السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميرة عبدالله.. الإبداع وقود النجاح في ريادة الأعمال

أميرة عبدالله.. الإبداع وقود النجاح في ريادة الأعمال
27 يونيو 2021 01:00

مصطفى عبد العظيم (دبي)

رغم سنوات عملها الطويلة وتقلدها مناصب مرموقة في العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة والتي أكسبتها خبرة واسعة في مجال التسويق والاتصال المؤسسي، فإنها كانت تتطلع دائماً إلى أن تصبح رائدة أعمال ناجحة وأن تؤسس مشروعها الخاص.
ظل هذا الشغف بريادة الأعمال يراود المواطنة الشابة، أميرة عبد الله، لسنوات طويلة، حتى برزت أمامها وهي في زيارة إلى الولايات المتحدة في عام 2016، فكرة تأسيس مشروع مطعم يقدم مفهوماً جديداً للوجبات الغذائية، من خلال مزج الزبادي اليوناني مع الأكلات المحلية والعربية ضمن قائمة واسعة من الوجبات الصحية.

وتقول أميرة الحاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال الدولية من جامعة أكسفورد بروكس وماجستير إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال وعلى العديد من الشهادات الأخرى، إنها وبعد دراسة وافية للمشروع وبعد أن لاحظت الرواج الواسع لاستخدامات اللبن اليوناني ضمن منتجات علامات شهيرة في الولايات المتحدة على غرار شوباني وجو جريك، قررت المضي قدماً في مشروعها، ولكن مع إدخال أفكار إبداعية تساعد في تحفيز العملاء على تقبل هذه الوجبات والأكلات ذات النكهات الجديدة وغير المألوفة في الإمارات والمنطقة، وذلك من خلال مزجها بالأكلات التقليدية والشعبية.
وتشير إلى أن الأمر في البداية كان صعباً، فتقبل الزبائن لهذا المفهوم لم يكن سهلاً على الإطلاق، باستثناء عدد محدود ممن يدركون الفوائد الصحية العديدة للبن الزبادي اليوناني الغني بالبروتين والخالي من اللاكتوز، لكن مع مرور الوقت ومع تذوق العملاء للأصناف العديدة التي تتنوع باستمرار، اكتسب المطعم شهرة كبيرة، وارتفعت الطلبات بشكل قياسي بعد أشهر قليلة من الافتتاح.

المخاطر المدروسة
ترى أميرة أن النجاح السريع لأي مشروع لا يستلزم بالضرورة أن يواكبه توسعات سريعة وغير مدروسة، لأن الأهم هو بناء الثقة بالعلامة التجارية والعمل على نشرها، خاصة إن كانت جديدة في السوق، سواء كان ذلك من خلال التواجد في المعارض والمهرجانات، لافتة إلى مشاركتها في معرض عطايا في أبوظبي ومعرض تسيورة في برج خليفة ومهرجان دبي للمأكولات، أو من خلال التواجد بأفرع صغيرة في مناطق مختارة وبتكلفة مدروسة، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية مكنتها إلى حد ما من استيعاب آثار جائحة كوفيد-19، ومن ثم القدرة على إعادة تخطيط الأهداف المستقبلية.
وتلفت أميرة إلى أنه على الرغم من أن المخاطر تعتبر جزءاً لا يمكن تجاهله في مجال الأعمال، فإنها يجب أن تكون محسوبة بعناية، وأن يكون رائد الأعمال لديه القدرة على إدارتها ومواجهتها لضمان استمرارية المشروع، لافتة إلى أنها خلال فترة الإغلاق الذي تسببت فيه الجائحة خلال الربع الثاني من العام الماضي، قامت بتقليص عدد الموظفين بمنحهم إجازة، وعند إعادة الفتح قامت بإغلاق أحد الفروع لحين عودة الأمور لطبيعتها، وواصلت جهودها التسويقية لإعادة انتشار العلامة والمحافظة على ولاء العملاء، من خلال التوسع في خدمات التوصيل للمنزل والتركيز على رفع المبيعات.

وتشير إلى أهمية أن يكون لدى صاحب المشروع رغبة وحماس كبيران في نجاح مشروعة والوصول به إلى أبعد مدى ممكن وفق خطة واستراتيجية طويلة المدى، لافتة إلى أنها تتابع بشكل مباشر أدق تفاصيل مشروعها وتعمل على تطويره وتنويع قائمة المنتجات بشكل مستمر، الأمر الذي أسهم في بناء علامة تجارية إماراتية متخصصة في الأكلات الممزوجة بالروب اليوناني، لافتة إلى تلقيها طلبات لدخول علامتها إلى عدد من أسواق المنطقة.

التمويل والدعم
وترى أميرة أن بيئة الأعمال في دولة الإمارات تعتبر من أفضل البيئات الداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولكن على الرغم من ذلك ينبغي على رائد الأعمال أن يبذل مجهوداً كبيراً في دراسة مشروعه بشكل وافٍ، مشيرة إلى أنها تتلقى دعماً جيداً من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية مشاريع الشباب، منوهة بالتسهيلات التي حصلت عليها، واقترحت أن تستمر هذه التسهيلات وبحث إمكانية تأجيل أقساط القروض لفترة محددة، وذلك لمساعدة أصحاب المشاريع في استعادة التعافي والعودة لمستويات ما قبل الجائحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©