حسام عبدالنبي (دبي) حلت 3 بنوك إسلامية من دولة الإمارات ضمن قائمة أكبر 10 مصارف إسلامية في العالم خلال عام 2020، حسب تقرير «آفاق التمويل الإسلامي وإدارة الثروات للعام 2021» الصادر عن «ألبن كابيتال» و«ألبن أسيت أدفايزرز»، والذي صنف بنك دبي الإسلامي في المرتبة الثانية بين أكبر البنوك الإسلامية في العالم؛ من حيث الأصول، بنحو 78.18 مليار دولار وبحجم ودائع 55.6 مليار دولار وتمويلات بقيمة 53.11 مليار دولار.
وأكد التقرير الذي تم الكشف عن تفاصيله خلال جلسة نقاشية افتراضية عبر الإنترنت، بالشراكة مع «ناسداك دبي» وشركة منهاج للاستشارات المالية الشرعية، أن مصرف أبوظبي الإسلامي جاء في المرتبة الخامسة بقيمة أصول 34.51 مليار دور وودائع 27.34 مليار دولار وتمويلات 22.56 مليار دولار.
وأشار إلى أن مصرف الشارقة الإسلامي جاء في المرتبة العاشرة بقيمة أصول 14.47 مليار دولار وودائع بقيمة 9.07 مليار دولار وتمويلات بقيمة 2.11 مليار دولار.
وذكر أن حصة التمويل المصرفي الإسلامي من إجمالي التمويلات في دولة الإمارات زادت من 20.8% في عام 2019 إلى 22% في عام 2020، وهى نسبة مماثلة لعام 2018 قبل بداية جائحة «كوفيد- 19»، لافتاً إلى أن حصة البنوك الإسلامية من إجمالي الودائع المصرفية في الإمارات زادت من 21.5% في عام 2019 إلى 21.8% في عام 2020.
الصيرفة الإسلامية
ووفقاً لتقرير «ألبن كابيتال» و«ألبن أسيت أدفايزرز» فإن الصيرفة الإسلامية تمثل غالبية الأصول الإجمالية لصناعة التمويل الإسلامي العالمي، وقد تطورت بوتيرة ثابتة من حيث حصة أصول الصيرفة الإسلامية، كنسبة من إجمالي الأصول المصرفية، واستمرت بالتوسع عاماً تلو الآخر.
ودلل التقرير على ذلك بأنه في عام 2020، سجلت أصول الصيرفة الإسلامية نمواً بنسبة أعلى مقارنة بأصول الصيرفة التقليدية عبر اقتصادات مختارة مثل الإمارات، والسعودية، وسلطنة عمان، والكويت، وماليزيا. وبين التقرير أن السوق العالمي للصكوك تطور بشكل ملحوظ على مرّ السنين، حيث ساهم في 2019 بمعدل 19% في صناعة التمويل الإسلامي العالمي، منبهاً أنه رغم المخاوف الأولية حول تأثير الجائحة على الأسواق الرأسمالية الإسلامية، فقد طابقت إصدارات الصكوك في 2020 المستويات الملاحظة في 2019.
التخصيص القطاعي
وأكد التقرير أنه ضمن فئة الصناديق الإسلامية سريعة النمو، وفر الاستثمار في الأسهم المتوافقة مع الشريعة الإسلامية حماية أفضل ضد مخاطر التراجع خلال الوباء، محدداً عاملين ساهما في تفوّق أداء المؤشرات المتوافقة مع الشريعة، وهما التخصيص القطاعي (تركيز على التكنولوجيا وقطاع الرعاية الصحية) واستبعاد الشركات العالية الاستدانة.
وتوقع «ألبن كابيتال» و«ألبن أسيت أدفايزرز» أن تواصل الصناعة المالية الإسلامية نموها على خلفية محركات قوية، أهمها توقعات صندوق النقد الدولي أن يتعافى الاقتصاد العالمي وتتسارع وتيرة نموه بمعدل 6.0% في 2021، يليه نمو بنسبة 4.4% في العام 2022، مرجحاً أن تؤدي حزم الحوافز، وتخفيف القيود النقدية ودعم السيولة من قبل حكومات وبنوك مركزية لبلدان إسلامية رئيسية، إلى دفع الانتعاش والطلب في مرحلة ما بعد الوباء على أصول التمويل الإسلامي.
وقال التقرير: إن الصكوك باعتبارها أداة سوق رأس المال الإسلامي الرئيسية سوف تستمر بدفع عجلة النمو. وأفاد بأن ظهور مجالات جديدة مثل الصكوك الخضراء والاستثمار المسؤول اجتماعياً (SRI) سوف يؤدي إلى تعزيز النمو، مشيراً إلى أن عدد السكان المسلمين حول العالم يبقى واحداً من أهم محركات نمو صناعة التمويل الإسلامي، وفضلاً عن ذلك يقود الاتجاه العالمي نحو الاستهلاكية الأخلاقية إلى زيادة جاذبية المنتجات الإسلامية، وهذا من المرجح أن يستقطب فئة جديدة من المستهلكين المدفوعين بالوعي الاجتماعي، مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على خدمات ومنصات التمويل الإسلامي.
تقنيات جديدة
ومن جهتها، قالت سمينا أحمد العضو المنتدب لدى «ألبن كابيتال»، خلال استعراض أهم نتائج التقرير، إن صناعة التمويل الإسلامي وإدارة الثروات واجهتها صدمة مزدوجة ناتجة عن كورونا والتكيف معها وانخفاض أسعار النفط إلى مستويات تاريخية في العام 2020.
وأضافت: وبينما تباطأت الصناعة خلال العام بعد أن شهدت نمواً قياسياً بمعدل نمو سنوي بنسبة 14.4% في العام 2019، فقد أظهرت مرونةً حيث تشير التقديرات إلى تطابق إجمالي أصول التمويل الإسلامي في عام 2020 مع الأرقام المسجلة في العام الذي سبقه، مرجحة أن يؤدي اعتماد ودمج تقنيات جديدة وناشئة إلى تعزيز سوق التمويل الإسلامي وتوسيع نطاق عروض الخدمات.
ورداً على سؤال عن تأثير «كوفيد- 19» على صناعة التمويل الإسلامي، أجابت سامينا أحمد بأن الجائحة سلطت الضوء على قابلية تعرّض صناعة التمويل الإسلامي كمثيلتها التقليدية بنفس القدر لمخاطر خارجية مثل التداعيات القاسية الناجمة عن الوباء التي تعرضت لها.
وبدوره، توقع حميد نور محمد، المدير التنفيذي لدى «ألبن كابيتال» أن تحافظ الصكوك على مكانتها كمحرّك رئيسي للنمو في صناعة التمويل الإسلامي، حيث شهدت الصكوك حجم إصدارات حطم أرقاماً قياسية خلال العام الماضي، وهذا من المرجح أن يستمر.