عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
سجلت أسعار إيجارات وبيع بعض العقارات في مناطق عدة بأبوظبي، منها «جزيرة ياس» و«الريف» و«السعديات» ارتفاعات متباينة خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بعام 2020، مدفوعة بارتفاع ملحوظ في الطلب على فئات سكنية محددة، لاسيما الفلل، فيما واصلت بعض الوحدات السكنية، لاسيما القديمة وسط العاصمة، استقرارها مع تسجيل تراجع طفيف ببعض المناطق.
وأرجع مسؤولون وخبراء عقاريون ارتفاع أسعار وحدات عقارية في أبوظبي بداية من الربع الأخير من 2020 ومطلع 2021، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2016، إلى زيادة تنقلات المستأجرين للوحدات التي توفر خيارات أفضل من حيث المساحات، والتي تتناسب مع متطلبات السكن بعد «كورونا»، فضلاً عن توافر فرص مناسبة لشراء العقارات بأسعار مغرية وطرق سداد ميسرة، مع زيادة الإقبال على الاستثمار العقاري في ظل توافر التمويل، فضلاً عن توافر السيولة لدى شرائح متنوعة من المشترين في ظل تراجع معدلات الإنفاق بعد «كورونا» بمجالات عدة.
وبحسب التقرير الصادر مؤخراً عن شركة «أستيكو» المتخصصة لإدارة العقارات، ارتفعت أسعار تأجير الفلل في مشروع «وست ياس» بنسبة 12% خلال الربع الأول من 2021، مقارنة بالربع الأخير من 2020، كما ارتفعت أسعار التأجير في «حدائق الجولف» بنسبة 7%، وفي «فلل شاطئ السعديات» بـ 4%، كما ارتفعت أسعار بيع الفلل في «وست ياس» بمعدلات قياسية بلغت 24%، وفي مشروع «فلل الريف» بنحو 7%.
وارتفعت قيم رأس المال السكني في أبوظبي بأكثر من 4% في المتوسط خلال الربع الأول من عام 2021، وفقاً لشركة الاستشارات العقارية «فاليوستارت». وشهد مؤشر الأسعار لدى «فاليوستارت» نمواً ربع سنوي متتالياً للمناطق الاستثمارية في أبوظبي للمرة الثانية منذ عام 2016، حيث شهد الربع السابق زيادة بنسبة 1%، وكانت قيمة رأس المال أقل بنسبة 3% فقط من الربع الأول.
وكانت المناطق التي حققت أعلى المكاسب هي جزيرة الريم وجزيرة المنيرة والريف وقرية هيدرا وجزيرة السعديات.
وذكر تقرير صادر عن شركة «إم بي إم العقارية» للاستشارات التابعة لمصرف أبوظبي الإسلامي، أنه رغم انخفاض متوسط معدلات بيع الفلل بنسبة أقل من 1% على أساس ربع سنوي و4.6% سنوياً، فإن بعض المواقع، مثل «وست ياس وياس إيكرز» وحدائق الراحة، خالفت هذا التوجّه المتراجع، بعدما شهدت زيادةً سنويةً بنسبة نحو 2 إلى 5%.
فيما أظهر تقرير «بيوت» و«دوبيزل» عن سوق العقارات في أبوظبي للربع الأول من عام 2021، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البيع والإيجار في العديد من المناطق السكنية في العاصمة، الأمر الذي يشير إلى زيادة الطلب وعودة القطاع العقاري إلى نشاطه المعهود، موضحاً أن أسعار مبيعات العقارات السكنية في أبوظبي شهدت زيادات تصل إلى 5% في بعض الأحياء البارزة.
وبحسب التقرير ارتفعت أسعار تأجير «الفلل» في «مدينة محمد بن زايد» و«مدينة خليفة» و«مدينة شخبوط» بمعدلات متباينة تراوحت بين 1% إلى 6%، خلال الربع الأول من 2021، مقارنة بالربع الأخير من 2020، كما ارتفع سعر تأجير «الفلل» في جزيرة ياس بنحو 8%، بمتوسط 261 ألف درهم سنوياً للفلل ذات الأربع غرف، و346 ألفاً للفلل ذات الخمس غرف، وفي جزيرة السعديات ارتفعت أسعار الفلل ذات الخمس غرف بنحو 9% بمتوسط 524 ألف درهم سنوياً.
كما ارتفع سعر بيع الشقق في «الريف» بنحو 2.5% بمتوسط 666 درهماً للقدم المربعة، و«الفلل» بـ 3.5% بمتوسط 660 درهماً، كما ارتفع سعر بيع الفلل في جزيرة ياس بنحو 4.5% بمتوسط 4.6 مليون درهم للأربع غرف، و6.15 مليون للخمس غرف، بحسب التقرير.
عودة النشاط
وقال عماد حسن مدير شركة سافوي لإدارة العقارات، إن الفترة الأخيرة شهدت العديد من المؤشرات الإيجابية على عودة النشاط بالسوق العقاري في أبوظبي، وهو ما يظهر في بيع المشاريع التي تم طرحها مؤخراً مثل «نويا فيفا» لشركة الدار العقارية في جزيرة ياس، موضحاً أن ذلك يعكس ثقة المستثمرين بالقطاع العقاري في أبوظبي، ويؤكد فاعلية السياسات الاقتصادية التشجيعية للاستثمار في قطاع العقارات بالإمارة، وتطور نوعية المشاريع العقارية المعروضة، والتي تتناسب مع احتياجات السوق.
وأضاف: لاحظنا بشكل خاص زيادة الطلب على الفلل والتاون هاوس في المجمعات السكنية منذ بداية «كورونا»، لما تحققه من خصوصية وراحة خاصة للعائلات، وهو ما أنعكس على الأسعار، لاسيما بالوحدات ذات المواقع المتميزة، والتي تتوافر بها بنيه تحتيه متطورة وخدمات متميزة توفر سبل الراحة للقاطنين.
وفيما يتعلق بالإيجارات، أوضح حسن أنه بشكل عام فإن الإيجارات شهدت تراجعاً خلال الفترة الأخيرة، ولكن يبقى الطلب قوياً على المشاريع المتميزة وذات الجودة العالية، مشيراً إلى اهتمام كثير من الملاك والشركات العقارية بتقديم تسهيلات في الدفعات الإيجارية ومرونة في الشروط التعاقدية، فضلاً عن تضمين خدمات الاتصالات ورسوم الكهرباء والمياه وخدمات التنظيف كجزء من الإيجار السنوي.
تغيرات جوهرية
أكد رشيد الطوباسي، رئيس مجلس إدارة شركة بلجرافيا العقارية أن الفترة الأخيرة شهدت تغيرات جوهرية مع عودة منحنى الإيجارات للارتفاع ببعض المناطق للمرة الأولى منذ سنوات.
وبلغت أسعار الإيجارات في أبوظبي ذروتها عام 2008، فيما بدأ المؤشر بالتراجع تدريجياً خلال الربع الأخير من 2009، تأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية، مواصلاً انخفاضه خلال أعوام 2010، و2011، و2012، قبل أن يعكس اتجاهه إلى الصعود بداية من الربع الثاني من 2013، لاسيما بعد صدور القرار الخاص بإلزام موظفي الجهات الحكومية بالعاصمة بالسكن داخل الإمارة، فضلاً على إلغاء سقف الزيادة الإيجارية السنوية المحددة بـ%5 في نوفمبر 2013، ثم تواصل الارتفاع خلال عامي 2014 و2015، لتبدأ بوادر التراجع من جديد خلال عام 2016، ويستمر الانخفاض في الإيجارات بصورة أكثر وضوحاً بداية من 2017 إلى 2020. وأوضح الطوباسي أن الفترة الحالية تشهد إقبالاً من شرائح متنوعة على الاستثمار بالسوق العقاري، خاصة في ظل ارتفاع العائد الاستثماري بالقطاع العقاري، وانخفاض المخاطر، مقارنة بمجالات أخرى، فضلاً عن توفر التمويل، وكذلك توفر السيولة لدي الكثيرين مع تقليص وتوقف الكثير من منافذ الصرف بعد «كورونا»، مع أسهم في زيادة المدخرات. وأشار إلى أن الجائحة والتي أسهمت في زيادة اهتمام المشترين بالسكن في الوحدات التي توفر مساحات واسعة، ما عزز الطلب على الفلل، لاسيما في ظل توالي الكشف عن العديد من المبادرات التسهيلات المتنوعة بالسوق العقاري، مثل زيادة نسبة التمويل إلى %85 من قيمة العقار.
