حسام عبدالنبي (دبي)
كشف عدنان كاظم، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات، عن إعادة الشركة نحو 8.5 مليار درهم لعملائها في السنة المالية الماضية، ضمن التزام عام بشأن إعادة الأموال، جاء ضمن العديد من المبادرات التي قدمتها لإعادة السفر واكتساب ثقة العملاء، مؤكداً أن تلك التكلفة جاءت من منح العملاء 3 خيارات هي استعادة الأموال، أو الحصول على قسائم شراء مقابل ثمن التذكرة، أو تمديد صلاحية التذاكر.
وأعلن كاظم، خلال مؤتمر صحفي افتراضي، أن شبكة خطوط «طيران الإمارات» تشغل الآن رحلاتها إلى 124 وجهة ركاب (مقارنة بـ 143 قبل الجائحة، أي بنسبة 90%)، كما تشغّل30 طائرة من طائرات A380 إلى 18 مدينة مع 129 رحلة أسبوعية.
قال كاظم، إنه تم استئناف الرحلات إلى كل من نيس، ومكسيكو سيتي، وبوكيت، وليون، وموريشيوس ومالطا، منوهاً بأن السعة المقعدية وصلت إلى 40%، ومن المستهدف الوصول إلى نسبة 70% مع نهاية العام.
وكشف كاظم، عن إطلاق 6 باقات خاصة بالحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» اعتباراً من بداية شهر أغسطس القادم، مقدراً عدد الزائرين للحدث من الولايات المتحدة الأميركية بما يتراوح بين 20 و 30 ألف زائر شهرياً مع زيادة العدد تدريجياً.
إلى ميامي
وأعلنت طيران الإمارات، عن إطلاق رحلاتها إلى مدينة ميامي في الولايات المتحدة الأميركية، كأول وجهة ركاب جديدة تطلقها منذ الجائحة حيث كانت آخر وجهة جديدة هي مكسيكو سيتي، في التاسع من ديسمبر 2019.
وقال كاظم، إن إطلاق الخدمة الجديدة إلى ميامي، سيكون في البداية بمعدل 4 رحلات أسبوعياً، وسيزداد عدد الرحلات وفقاً للطلب، حيث ستصل طيران الإمارات بشبكتها في الولايات المتحدة إلى 12 وجهة وأكثر من 70 رحلة أسبوعياً، متوقعاً أن تشغل طيران الإمارات رحلة (يومية) إلى ميامي في الفترة القادمة، خاصة خلال فترة استضافة «إكسبو 2020 دبي» وذلك لأن الولايات المتحدة الأميركية تعد من أكثر 5 دول يتوقع أن يتوافد منها زوار إلى الحدث العالمي.
وأرجع كاظم، إطلاق الرحلات إلى ميامي إلى الجدوى الاقتصادية والقيمة المضافة، كونها بوابة إلى منطقة الكاريبي وأميركا الوسطى والجنوبية، ومركز إبحار عالمياً رئيسياً مرتبطاً الآن بطموحات دبي الإقليمية الخاصة كمحور إبحار إقليمي، فضلاً عن وجود عدد كبير من الشركات الكبيرة هناك، ونشاط حركة الشحن الجوي.
وأضاف أن ميامي تعد ثاني أكبر المدن جذبا للسياح في الولايات المتحدة الأميركية بعد نيويورك، حيث يزورها نحو 16 مليون سائح سنوياً، كما يزور دبي أكثر من 50 ألف سائح من الولايات المتحدة الأميركية شهرياً. وأوضح أن نسبة الإشغال خلال الرحلة الافتتاحية إلى ميامي، ستصل إلى 80%، مع وجود حجوزات مبكرة صحية، لا سيما في الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، منوهاً بأنه قبل الجائحة، كانت «طيران الإمارات» تشغل رحلات إلى 12 مدينة أميركية مع 100 رحلة أسبوعية، وكان متوسط إشغال المقاعد 81%، وتمتلك طيران الإمارات، بالإضافة إلى ذلك، بصمة جيدة لعلامتها التجارية والعمليات القائمة والبنية التحتية التجارية في فلوريدا، حيث تعمل حالياً في أورلاندو، وقبل ذلك في «فورت لودرديل».
سياحة
وتوقع عدنان كاظم، حدوث زيادة ملحوظة في أعداد السائحين في دبي خلال الفترة المقبلة خاصة أن الأرقام الرسمية تظهر ذلك، حيث زار دبي نحو 2.5 مليون سائح خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي، وكان نحو 50% من المسافرين على رحلات طيران الإمارات إلى دبي خلال الاثني عشر شهراً الماضية من زوارها للمرة الأولى.
وأشار إلى أن الحملات الترويجية التي أطلقتها «طيران الإمارات» مؤخراً في عدد من دول العالم في القارات المختلفة، نجحت في جذب المسافرين بغرض الترفيه إلى دبي للحصول على تجارب فريدة حيث شملت عروض مجمعة لزيارة عدد من المعالم مثل « قمة برج خليفة « و»أكوافنتشر» وغيرها، معتبراً أن مثل هذا الأمر يعطي فكرة عن التركيبة العُمْرية الأكثر حركة حالياً، أي مسافرين بغرض الترفيه بمفردهم تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاماً، بالمقارنة مع نسبة أكبر للسفر العائلي قبل الجائحة.
ورجح كاظم، نمو الطلب وزيادة الحجوزات إلى دبي خلال فترة الشتاء ( الربع الأخير من العام) بالتزامن مع «إكسبو 2020 دبي» واحتفالات الخمسين لدولة الإمارات ، والبطولات الكبرى مثل بطولة دبي الدولية لسباعيات الرجبي وجولة دبي العالمية في الغولف، بالإضافة إلى المؤتمرات والفعاليات الدولية مثل معرض «دبي للطيران» و»جيتكس» و»جلفودز».
وأكد وجود حجوزات آجلة قوية إلى دبي لفصل الشتاء، وخصوصاً من نقاط أوروبية والولايات المتحدة خلال المدة من (سبتمبر إلى ديسمبر) ويوضح مزيج العملاء تنوع عروض دبي للمسافرين بغرض الترفيه والعمل، إذ يتوزع الأشخاص الذين اشتروا تذاكر طيران الإمارات للسفر شتاءً (نوفمبر وديسمبر) بشكل أساسي كما يلي: الأزواج (33%)، العائلات (29%) المسافرون بمفردهم (21%)، في حين أن العملاء الجدد يمثلون (17%)، منبهاً أنه كان لدى طيران الإمارات شبكة واسعة النطاق قبل انتشار الجائحة، وكان التركيز في العام الماضي على استعادة هذه الخطوط إلى دبي وعبرها، لتتمكن بالفعل من استعادة 60% من أعداد الرحلات، مع تشغيل رحلات إضافية إلى بعض الوجهات.
اتجاهات الطلب
وفيما يخص الاتجاه العام للطلب في قطاع الطيران، أفاد عدنان كاظم، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات، بأن الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA يتوقع أن يكون النصف الثاني من العام أفضل للناقلات الجوية العالمية حيث سيكون إجمالي عدد المسافرين جواً في عام 2021 أقل بنسبة 52% عن عام 2019. كما يتوقع ارتداداً في عام 2022 إلى 88% من مستويات ما قبل الجائحة، ثم تجاوز هذه المستويات (105%) في عام 2023.
وأكد أن الطلب على السفر قائم، والناس ينتظرون فقط تخفيف القيود، مدللاً على صحة حديثة ببيانات بحث الرحلات الخاصة بطيران الإمارات، حيث تم رصد 3.6 ملايين عملية بحث عن رحلات جوية على emirates.com في الأسبوع الأول من شهر يوليو وحده.
تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة
وقال:» بصفتنا ناقلة عالمية للرحلات الطويلة، ربما يكون مزيج حركة الشركات لدينا مختلفاً عن الآخرين الذين يعتمدون على الحركة الإقليمية، معلناً أن طيران الإمارات أطلقت مؤخراً مبادرة لتحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة لاقت استجابةً واهتماماً قويين للغاية في أسواقنا العالمية (اشتركت 250 شركة جديدة في برنامجنا لمكافأة الشركات بيزنس ريواردز في الأيام العشرة الأولى)، ولافتاً إلى أن هذا الاتجاه ظهر بوضوح من خلال تقرير حديث لـماكينزي» يتوقع عودة الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى سفر الشركات بمعدلات أسرع بكثير، ومن المرجح أن يؤدي استئناف إحدى الشركات لرحلات العمل إلى تحفيز عودة منافسيها إلى السفر المتعلق بالعمل.
وكشف كاظم، عن حدوث بعض التغيرات في أنماط الحجوزات، حيث زادت الحجوزات على الدرجة الأولى و»درجة رجال الأعمال» في ظل الجائحة، مسوغاً ذلك بأن مثل هذه النوعية من الحجوزات توفر خصوصية للمسافرين وتلبي متطلبات التباعد الاجتماعي.