الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العالم يلفظ أرقاماً قياسية من غاز الميثان في 2020

العالم يلفظ أرقاماً قياسية من غاز الميثان في 2020
23 مايو 2021 03:47

حسونة الطيب (أبوظبي) 

غاز الميثان، الذي ينتج عن استخدام أنواع الوقود الأحفوري ومصادر الميكروبات في الأراضي الرطبة ومن الأبقار ومكبات النفايات، أكثر تأثيراً بنحو 28 مرة عن ثاني أكسيد الكربون، في الاحتباس الحراري. وارتفعت مستويات الغاز في الغلاف الجوي خلال السنة الماضية، مسجلةً أكبر زيادة منذ بدء عمليات الرصد في 1983، ما يشكل قلقاً واضحاً بالنسبة لكوكب الأرض.
وتشير بيانات جديدة، إلى بلوغ كل من غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، لأحجام قياسية في الغلاف الجوي، خلال سنة 2020، بصرف النظر عن حالة بطء النمو الاقتصادي التي سادت معظم دول العالم بسبب فيروس كوفيد-19.
وترى العالمة الفيزيائية لوري بروهويلر، من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، أن الارتفاع في مستويات غاز الميثان، مثيرة للاستغراب والحيرة في وقت واحد.
وتقول: «لا نتوقع في العادة، ارتفاع انبعاثات غاز الميثان فجأة خلال سنة واحدة، ولا ندري حتى اللحظة الأسباب المحددة لهذا الارتفاع. ومع أننا ندرك خطورة ذلك، لكن ليس لهذا الحد».
ويؤكد بروفيسور إيوان نسبت، من جامعة رويال هولواي في لندن، أن نحو 60% من انبعاثات غاز الميثان، ناتجة عن نشاطات بشرية، في حين تأتي البقية طبيعياً من البيئة مثل، المستنقعات وذوبان التربة الجليدية.
وتشير بيانات الإدارة الوطنية، إلى ارتفاع تركيز غاز الميثان، بنحو 14.7 جزء لكل مليار خلال السنة الماضية، بينما ارتفع مستوى تركيز ثاني أكسيد الكربون، بنحو 412.5 لكل مليون، بزيادة 12% عن المستويات المسجلة في العام 2000، بحسب فاينانشيال تايمز.
وفي غضون ذلك، تراجعت مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بنحو 6% خلال السنة الماضية، نظراً للوباء، لكن رغم ذلك ارتفع تركيز الكربون في الغلاف الجوي مع استمرار الانبعاثات. ومع أن المستويات القياسية لثاني أكسيد الكربون متوقعة، نظراً لإمكانية بقاء الغاز في الغلاف الجوي حتى 100 عام، إلا أن الارتفاع المفاجئ في تركيز غاز الميثان، هو ما يثر الدهشة والاستغراب.
ومن بين الافتراضات التي تفسر أسباب ارتفاع غاز الميثان، زيادة الانبعاثات الناجمة عن مصادر بيولوجية مثل، الأراضي الرطبة. ويعتقد بروفيسور نسبت أن ذلك يعود إلى أن أجزاء من المناطق الاستوائية، أصبحت أكثر دفئاً ورطوبة، ما يقود لانبعاث المزيد من غاز الميثان.
ويقول افتراض آخر: إن مقدرة الغلاف الجوي على تنظيف غاز الميثان من خلال تجزئته وبعثرته، قد تراجعت بمرور الوقت.
ويساعد تقليص انبعاثات غاز الميثان، في خفض وتيرة الاحتباس الحراري بسرعة أكبر، من تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، نظراً لعدم بقاء الغاز في الغلاف الجوي لمدة أطول، بالمقارنة مع الكربون. كما ينتج الغاز أيضاً، عند استخراج النفط والغاز. وظلت انبعاثات غاز الميثان، من القضايا المُثيرة للقلق للإدارة الأميركية، فبينما خفف الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب القيود المنظمة لها، عاد خلفه الجديد لتشديدها.
ورغم أن البيانات المتعلقة بمستويات الغاز التي نشرتها الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، مبدئية وتتطلب عمليات تحديث نهاية العام الجاري، لكنها تشير لارتفاع هذه المستويات بسرعة أكثر مما هو متوقع. كما يؤكد بعض خبراء القطاع أن المستويات الحالية، بعيدة كل البعد عن الإيفاء بالالتزامات التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©