حسام عبدالنبي (دبي)
ترفع إمارة أبوظبي قدرتها الإنتاجية من المياه المحلاة من 13% حالياً إلى 30% بعد تشغيل مشروع الطويلة في أبوظبي، الذي يُعد أحد أكبر محطات تحلية المياه في العالم التي تعمل بتقنية التناضح العكسي «reverse osmosis»، بحسب المهندس أحمد رضوان، المدير الإقليمي لقطاع الحركة في شركة «إيه بي بي» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال رضوان، إن المحطة ستؤدي دوراً مهماً في توفير الإمدادات الكافية لتلبية زيادة الطلب المتوقع على المياه في إمارة أبوظبي، بنسبة 11% خلال الفترة بين عامي 2017 و2024، مؤكداً أن الطويلة لتحلية المياه تُعد أكفأ محطة تحلية مياه من حيث استهلاك الطاقة في العالم، حيث سيسجل المشروع رقماً قياسياً عالمياً آخر عند اكتماله باستخدام أقل كمية من الطاقة لكل غالون يتم إنتاجه من المياه المحلاة.
قدرة المعالجة
وأضاف المدير الإقليمي لقطاع الحركة في «إيه بي بي»، خلال مؤتمر صحفي عقد في دبي أمس، أن مشروع الطويلة البالغة تكلفته 900 مليون دولار سيمتلك القدرة على معالجة أكثر من 909 ألف متر مكعب من مياه البحر يومياً، وهو ما يكفي لتزويد متطلبات أكثر من 350 ألف منزل بحاجتها من المياه، بالإضافة إلى القطاع الصناعي في منطقة «الطويلة» والمناطق المحيطة، وذلك عند بدء تشغيله بشكل كامل في عام 2022، مؤكداً أن استخدام مواتير ومغيرات السرعة عالية الكفاءة من «إيه بي بي» سيساعد المشروع على وضع معايير جديدة لحجم وكفاءة وتكلفة، مثل هذا النوع من المحطات من خلال استخدام أقل كمية من الطاقة لكل متر مكعب من المياه المنتجة.
وأوضح رضوان، أن منطقة الشرق الأوسط تُصنف بالفعل على أنها أكثر المناطق عرضة للإجهاد المائي عالمياً، وهذا التحدي يتعاظم، حيث تظهر التنبؤات المناخية بأن الشرق الأوسط سيتأثر على وجه التحديد بارتفاع درجات الحرارة، التي تعتبر واحدة من عوامل الإجهاد المتعددة التي ستؤدي إلى تزايد حالات شُح المياه بشكل ملحوظ.
وأضاف أنه «لتقليل ندرة المياه، يتعين على المنطقة تبني إنشاء محطات لمعالجة المياه تقوم بإعادة تدوير واستخدام المياه والترويج لتحسين الكفاءة الزراعية، منبهاً إلى أن هذه العمليات تعتمد على معدات ضخ كثيفة الاستهلاك للطاقة، وهذا يجعلها هدفاً رئيساً لتحسين كفاءة الطاقة من خلال استخدام حلول «إيه بي بي» من المحركات ومغيرات السرعة ذات الكفاءة العالية المخصصة لقطاع المياه.
أنظمة التبريد
وأشار رضوان، إلى أن التحدي الآخر يتمثل في الكمية الضخمة جداً من الطاقة اللازمة لتشغيل أنظمة التبريد الأساسية للحفاظ على الحياة الطبيعية.
وأضاف أنه في الوقت الراهن، يستحوذ تبريد الأماكن على نسبة 70% من ذروة الطلب للقطاع السكني على الكهرباء خلال الأيام الأشد حرّاً في بعض البلدان، متوقعاً أن يتضاعف الطلب على الكهرباء لغرض التبريد في المنطقة ثلاث مرات بحلول العام 2050، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن شركة «إيه بي بي» توفر حلولاً شاملة وفعّالة في استهلاك الطاقة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC)، خاصة تبريد المناطق، تقلل استهلاك الكهرباء بنسبة 8 إلى 10% بالمقارنة بالأنظمة التقليدية، وتشتمل هذه الحلول على محركات مخصصة للمباني السكنية والتجارية، إلى جانب مغيرات سرعة «ultra-low harmonic ULH»، ومحركات عالية الكفاءة، فضلاً عن مجموعة محركات ومغيرات السرعة ذات الجهد المتوسط.
ورداً على سؤال لـ«الاتحاد» عن الوفورات التي سيتم تحقيقها بسبب كفاءة نظم استهلاك الطاقة في محطة الطويلة بأبوظبي، أجاب رضوان، بأن الحلول التي تم توفيرها في تلك المحطة توفر نحو 1300 ميجاوات كهرباء في السنة، وهو ما يكفي استهلاك 100 منزل كبير من الكهرباء في عام كامل.
وذكر أنه في حال زيادة كفاءة استخدام الطاقة المستخدمة في أنظمة التهوية وتكييف الهواء (HVAC)، وخاصة تبريد المناطق، يمكن للإمارات توفير 100 ميجاوات من استهلاك الكهرباء، وهو ما يعادل الطاقة الكهربائية المنتجة من 41 ألف توربينة رياح لإنتاج الكهرباء، منوهاً بأن حلول الشركة من (محركات ومغيرات السرعة) يمكن أن تسهم بشكل كبير في توفير استهلاك الكهرباء، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في قطاعات صناعية مهمة في دولة الإمارات، خاصة القطاعات كثيفة استخدام الطاقة، ومنها الإسمنت والحديد والصلب، والألومنيوم، وحقول إنتاج الغاز والنفط.
معايير الكفاءة
ومن جهته أكد مورتن ويرود، رئيس قطاع الحركة (محركات ومغيرات السرعة) في شركة «إيه بي بي» أن السبيل لتحقيق مستقبل يتسم بكفاءة الطاقة يعتمد على تبني أحدث تكنولوجيا المحركات، إلى جانب مغيرات السرعة التي ستوفر مزيد من الطاقة. وأوضح أنه في الوقت الحالي هناك الكثير من المحركات ذات كفاءة محدودة لاتزال قيد التشغيل على مستوى العالم، ولذا تتخذ حكومات منطقة الشرق الأوسط خطوات إيجابية للغاية ومنها على سبيل المثال، قيام السعودية كأول بلد في المنطقة بتحديد الحد الأدنى لمتطلبات كفاءة المحركات الكهربائية عند معيار IE3 (كفاءة ممتازة) في عام 2017، والآن ستقوم مصر أيضاً بتحديد المعيار ذاته في شهر أبريل 2022. وأشار إلى أنه على الصعيد العالمي يوجد حوالي 300 مليون نظام صناعي يعمل بمحرك كهربائي، والعديد منها، إما غير فعالة أو تستهلك طاقة أكثر من الاحتياج الفعلي، مما يؤدي إلى إهدار هائل للطاقة، معلناً أنه في حال استبدال هذه الأنظمة بمعدات مزودة بالتكنولوجيا الحديثة وذات كفاءة عالية، سيتم خفض الاستهلاك الكهربائي العالمي بنسبة %10.
وحسب ويرود، فإن %45 من الكهرباء المنتجة في العالم تتم من خلال محطات تستخدم المحركات الكهربائية وأغلبها تستهلك طاقة أكثر من الاحتياج الفعلي.
وقال إنه من المتوقع زيادة عدد المحركات الكهربائية المستخدمة في الصناعة بنسبة %26 خلال الخمس سنوات المقبلة، مؤكداً أنه وفقاً لدراسات الشركة فإن الحلول التي توفرها شركة «إيه بي بي» لزيادة كفاءة استهلاك الطاقة، كان يمكن عند استخدامها عالمياً توفير طاقة تعادل 198 تيروات ساعة.