مليون درهم «70 مليون دولار».
وقال صوالحي: إن مصنع «أدكان فارما» سيكون أول مصنع لإنتاج أدوية السرطان في الدولة، والتي يبدأ إنتاجها في غضون 14 شهراً وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 500 ألف حبة في حالة التشغيل الاعتيادي يمكن مضاعفتها إلى مليار حبة في العام في حال التشغيل لورديتين.
ونوه بأنه تم اختيار مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد»، بوصفها بيئة أعمال محفزة على الإبداع والابتكار.
وقال صوالحي: إن أبوظبي تمتلك مناطق صناعية منافسة وهي مؤهلة لتصبح مركزا عالميا للصناعات الدوائية والصناعات التكميلية ذات الصلة، لافتاً إلى أن الموقع الاستراتيجي والأسعار التنافسية للطاقة وتوافر المرافق اللوجستية المتصلة بجميع أنحاء العالم تعزز مكانة أبوظبي وتنافسيتها في استقطاب الصناعات.
وأشار إلى أن التسهيلات التي قدمتها المناطق الصناعية في أبوظبي «زونكورب» ساهمت في الإنجازات التي تم تحقيقها على الرغم من التحديات اللوجستية التي فرضتها جائحة «كورونا» في مختلف أنحاء العالم.
وقال إنه من اللافت للنظر في «أيكاد» أنها تدار بوساطة «زونكورب» عالية الكفاءة والتابعة لموانئ أبوظبي، أكبر محرك للمناطق الاقتصادية في الإمارة، وبالتالي فإن لديهم بنية تحتية وإدارية داعمة، بل ومحفزة للاقتصاد، ناهيك عن الموقع الاستراتيجي بالقرب من أربعة موانئ ومطارين وشبكة طرق هي الأفضل في المنطقة.
إضافة لما سبق، فإن الهيئات الأخرى في الإمارة تتناغم لدعم الصناعة في الإمارة بلا استثناء، ولكننا نخص بالذكر هيئة الصحة ووقاية المجتمع، فقد كان لتوجيهاتهم ودعمهم المتواصل أكبر الأثر في مسيرة أدكان الدوائية.
طفرة عمرانية
من ناحيته، قال عبدالرزاق الدجاني، المدير التنفيذي لمجموعة شركات «إكسترا مكس»: إن المصنع الذي يمتد على مساحة 150 ألف متر مربع في «أيكاد» يعد من أكبر المنشآت الصناعية ويخدم قطاعات الإنشاءات، ويضم المصنع نحو 1500 موظف، مشيراً إلى أن إجمالي استثمارات المصنع تبلغ نحو 250 مليون درهم.
وتم تأسيس المصنع في العام 2005 لخدمة قطاع المقاولات والإنشاءات حيث كانت البداية بإنشاء مصنع الخرسانة الجاهزة في منطقة المصفح، وفي خطوة تالية تم تأسيس مصنع للخرسانة مسبقة الصنع في مدينة خليفة الصناعية «أيكاد» عام 2010، وبعدها تم البدء في تصنيع «الخرسانة الخلوية»، و«الخرسانة ذات الألياف الزجاجية».
ولفت إلى أن منتجات الخرسانة المسبقة الصنع استفادت بشكل كبير من الطفرة العمرانية الكبيرة التي شهدتها إمارة أبوظبي حيث تتسارع عمليات التشييد والبناء.
وقال: إن إمارة أبوظبي تتميز بأن معظم سكانها من الشباب، وهو الأمر الذي يغذي الطلب على جميع القطاعات التي يأتي في مقدمتها المساكن والمدارس والبنية التحتية.
أهمية استراتيجية
أكد إياد الأنصاري، الرئيس التنفيذي لشركة حافلات للصناعة، أن وجود «حافلات للصناعة في مدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد» التابعة لـ «زونزكورب» منحها العديد من المزايا التنافسية المتمثلة في الموقع الاستراتيجي ووجود شبكة لوجستية قوية، مضيفاً: «نسعى عبر الاستفادة من المزايا العديدة التي توفرها لنا «أيكاد» إلى توسيع منظومة عروضنا لنصل إلى مختلف أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الإقليمية الأخرى. وتعمل «زونزكورب» التابعة لموانئ أبوظبي على تمكين عمليات المتعاملين والمستثمرين فيها، بفضل ما توفره من حلول تنافسية من حيث التكلفة، والفرص الواسعة للتطور والخدمات السريعة، كما تحرص على دعم مستثمريها، مثل حافلات للصناعة بمنظومة صناعية متكاملة تم بناؤها بشكل متطور لتلبية احتياجاتهم كافة.
ربط استثنائي
أكد علي محسن عمري، رئيس مصنع «شاشات» أنه تم اختيار أبوظبي وتحديداً مدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، بوصفها بيئة أعمال محفزة على الإبداع والابتكار. وأشار إلى أن إمكانات الربط الاستثنائية التي توفرها المدينة الصناعية والبنية المتطورة ساهمت في تسارع خطوات نجاح المصنع، على الرغم من التحديات اللوجستية التي فرضتها جائحة «كورونا» في مختلف أنحاء العالم.
وقال عمري: إن مصنع «شاشات» الوطني بدأ من الصفر وفي أصعب الأوقات مع ظهور الجائحة لتشكل هذه الظروف اختباراً حقيقياً أكد القدرة على النجاح في أصعب الظروف، لتقرر المجموعة بعدها استكمال 3 مصانع أخرى في مجالات التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
1400 شركة محلية وإقليمية وعالمية
يهدف قطاع المدن الصناعية والمنطقة الحرة التابع لموانئ أبوظبي إلى تعزيز تنافسية المناطق الاقتصادية التابعة لإمارة أبوظبي في المنطقة، ودعمها بالمزيد من القدرات والإمكانات لتصبح وجهات متميزة وجاذبة للاستثمار. ويغطي هذا القطاع مساحة من الأرض تمتد على 5.9 مليار قدم مربعة (554 كيلومتراً مربعاً)، فيما تشكل حالياً مقراً لأكثر من 1400 شركة محلية وإقليمية وعالمية في مناطق التمركز الأساسية بمدينة خليفة الصناعية، والمصفح، ومدينة أبوظبي الصناعية «أيكاد»، ومدينة العين الصناعية. ويتولى قطاع المدن الصناعية والمنطقة الحرة مسؤولية الإشراف على العمليات في مدينة خليفة الصناعية، أكبر مركز متكامل للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في المنطقة، و«زونزكورب» المشغل الأكبر للمناطق الاقتصادية المتخصصة والمدن العمالية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتم تأسيس مدينة خليفة الصناعية 2010 على مساحة 410 كيلومترات مربعة، فيما تأسست «زونزكورب» في عام 2004 ويمتد القطاع على مساحة 5.9 مليار قدم مربعة (554 كيلومتراً مربعاً)، تم تخصيص أكثر من مليار قدم مربعة (100 كيلومتر مربع) منها للمنطقة الحرة، وتشمل مساحات مخصصة للتخزين والخدمات اللوجستية تصل إلى 7 ملايين قدم مربعة.