السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الأوروبي لإعادة الإعمار» يمول التحوّل الرقمي

«الأوروبي لإعادة الإعمار» يمول الرقمنة
27 يونيو 2021 19:29

لندن (أ ف ب) -تأمل رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أوديل رينو باسو بإعادة تطبيق أهدافه بشأن الاستثمار المراعي للبيئة والتعامل مع ملف المساواة في أماكن العمل في وقت تتعافى الاقتصادات المتضررة جرّاء كوفيد -19.
وفي مقابلة أجرتها معها فرانس برس قبيل ترؤسها أول اجتماع سنوي للمصرف الأسبوع الجاري، سلطّت رينو باسو الضوء على الرقمنة السريعة لأماكن العمل التي تؤثر على مجالات استثمار المصرف.
وتولت مديرة الخزانة الفرنسية سابقا رئاسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في نوفمبر لتكون أول امرأة على رأس المصرف الذي تأسس عام 2001 لمساعدة دول الاتحاد السوفياتي السابق على التحول إلى اقتصادات السوق الحرة.
وتوسّع المصرف الذي يضم 70 دولة مساهمة ليستثمر في 38 اقتصادا ناشئا في وسط وشرق أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقالت رينو باسو لفرانس برس «في المعدّل، كانت 2020 أقل سلبية مما كان متوقعا» بالنسبة للدول حيث يستثمر المصرف.
نمو أفضل من المتوقع
وأشارت إلى أن المصرف يرى نموا اقتصاديا «أفضل بكثير من المتوقع» في العام الجاري في الدول التي يستثمر فيها، بعدما انكمشت معظم الاقتصادات العام الماضي جرّاء أزمة كوفيد-19.
ومن المقرر أن ينشر المصرف آخر توقعاته الثلاثاء.
ولفتت رينو باسو إلى تعافي الإنتاج الصناعي والتأثير الإيجابي لارتفاع أسعار السلع الأساسية على التوقعات التي تعد أفضل مما كان منتظرا.
لكن «لا تزال هناك ضبابية كبيرة» إذ تضررت الدول التي تعتمد على السياحة، لا سيما تونس، بشكل كبير جرّاء القيود على السفر التي فرضها كوفيد.
كما أن «لبنان لا يزال في وضع صعب للغاية مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 25 في المئة في 2020، وهذا له تأثير هائل على المعدّل».
ويشهد لبنان أزمة سياسية في ظل غياب حكومة قادرة على إدارة البلاد بعد استقالة آخر حكومة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت الذي قتل العشرات ودمّر مساحات كبيرة من العاصمة في أغسطس 2020.
واستثمر المصرف الأوروبي العام الماضي مبلغا قياسيا قدره 11 مليار يورو (13,4 مليار دولار) في اقتصادات ناشئة، لمساعدتها على مواجهة تداعيات أزمة كوفيد، وهي زيادة بنسبة 10 في المئة عن العام 2019.

هدف بيئي
ويهدف البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، الذي غالبا ما ينخرط في مشاريع انتقالية، إلى أن تكون أكثر من نصف استثماراته في المشاريع الصديقة للبيئة بحلول عام 2025.
وقالت رئيسة المصرف «اقتربنا كثيرا من هذا الهدف في 2019 لكن الرقم تراجع مع الأزمة» إلى أقل من 30 في المئة العام الماضي.
وأضافت «الهدف هو زيادته مجددا.. إلى 40 في المئة في 2021».
وأشارت رينو باسو إلى أن «توافر هذا المستوى من استثمار القطاع الخاص (في المشاريع الصديقة للبيئة) أمر صعب للغاية» مقارنة مع خطط البنى التحتية العامة الكبيرة التي تدعمها الحكومات.
لكن المصرف يمضي قدما في خططه ويتطلع للتوافق بشكل كامل مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ بحلول نهاية العام المقبل.
وقالت «يعني ذلك الحرص على أن تكون جميع مشاريعنا وأنشطتنا بما في ذلك استثماراتنا متوائمة مع اتفاقية باريس. إنها خطوة كبيرة إلى الأمام.. ستكون لها انعكاسات كبيرة على أنشطتنا وطريقة تفاعلنا مع الدول».
ونص اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 على حصر الاحترار بدرجتين مئويتين مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، والسعي إلى احتوائه إذا أمكن بحدود 1,5 درجة مئوية.
ويعتقد الخبراء أن تحقيق ذلك لن يكون ممكنا إلا إذا توقفت الانبعاثات الكربونية تماما في العالم بحلول عام 2050.

تمويل مشاريع النساء والشباب
تسعى رينو باسو كذلك إلى التعامل مع تداعيات كوفيد-19 على الفئة العاملة من النساء والشباب.
وقالت «من بين أهم المواضيع التي طرحتها الأزمة تساوي الفرص والمساواة بين الجنسين».
ولفتت إلى الطريقة التي أثّرت تدابير الإغلاق من خلالها على النساء «على وجه الخصوص» نظرا لدورهن الأكبر في قطاعي الخدمات والضيافة.
وأكدت أن «أحد أهداف مؤسسة مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية هو مساعدة الدول التي تتعامل مع هذا التحدي».
وذكرت أنه لدى تقديمه قروضا لمصارف أخرى، سيتبنى البنك «استراتيجية تركّز التمويل على أصحاب المشاريع من النساء والشباب».
وأضافت أن «تداعيات (الوباء) على فئة الشباب كانت كبيرة للغاية.. إنه أمر يجب أخذه في الحسبان».
التحوّل الرقمي
ترغب رينو باسو أيضا بأن يدعم مصرفها «بشكل أفضل» التحوّل الرقمي للدول الذي ترافق مع الوباء.
وقالت «سرّعت أزمة كوفيد بشكل هائل رقمنة الاقتصادات ونرى ذلك في كل مكان».
وأما بالنسبة للمصرف نفسه، فتدرس رينو باسو ترتيبات عمل هجينة تتيح للموظفين العمل من المكتب لثلاثة أيام في الأسبوع ومن المنازل ليومين.
لكن بينما «للعالم عن بعد.. الكثير من الميّزات، إلا أنه ليس حلا سحريا. هناك أيضا بعض السلبيات في ما يتعلّق بالعمل الجماعي وإمكانية العصف الذهني».
 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©